المخرج المسرحي فؤاد روايسية:

«عصب التّحفيز للموهبة والإبداع في مختلف المجالات»

سوق أهراس: سمير العيفة

تمثل التكريمات والجوائز قيمة مضافة في العملية الإبداعية مهما كان موضوعها، تلك الالتفاتة التي في ظاهرها ربما تكون رمزية لكن في محتواها هي جزء كبير من العملية الإبداعية، وأكبر ما يقتل الأقدام ويقزم الروح الإبداعية العشوائية في تسيير هاته التكريمات، وهذا ما يعيشه العديد من الفنانين والمبدعين في شتى المجالات، من خلال رأي الفنان الكبير والمخرج المسرحي فؤاد.

 قال الفنان فؤاد روايسية: «يعتبر التحفيز العمل على خلق جو للمنافسة والرغبة في المشاركة من أجل إعطاء قيمة مادية للانجاز، خاصة إذا كان ذلك يتم في جو من المنافسة الشريفة، وأيضا يعد التفاتة للفرد المبدع  كتقييم لشخصيته  وللموهبة لديه من ناحية أخرى. وخلال العملية التكريمية ككل يشترط أولا أن تكون قرارات لجان التحكيم عادلة حتى ترتبط الهدية بصاحبها، فهناك ظلم كبير للفرق المشاركة من قبل لجان التحكيم، فأغلب ما نعيشه اليوم من  منافسات هي عملية شكلية ولا تذهب في الغالب إلى أصحابها ، وبالتالي يحس الفرد أنه لا توجد قيمة لعمله إذا كانت الجوائز توزع بصفة عشوائية لا تراعي معايير التفوق والتميز».
 ويضيف المخرج فؤاد روايسية في ذات السياق قائلا «إنّنا نعاني في مسرح الهواة بولاية مستغانم من هذا المشكل كثيرا، فغالبا توزع الجوائز والتي تعتبر حق مكتسب عكس توقعات الفنانين وحتى الجمهور، كذلك نفس المشكل في المسرح الوطني، أين نجد ممارسات جائرة من المحاباة والأحكام المسبقة»، مضيفا أن الجائزة هي حق مكتسب للعمل الفني، وبالتالي سنوات العمل مهمة جدا، تضبط الجوائز لتعطي قيمة مضافة كتثمين للجهد وتحفيز للإبداع، والعكس تماما إذا تمت هاته التكريمات والجوائز بطريقة غير عادلة معناه قتل روح الإبداع وقتل روح التميز في الذات، وهذا نراه في العديد من الأعمال والتي للأسف لم تعطى لها القيمة الحقيقة فماتت ومات أصحابها، فالتكريم هو جرعة حياة لكل عمل فردي، والإحساس بالتميز والمنافسة هو شعور يختلج كل نفس مبدعة، فكيف لنا أن نقزم هذا الشعور في نفوس المبدعين».
ما نخلص إليه أن الإبداع هو مفتاح النجاح في الحياة، على مستوى الفرد وعلى صعيد المجتمع، لكن الإبداع يحتاج إلى التشجيع والتحفيز، وهذا ما يجب التأكيد عليه باستمرار، وممارسته عملياً على كل المستويات، فهو يؤكد دائماً أهمية التحفيز والتشجيع لترسيخ مفهوم التميز والإبداع والجودة كثقافة متجددة.
وقد يظن البعض أن التحفيز قاصر على الجانب المادي، أو أنه العامل الأساسي في تشجيع الإبداع والمبدعين، لكن الحافز المعنوي لا يقل أهمية وتأثيراً عن عوامل الدعم والدفع الأخرى نحو مزيد من التميز وإبداع المنجز، بل إن كلمة تشجيع، ولو عابرة، قد يكون لها مفعول السحر والشحن النفسي والعاطفي لتحقيق المزيد من الإنجاز والإبداع.ـ

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024