«إن جميع الباحثين في الموسيقى يشهدون بتنوع وكثرة التراث الموسيقى الجزائري، وبتعداد إيقاعاته وطبوعه وانتشاره بكل ربوع القطر الجزائري، على سبيل الذكر الموسيقى الأندلسية بمشتقاتها من حوزي، زجل، عروبي والمألوف إلى الشعبي، القبائلية، الطائفية، الشاوية، الترقية، والموسيقى القناوية «الديوان»، بالإضافة إلى موسيقى «الطبول والغايطة»، و»القصبة والبندير».
ولكل هذه القوالب الموسيقية يقول جمال العيفة أستاذ الموسيقى المعروف بالوسط الفني بـ»مراد» في تصريح لـ»الشعب»: «مميزاتها الخاصة فمنها ما هو غنائي فقط وهناك الآلي، ومنها ما هو غنائي آلي، أي يتناوب فيه العزف والغناء، ومنها ما يعتمد على الطبوع أي السلالم الموسيقية والمقامات التامة، ومنها ما يؤكد وجودها الطابع الصوتي للآلات التي تعزفها أو إيقاعاتها المميزة لها، وهذا المحور التقني الخاص بالموسيقى ليس حديثنا الساعة، إنما هو كيفية المحافظة على هذا الإرث الكبير وترسيخه في ذهنية شبابنا كجزء أساسي من هويتهم».
على الصعيد الوطني يلاحظ جمال، أن وزارة التربية الوطنية، قد أدرجت هذا التراث المحلي في مادة التربية الموسيقية على مستوى طور التعليم بالمتوسط منذ سنوات خلت، ولكن نقص أساتذة المادة عبر التراب الوطني، حال دون بلو الهدف المسطر، لهذا يقول «أرى إلزامية تضافر كل الجهود على المستوى المحلي والوطني لإنجاح هذا المبتغى».
وأضاف أستاذ الموسيقى بمتوسطة يمونة قموح بمدينة سكيكدة، «أنه من خلال تدريسه هذه القوالب الموسيقية في المعهد البلدي للموسيقى، مع عصرنة طرق تعليمها واستغلال الرقمنة في تسجيلها وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والأثير لتحفيز الإقبال عليها، وجعلها مألوفة لدى مختلف أوساط المجتمع»، مؤكدا على أن تأسيس «جمعيات وتعاونيات ثقافية، يكون نشاطها الأساسي والرئيسي، تنظيم مهرجانات خاصة للموسيقى التقليدية بكل أنواعها، وإجراء مسابقات وتخصيص جوائز معتبرة لتشجيع مواصلة البحث والإبداع بغرض المحافظة على هذا النوع من الموسيقى من التلاشي».