العتروسي محمد أمين، صفاء بو جلطي، دحو محمد أمين، زعموم راضية، عبد العزيز سفيان ، صياد لطيفة، فارس صالحي، و رضا عمراوي، طلبة تخصص علمي الكترونيك و الكتروتكنيك و صيدلة و عتاد طبي و لغات و تاريخ، اختلاف تخصصاتهم و ميولاتهم لم يمنعهم من التشارك في فكرة الانخراط في النوادي العلمية الثقافية، فأحدثوا تغييرا كبيرا في حياتهم انعكس إيجابا على مسارهم الدراسي. هم طلبة شغوفون بالمعرفة خارج جدران المدرجات و قاعات الاعمال التطبيقية نزلوا ضيوفا على جريدة «الشعب» للتعريف بجانب من جوانب الحياة الجامعية.
العتروسي محمد أمين، رئيس نادي «اوريكا» هو نادي علمي و ثقافي، انشأ سنة 2002 ويعتبر عميد النوادي في جامعة بومرداس، حيث تعاقبت عليه أجيال و أجيال من الطلبة بقوا موالين له متواصلين مع من عقبوهم لحد الساعة يسلمون المشعل في كل سنة تخرج لمن يخلفهم في مقاعد الدراسة.
النادي ينظم محاضرات بمواضيع اجتماعية و ثقافية و في علم النفس و إلى جانب المقهى الأدبي أين تكون، بحسب محمد أمين، الفرصة ولو مقاهي أدبية و يتعرض فيها إلى مواضيع متعددة يحاولون من خلالها رفع مستوى طلبة بومرداس النخبوي . كما يحاولون من خلالها كسر كل الطابوهات.
من جانبها، أكدت بوجلطي صفاء المكلفة بالإعلام في نادي «فضاء المعرفة» أن هذا الأخير أسس سنة 2003 و حظي باعتماد من جامعة بومرداس بعد 3 سنوات، ليصبح اليوم و مع تعاقب الكثير من الطلبة الفاعلين عليه، فضاء يشجع كل ما له علاقة بالعلوم و المعرفة و الثقافة و الفن و فن الخطابة و تعزيز قدرات الطالب وإمكانياته و مواهبه.
في ذات السياق، قال عبد العزيز سفيان، رئيس النادي العالمي « إلكترو»، إن هذا الأخير الذي رأى النور سنة 2010 أسس من قبل مجموعة من طلبة الإلكترونيك والالكتروتكنيك وهو فضاء موجه للأبحاث العلمية و الاختراعات و تبادل المعلومات في كل ما يخص التكنولوجيات الحديثة و علوم الالكترونيات، و يقوم بتنظيم مسابقات و دورات تعليمية ويرافق الأعضاء المنخرطين في عملية تجسيد مشاريعهم خاصة العلمية وتلك المتعلقة بسنة التخرج، فهو فضاء للعلوم التطبيقية بامتياز أراده مؤسسوه فسحة يستطيع من خلالها الطالب أن يختبر من المعارف و المعلومات ما يساعده على تكملة ما يتلقاه من دروس نظرية.
فضاءات يستغل فيها وقت الفراغ بذكاء
من الاسئلة التي تطرح نفسها حين نتحدث عن النوادي العلمية في الجامعة: كيف يمكن للطالب ان يوفق بين الدراسة و نشاطاته بها، و هل يكفيه الوقت لذلك؟
في إجابته عن الاستفسار، قال دحو محمد أمين رئيس نادي «فضاء المعرفة « أن النوادي العلمية و الثقافية فضاءات لاستغلال أوقات الفراغ من خلال ممارسة أنشطة علمية و ثقافية تساعد كثيرا الطالب ولا يأخذ النادي من وقتنا كثيرا سوى خلال تنظيم المناسبات الكبيرة، مثل الملتقيات الوطنية أو الأنشطة التي تستدعي تجنيد كل الطاقات «.
فهذه النوادي، أيضا «تقدم دورات تكوينية في اللغات الحيّة مثلا، شأن الدروس التعليمية التي تقدمها، بحسب ما كشفت لنا زعموم راضية، طالبة في اللغة الانجليزية، لنظرائها بنسبة يومين في الأسبوع و التي تقول أنها طريقة وهي الطريقة تضيف التي تساعد الطالب على التواصل و اكتساب لغة إضافية يستغلها مستقبلا في حياته العملية.
بدوره قال عبد العزيز سفيان، رئيس نادي» إلكترو ، انه لا يعتبر النادي بمكان لتمضية الوقت أو تضييعه، بل بالعكس ، هو مكان يساعد على تكملة المعلومات التي يتلقاها الطالب في المدرج أو الأعمال الموجهة، فهو فضاء يساعد على تحصيل التطبيق للأعمال النظرية، فأنا اقضي 10٪ من وقتي في قاعات الدرس و الباقي في النادي العلمي و لا ينفي هذا أنني من 3 الأوائل في دفعتي.
يشاركه العتروسي محمد أمين، رئيس نادي «اوريكا « قائلا: أن الطالب اليوم يملك الكثير من الوقت فعليه أن يستغله في ما يعود عليه بالفائدة، مشيرا أن اللقاءات الأدبية التي يسطرها النادي هي فرص من ذهب لتوسيع الأفاق و تبادل المعلومات من خلال النقاشات حول الإصدارات و فلسفة مؤلفيها في الحياة، و هذه إضافة قيمة لطلاب التخصصات العلمية حتى تتعزز شخصياتهم وتتقوى معرفتهم و يكبر إلمامهم بكل أمور الحياة.
في ذات الشأن، أشارت صياد لطيفة المختصة في الصيدلة قائلة: « أننا لسنا مجبرين كمنخرطين في النوادي للحضور يوميا فنشاطنا يأتي وفقا لجدول زمني محوره الأول ساعات الدراسة، لكن لا بد أن يفهم الطلبة أننا نتكون و نواصل تعلمنا في هذه الفضاءات بالموازاة مع برامج الدراسة، وهذه بمثابة ورقة رابحة لنا، حينما نتخرج من الجامعة حاملين بالإضافة إلى الشهادات مخزون كبير من الثقة في النفس و المعارف و الثقافة العامة و تكوين للشخصية.
بشهادة فارس صالحي احد المنخرطين في نادي «إلكترو»، فإن كل وقت فراغ بين حصة و أخرى يقضيه في النادي العلمي و الأدبي، الأمر الذي ساعده كثيرا في التخلي عن المخاوف التي تنتابه بخصوص نقص المواد التطبيقية.
كما أكد من جهته رضا عمراوي، طالب تخصص إلكترو-ميكانيك أن انخراطه منذ سنة في نادي « فضاء المعرفة» فتح أمامه آفاقا كثيرة و غيّر من نظرته للأشياء و قوى ثقته بنفسه.