على مدار أكثر من 20 عاما، استطاعت فرقة الحيدوس موغل للثقافة الشعبية ببشار الحفاظ على ثقافة وموروث الشعب الجزائري، والتركيز على الثقافة الوطنية وذلك إيمانا من القائمين عليها بأن تدوين الذاكرة هي مسؤولية كل جيل وكل فرد، للمساهمة في تشكيل هوية الأجيال بعيدا عن التأثيرات السلبية والثقافات الغربية، وضمانا لحماية عناصر الثقافة الشعبية المهددة بالاندثار والسرقة.
كشف موغلي عبد الحفيظ، رئيس الجمعية الثقافية لحماية التراث والنشاط الفلكلوري والألعاب التقليدية في تصريح لـ «الشعب»، عن «استمرار جمعية الحيدوس في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي وقف في وجه العصرنه والتطور الموسيقي ورواجها»، هذا بالرغم «من المعوقات التي تواجهها من بداياتها المتواضعة بخمسة أفراد فقط، وهي التي انبثقت عن جمعية الشيوخ الحيدوس موغل، في محاولة منها للحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي للجنوب عامة ومنطقة موغل بالخصوص».
الفرقة تضم اليوم 15 عضوا ويشجّعها الأستاذ دحماني، الباحث في التراث الثقافي والشيوخ الذين يرافقوننا ويحثونا على مواصلة الطريق وتدريب البراعم والاحتكاك مع الفرقة وتطويرها، كما يختص في كتابة نصوص الأغاني أساتذة وشيوخ يشرفون أيضا على اختيار الرقصات من واقع المجتمع الجزائري.
ويتكوّن أعضاء الجمعية من طلاب الثانويات والجامعات والمعاهد الوطنية من شباب لا تقل أعمارهم عن 17 سنة، فيهم العديد من المواهب سواء في الغناء أو العزف على الدف.
وتشارك الجمعية، بحسب رئيسها في العديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية، كما تقدم أغاني الأعراس والأغاني الوطنية، ومجموعة من الرقصات الفولكلورية، ومن أهدافها الرئيسية «التركيز على الثقافة الوطنية من أجل منع محو الأصول والموروثات الثقافية والتاريخية للجزائريين، وتوثيق صلة المواطنين بجذورهم وثقافتهم وتعزيز الحس الوطني في قلوب الناس، والحفاظ على تاريخ وتراث وثقافة منطقتنا بموغل المهددة بالنسيان، هذا الى جانب الاستمرار في جمع وتوثيق كل ما يتعلق بثقافتنا الشعبية، الاهتمام باللباس التقليدي والأحداث التاريخية والدينية والمعتقدات القديمة والعادات والفصول والمناسبات الاجتماعية، كمراسم الزواج وغيرها».
يمكن القول، يضيف موغلي، «أن نقص التمويل هو المشكل الكبير الذي تعاني منه الجمعية، حيث إنّنا نعتمد في تمويل وتغطية نفقاتنا على أنشطتنا الذاتية، وعلى مجموعة من المتطوعين آمنوا بفكرتنا بالعمل من أجل الحفاظ على هذا التراث حتى لا يندثر، كما لا نملك مقرا يناسب كافة أنشطتنا، أو وسيلة نقل تساعدنا إلى الاستعراض خارج منطقتنا».