مصعب غربي رئيس جمعية «قسنطينة تقرأ»:

نجحنا في تنظيم تظاهرة لقاء أجيال «أبوليوس» للإبداع

حاورته: حبيبة غريب

 نحتاج إلى دعم مادي ومعنوي

«قسنطينة تقرأ» قاطرة رائدة لمشروع المقروئية بشرق البلاد، نادي أنشأه ثلة من المثقفين الشباب، تحول بحكم العراقيل البيروقراطية التي صادفتهم إلى جمعية نشيطة، استطاعت أن تنظم مسابقة أدبية كللت بطبع كتاب لأعمال الفائزين، وربط جسر بين مبدعي الولاية من مختلف الاجيال، فأصبحت قدوة للكثير من الجمعيات بولاية الشرق. هي إرادة شباب محب للكتاب يحدثنا عنها رئيس النادي مصعب غربي من خلال هذا الحوار.

❊ الشعب: مند انطلاق نشاطات نادي «قسنطينة تقرأ»، ما هي الانجازات التي حقّقت لحد الساعة؟
❊❊ مصعب غربي: لم يمضي كثيرا على انطلاق نادي «قسنطينة تقرأ»، فهذا النادي انطلق بداية سنة 2016 ومارس نشاطاته من خلال جلب رخص من الولاية والمديرية أين وجد معاناة كبيرة في ذلك، مما حتم علينا إنشاء جمعية معتمدة مع نهاية سنة 2018، رغم هذه المدة القصيرة إلا أن النادي حاول أن ينجز ويكون حاضرا في الفعاليات الثقافية كلها داخل الولاية وخارجها، فقد قام النادي بإنشاء مسابقات للقراء والمتابعين، أبرزها مسابقة «جسور للمواهب الواعدة في الكتابة»، وطبع لهم كتاب جامع لنصوصهم تحت اسم المسابقة، كما قام بتنظيم تظاهرة «لقاء أجيال أبوليوس»، والتي جمع فيها عددا كبيرا من الكتاب الجزائريين.
❊ ممّن تتكوّن الجمعية؟
❊❊ كل الذين ينتمون إلى جمعية «قسنطينة تقرأ» هم طلاب جامعيون من مختلف التخصصات (تخصص إعلام واتصال، هندسة مدنية، أدب عربي، لغات فرنسية انجليزية، مدارس عليا، تخصص طب وشبه طبي ، بيولوجيا، علوم سياسية. كيمياء صيدلية...).
❊ ما القيمة المضافة للمشهد الثّقافي التي جاء بها النّادي؟
❊❊ قسنطينة مدينة كبيرة ومهمة ومنذ الأزل كانت ذات مكانة رفيعة من الناحية الأدبية، لكن خلال السنوات الماضية قسنطينة غابت وهذا أمر مؤسف، من خلال جمعيتنا نحن نحاول أن نحرك المشهد الثقافي بتنظيم مبادرات ولقاءات ومحاضرات للكتاب، التشجيع على المطالعة.
❊ ما هي الأهداف التي حقّقت لحد اليوم؟ وماذا ينتظر نادي «قسنطينة تقرأ» من تحديات؟
❊❊ قد يكون الحديث عن تحقيق الأهداف سابق لآوانه قليلا، قد يكون أبرز ما حدث أن الكثير من الأشخاص في المدينة أصبحوا يعرفون النادي ويشجعون فكرته، كذلك أغلب الكتاب الجزائريين أن لم يكن كلهم بمختلف أعمارهم وخبراتهم يقدرون النادي وما يقوم به.
التحديات كثيرة، فنحن نتحدّى أنفسنا أولا كأعضاء للنادي وأغلبنا شباب وطلاب جامعيون، على أن نواصل بكل شغف رغم الحواجز، أن نجد الدعم من المؤسسات الثقافية، ليس دعما ماديا فقط بل دعم معنوي كذلك،  ويبقى التحدي الأكبر هو أن نجعل قسنطينة فعلا تقرأ بفضل مبادراتنا ونشاطاتنا.
❊ كان النّشاط الأخير للنّادي عبارة عن لقاء كبير بين أجيال المبدعين، من أين جاءت الفكرة وما هي النّتائج التي أسفر عليها  اللّقاء؟
❊❊ جاءت فكرة تظاهرة «لقاء أجيال ابوليوس» من خلال زيارتنا الأخيرة للمعرض الدولي سيلا 23، أين لاحظنا غياب لقاءات الكتاب فيما بينهم، وكذلك عدم تواصلهم مع قرائهم كون المسافة بعيدة على هؤلاء الأخيرين. كان اللقاء يحمل هدف احتكاك الكتاب فيما بينهم وتعارفهم بعيدا عن موقع التواصل الاجتماعي، وكذلك التقاء قرائهم بهم. وقد نجح الأمر في طبعته الأولى رغم غياب الدعم والوسائل، وأعرب الكتاب المشاركون عن أهمية المشروع وطالبوا بطبعات أخرى وقد سجلنا تنشيط كتاب لحصص بيع بالتوقيع، كما قدم كل محمد زتيلي وفيصل لحمر وعبد الرزاق طواهرية والحسان جيلاني وعبد المؤمن ورغي محاضرات قيمة بالمناسبة. وقد شهدت التظاهرة إقبالا كبيرا للقراء والإعلاميين، ودعما كبيرا مشكور عليه من قبل مدير دار الثقافة مالك حداد.
