محمد بلعربي الباحث في السماع الصوفي لـ«الشعب» :

من الممكن جدا الإرتقاء بالطبوع الموسيقية المحلية نحو العالمية

البليدة: لينة ياسمين

 

لم يقلل الباحث محمد العربي من فعل الارتقاء بطبوعنا الموسيقية المحلية إلى الموسيقى العالمية الكلاسيكية، ومقدرة الأخصائيين المهتمين بالشأن الموسيقي، في أن يجعلوا منها تحفا فنية «كونية»، غنائية كانت أو موسيقية بحتة، تصنف وتصفف  ضمن رفوف الفن العالمي».



أكد الباحث في التراث الموسيقي والسماع الصوفي، ومحافظ مهرجان العروبي في البليدة، الأستاذ محمد بعربي في حديث مع «الشعب»، أن الطبوع الموسيقية المحلية، هي كغيرها من الطبوع التي أصبحت «تنصبغ» وموسومة ضمن الموسيقي الكلاسيكية العالمية، يكفي فقط الإرادة وبذل المجهود اللازم، والبحث الجاد والوقت الكافي، حتى نطور من طبوعنا المحلية، ونجعلها ضمن كلاسيكيات العالم الفنية الخالدة والأبدية».
وقال في هذا الشأن، «أنا أدرك وعلى يقين تام أن في مقدور أخصائيين أن يحولوا الطبوع المحلية الضيقة، ويصيروها في تعديلات وتحسينات وإضافات وتغييرات، موسيقى تعبر حدود الدول، و»قم ترى» هي أنموذج، باتت تطرب به مسامع «الأجواق» في العالم  و»عبد القادر يا بوعلام»، أصبحت تسافر إلى قارات العالم من دون تأشيرات».
 ولم يخف من أن البليدة والتي تزخر بطبع «العروبي» والحوزي، فضلا عن الأندلسي العريق، فهي ليست تشكل الاستثناء أو المستحيل، بل على العكس يكفي قليلا من «التحوير والتدوير» ويصبح «العروبي» الأشهر في المنطقة عابرا للحدود من غير دليل ومعدود.
«قم ترى» أصبحت أيقونة عالمية..
ومثل كلامه بالمشاركات الدولية في روسيا ومصر وفرنسا والصين اسبانيا وغيرها من الدول، التي زارها طبع «العروبي»، وأن الفنانة المخضرمة «نسيمة» اجتهدت في جوق موسيقي جميل، قاده «نشيد برادعي، زادت فيه بعض الآلات ونمقتها، أن تغني في نوبة «زيدان»، أغنية عنوانها «تحيا بكم كل أرض تنزلون بها»، والتي أعطتها لمسة وسحر «العالمية»، كما أن فيه تجارب أخرى فردية وإن كانت قليلة، حول تطوير التراث المحلي الموسيقي، تدل على أن العالمية الوصول اليها ممكن وليس محال، تمثلت في محاولات واجتهادات المايسترو المخضرم «سليم دادة».
 واسترسل في الحديث وقال أن المايسترو «أمين قويدر»، أحيى في مهرجان الموسيقى السمفونية  في طبعته العاشرة هذه ، ذكرى رحيل الفنان  رشيد طه، وقدم «رائعة» عبد القادر يا بوعلام، بسياق عالمي فني رائع، ليعود بالحديث بإيجاز عن هذه الأغنية، والتي هي تندرج ضمن السماع الصوفي، في مدح شأن الوالي الصالح عبد القادر الجيلاني، المكنى عبد القادر الأعرج»، ليخلص إلى أن «العروبي» مثلا في واحدة من قصيده الرائع والتاريخي للأمام «مصطفى بلكبابطي» والمتوفي في العام 1860 بالإسكندرية في مصر، في أغنية «يا حمام أعناني وبلغ سلامي للجزائر» والتي لديها الإيقاع نفسه مع «قم ترى، ترى دراهم اللوز»، هي قصيدة فذة اقرضها وهو المعروف بنظم وقرض القصيد بالفصيح، لكن نفيه من قبل الفرنسيس المعتدين  ووحشته وحنينه لوطنه وتربته وأهله، جعلوه ينظمها بفصيح دارج، إلى أن صارت لقوتها ورسالتها الضمنية «نشيدا وطنيا»، خلال المقاومة الجزائرية في العقود الـ 5 الأخيرة من القرن الـ 19 ميلادي وربما أزيد بسنوات، يكفي فقط حسب الباحث في السامع الصوفي والتراث الموسيقي، أن تجد من يلتقط مثل هذا التراث المحلي ويأخذ به إلى سماء العالمية، ويضيف في محسنات موسيقية ويبدع، حتى تصير ذات طابع وطبع كلاسيكي عالمي، لأنه كما نجح الأولون في تلوين «قم ترى» والرفرفة بها إلى العالمية، فالباقي من التراث ممكن ولا يعجز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024