افتتح الأسبوع الثقافي للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار بتسليط الضوء على مذكرات زهرة ظريف بيطاط لتكون في ضيافة جيل الاستقلال، التي تروي فيها مشوارها النضالي وناقلة من خلالها حقائق عرّفت بكثير الأسماء الثورية والتغلغل في خبابا مواقفها ضد المستعمر الفرنسي، وبحضور شخصيات سياسية وإعلامية وثقافية..
وقد نوه أحمد بوسنة ـ الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار ـ أمس بالمركز الثقافي “مصطفى كاتب”، بالالتفاتة التي خصتها مديرية النشر، مؤكدا على ضرورة تداول مثل هذه التظاهرات الثقافية حتى تكون حلقة وصل بين المبدعين والكتاب والمهتمين بالثقافة.
واعتبرت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط الوقفة فرصة لتكريمها، بعد أن قررت كتابة مذكراتها التي جاءت بناء على عدة اسباب، خاصة وأننا نعيش في السنوات الأخيرة عصرا ، كما قالت بيطاط، “أصبح فيه أبناؤنا يخطأون في حق الثورة التحريرية حيث لا يعطونها حقها وثقلها الذي ميزها، بعيدين كل البعد في أحكامهم على الصورة الحقيقة للجزائر المستعمرة، أصبحت عنده كلمة “التضحية” هينة ولا معنى لها ومن ينطقها من جيل الثورة خرف”.
رأت زهرة بيطاط، في افتتاح الأسبوع الثقافي لمؤسسة الاتصال النشر والإشهار، أن المسؤولية تقع على جيلهم ممن أصبحوا يسمعون مثل هذه الآراء والأحكام وهم على قيد الحياة، دون التحرك والدخول في عالم الكتابة لنقل شهاداتهم والحقائق التي عاشوها ورأوها في الحرب التحررية، التي بإمكانها غرس الروح الوطنية في الأجيال وتعزيز غيرتهم على الجزائر.
واعتبرت ذات المجاهدة وبحكم مسيرتها في المحاماة أن مثل هذه الأحكام تهديد لتاريخ الجزائر وقوة الحرب التحريرية، هذا البلد الذي لا يتوقف تاريخه على الثورة المجيدة فحسب، وإنما تمتد جذورها إلى سنوات خلت ومراحل سبقت دخول المعمر الفرنسي التراب الوطني.
توقفت زهرة بيطاط أمس بالمركز الثقافي “مصطفى كاتب” عند حياتها الثورية بالقصبة كفدائية قبل ان تسقط تحت قبضة العدو في اكتوبر 1957، يوميات ميزها تمسك العائلات بالوطن وتحليهم بروح وطنية كبيرة أوصلتهم إلى تقديم بيوتهم للمجاهدين لاستغلالها من اجل الإحباط بالأعمال الشرسة للفرنسيين، إضافة إلى تعريجها على الدور الكبير الذي لعبته الكشافة الإسلامية في غرس الروح الوطنية والتي تواصل إلى اليوم مجهودات والسير على الطريق الذي انتهجته من قبل.
أكد من جهته محمد عباس على تأخر المجاهدة زهرة ظريف بيطاط في كتابة مذكراتها، التي رآها مهمة، خاصة وأنها عرفت بكثير الأسماء التي “كنا نسمع عليها فقط”، كما عرفت بخبايا القصبة وعائلاتها التي لم تتأخر في مساندة المجاهدين، إضافة إلى تلك الشهادات المتعلق ب«حصار الجزائر”،ويقصد هنا محمد عباس ما اصطلح عليه معركة الجزائر، حيث قال في هذا الصدد أن المعروف في كل الثورات هو تسليط الحصار على العواصم.
مذكرات زهرة بيطاط في ضيافة جيل الاستقلال
حقائق تؤكد قوة الثورة التحريرية وتعطي صورة عن الجزائر المستعمرة
سميرة لخذاري
شوهد:1514 مرة