من الأهداف الرئيسية للنادي التركيز على الفئة الناشئة، الأطفال هم شباب الغد وهذا هو الوقت المناسب لزرع ثقافة المطالعة بهم، نحن نحاول أن نخلق نشاطات ترفيهية وذات أبعاد ثقافية في الوقت ذاته لهم، كالنشاط الذي سبق ونظمناه في الخامس من شهر جانفي، الطفل يحب أن يتسلى ويتعلم، وفي برنامجنا جزء كبير من النشاطات لهم.
وكذلك متابعة الإصدارات الجديدة للكتاب وخاصة الشباب والترويج لها، من أهدافنا أيضا زرع مكتبات الشارع في كل بلدية من بلديات الولاية (رغم غياب التصريح ومنح الرخص بوضعها).
❊ كيف يقوم النّادي بزع ثقافة القراءة بين النّاشئة؟ وهل يوفّق في ذلك؟
❊❊ النادي لديه مجموعة من المشاريع والأفكار التي يسعى لتنفيذها سنة 2019، سطّرنا مجموعة من الأنشطة الموسمية وأخرى شهرية، نسعى للقيام بالطبعة الثانية من لقاء أجيال أبوليوس مثلا، والاهتمام بالفئات الأخرى للأدب عبر بعض المشاريع التي وضعناها، ويبقى هدفنا الأسمى من المشاريع تقريب الكاتب والكتاب للقارئ.
للأسف النادي لا يتلقى أي دعم لتجسيد أفكاره، أعضاء النادي والذين أغلبهم طلبة يقومون بتمويل نشاطات النادي من أموالهم الخاصة، بالإضافة إلى غياب الدعم المادي فإن النادي يواجه صعوبة من أجل الحصول على تراخيص في حال رغبنا في تنظيم نشاط أو وضع مكتبة شارع.
❊ ما هو النّشاط البارز للجمعية خلال السّنة الماضية؟
❊❊ قام النّادي بإطلاق مسابقة وطنية في سنة 2018 أيضا تحت إسم «مسابقة جسور» للمواهب الشابة في الكتابة، وقد شارك بها أزيد من 120 مشارك من 34 ولاية، وفاز بها 32 عمل باللغات الثلاثة (عربية، انجليزية، فرنسية) وتم طباعة كتاب جامع لهم يحمل اسم المسابقة،    يتكون الكتاب من 125 صفحة، وصدر عن دار الماهر للنشر والتوزيع.
❊ حدّثنا عن تجربة مكتبة الشارع، وهل هناك مشروع لتعميمها في أحياء ومدن قسنطينة؟
❊❊ مكتبة الشارع في ولاية قسنطينة هي الثانية من نوعها على التراب الوطني، جاءت بعد مكتبة باتنة، لكن كون الإعلام ركز على مكتبتنا فقد تواصلت معنا مختلف الولايات الأخرى لنعطيهم طريقة إنشاء واحدة: تتجسد فكرة مكتبة الشارع بداية بجمع أكبر عدد ممكن من الكتب وقد جمعنا أزيد من 1200 كتاب تطوع بهم القراء، ثم جمع ثمن إنشائها لتسديد أجرة النجار، وبعدها جلب الرخصة لوضعها من طرف مصالح البلدية، تعرضت للتكسير والتخريب وسرقة الكتب أكثر من 10 مرات. والآن هي مكسرة لم نقم بتصليحها عسى أن يبادر أحد القراء بذلك من أجل أن تصبح ثقافة في المدينة، ولا يبقى الاهتمام بها حكرا على أعضاء النادي. مكتبة الشارع الثانية، تم صناعتها منذ أكثر من سنة وتم رفض مختلف طلباتنا وعدم الترخيص لنا بوضعها، هي الآن موضوعة بالمستودع في وسطها حوالي 700 كتاب. للأسف لقد أصبحنا نتبرّع بالكتب لمكتبات الشارع في الولايات الأخرى مثل قالمة وبرج بوعريريج، وهذا ضمن أهدافنا الرامية إلى تشجيع القراءة حتى خارج الولاية إن سنحت لنا الفرص بذلك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024