تظاهرات لتقريب الكتاب من القارئ

مواعيد ثقافية لا يفوتها الشّغوفون بالقراءة ببونة

عنابة: هدى بوعطيح

ـتعتبر عنابة من بين الولايات التي تعتمد على التظاهرات التي من شأنها تقريب الكتاب من القارئ، والتشجيع على المقروئية، على غرار تظاهرة «عنابة مدينة تقرأ»، والتي باتت حدثا ثقافيا هاما ينتظره سكان بونة كل سنة لما يحمله من نشاطات موجهة للمطالعة العمومية، واستقبال الشغوفين بالقراءة من مختلف الأجناس والأعمار.

 تعرف تظاهرة «عنابة مدينة تقرأ» نجاحا كبيرا، بدليل الإقبال المنقطع النظير عليها من قبل سكان الولاية، الذين لا يفوتون فرصة حضور النشاطات الثقافية المبرمجة من قبل القائمين عليها، حيث أصبحت بالنسبة لهم تقليدا سنويا راسخا لا يمكن تفويته، وموعدا هاما لقراء بونة للوقوف على مختلف الإصدارات والعناوين التي تلبي التطلعات الفكرية والعلمية لكل واحد منهم.
ما يميز تظاهرة «عنابة مدينة تقرأ» أنها تسعى في كل طبعة لتقديم الجديد لسكان بونة، وهي لا تقتصر فقط على تقديم نشاطاتها داخل القاعات والمكتبات، وإنما تساهم في شكل كبير من الاقتراب من القارئ وتوصيل الكتاب إليه، تشجيعا للمقروئية وسط المجتمع العنابي، لا سيما وسط الجيل الجديد، وتعويده على حمل كتاب منذ الصغر ليشب على المطالعة.
وما عوّدت عليه هذه التظاهرة قرّاءها هي المكتبة المتنقلة التي تحط رحالها في قلب ساحة الثورة، صانعة حركية كبيرة لرواد الساحة المتعطشين للقراءة والمطالعة، وتنظيم ورشات للكبار والصغار خاصة بقراءة الكتب وتقديم ملخصات لها، على أن يتحصل صاحب أحسن تلخيص على كتاب كجائزة له، كما أن القائمين على التظاهرة ينظمون مسابقة لأحسن كتابة لينال أيضا الفائز الأول كتابا.
الفعالية تصنع أيضا الحدث من خلال الندوات واللقاءات التي تقوم بها، والتي تنادي بحب المطالعة وأهميتها في حياة الفرد الفكرية والعلمية والثقافية، من خلال أساتذة وكتاب يلتقون قرائهم ويحثونهم على قراءة ولو كتاب واحد حسب ميولاتهم وتوجهاتهم، والهدف استرجاع مكانة الكتاب الورقي في ظل انتشار الكتاب الالكتروني والإقبال الكبير عليه.
مهرجان القراءة في احتفال لولاية عنابة يسطر بدوره برنامجا ثريا للأطفال، من خلال تنظيم ورشة القراءة للأطفال للفئة العمرية من 05 إلى 12 سنة، وورشة الرسم، جلسة الحكواتي، فضلا عن عروض مسرحية متنوعة، كما لا تفوت التظاهرة لتعميم المقروئية فرصة الانتقال لمراكز الطفولة المسعفة بعنابة، وتنظيم جلسات للقراءة والحكواتي، وكل ذلك في إطار غرس حب المطالعة في نفوس الصغار وتحفيزهم على القراءة، على اعتبار أن «الكتاب خير جليس».
كما أنّ الفعالية مناسبة لاستضافة العديد من الكتاب والمثقفين، من مختلف أرجاء الوطن، وإعطاء الفرصة للقراء للالتقاء بكتابهم والتعرف على إصداراتهم من خلال الندوات واللقاءات التي تفتح المجال للنقاش والتشاور فيما بينهم، ناهيك عن جلسات البيع بالتوقيع التي توفر كتاب لكل قارئ.
بونة أيضا أسّست لمجموعة «عنابة تقرأ» والتي تساهم بدورها في تشجيع المقروئية والمطالعة، حيث عملت على المشاركة في نشاطات متنوعة، على غرار نادي الاقتصاد بجامعة «باجي مختار» بإطلاق مبادرة لتحدي القراءة في 30 دقيقة، حيث يقوم المتسابقون بقراءة كتاب وتلخيصه ثم مناقشة محتواه أمام مجموعة «عنابة تقرأ»، لينال الفائز مجموعة من الكتب في مختلف التخصصصات، حيث عرفت المبادرة مشاركة كبيرة لمجموعة من الطلبة لإبراز قدراتهم وإمكانياتهم وشغفهم بالمطالعة.
وتحرص مدينة عنابة في كل مناسبة، على تثمين الكتاب، وجعل القراءة الهدف الأسمى ضمن نشاطاتها لما تلعبه من دور في ترقية الفرد وبناء العقول وإنمائها، والتوجه لمختلف الفئات وتحفيزهم على المطالعة وترسيخ لديهم حب القراءة، لا سيما لدى الجيل الصاعد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024