لقد بات من الضروري حماية وصون التراث الثقافي بكل أصنافه كي يكون موردا اقتصاديا وبديلا حقيقيا لثروات هي في طريق النفاذ، حيث لم يعد بالإمكان في ظل هذه التحديات أن يظل مقتصرا على «حفظ الماضي» بل يجب أن يوفر الأدوات والوسائل وأطر العمل للمساعدة في تشكيل تنمية مجتمعات الغد ورسمها ودفعها إلى الأمام وجعله وسيلة ثقافية ذات أبعاد بيئية، اجتماعية واقتصادية، وذلك بالنظر لما تحتويه الجزائر من موروث ثقافي وأثري كبير يمتد من العصور الجيولوجية الأولى إلى العصر الحديث.
تتوفر الجزائر على أكثر من 20 موقعا، تمّ العثور فيها على بقايا عظام الديناصورات في الجزائر، عثر على آثار أقدامها في موقع بقرية المزيود ببريزينة وموقع بين الرقاصة والبيض، إضافة إلى موقع الصفيصيفة بالنعامة، كما عثر على بقايا عظمية للديناصورات في عين صالح والمنيعة والعديد منها معروض بمتحف المنيعة، كما توجد أيضا آثار لغابات متحجرة بعين صالح والطاسيلي آزجر.
كما شهدت الجزائر تعاقب كل حضارات ما قبل التاريخ، ومن بين المواقع التي يجب أن تكون قطبا سياحيا والتي تشهد بعضها حفريات أثرية سنوية، حتى ولو أن أغلبها مطمور تحت الأرض، إلا أن الأهمية التاريخية الكبيرة التي تكتسيها ممكن أن يجعل منها قطبا سياحيا، وذلك بخلق مراكز تفسير صغيرة تعكس لنا تاريخ الموقع وتاريخ الحفريات ومن أهم هذه المواقع نجد مركب عين الحنش بالقلتة الزرقاء بسطيف، والذي يعتبر أقدم موقع بشمال إفريقيا، الأمر أيضا على موقع تيغنيف أو ما يسمى «باليكاو» وهو الموقع الأشولي الذي تم العثور فيه على أقدم العظام الانسانية بشمال إفريقيا لحد اليوم ويؤرخ بـ750 ألف سنة قبل الميلاد التي تعود للإنسان الأطلسي الموريطاني، موقع بئر العاتر(تبسة)، موقع آفالو بورمال (بجاية)، مشتى العربي (ميلة)، كولمناطة (تيارت)، قاستل (تبسة)، كهف الأروي وكهف الدببة بقسنطينة، ناهيك عن الأطلس الصحراوي أو القطب السياحي المجهول، والمعالم النوميدية التي هي في طريق الاندثار. والقصور الطينية والمواقع الأثرية التي خلفتها الحضارة الفينيقية والرومانية والبيزنطية تعتبر كنزا كبيرا لكنها ليست مستغلة كما يجب لها أن تكون.
وللحفاظ على هذا الموروث الثقافي لجعله قطبا سياحيا واقتصاديا وجب العمل على رفع الوعي لدى فئة الأطفال والشباب بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وفتح فضاءات لهم على مستوى المتاحف والمواقع واستغلال متحف الطفل الوحيد المتواجد بتيلملي بالجزائر العاصمة من أجل إقامة نشاطات وورشات بيداغوجية بالتعاون مع وزارة التربية، كما حان الوقت لإدراج مادة «التربية المتحفية» في المنظومة التربوية.
الانتهاء من جرد وتوثيق الممتلكات الثقافية (العقارية، المنقولة، غير المادية والطبيعية) والإسراع في إعداد الخريطة الأثرية وتشكيل فريق خاص بالإسعافات الأولية للتراث وإدارة المخاطر التي تهدّد التراث تتضمن مختصين في الآثار ومهندسين معماريين ومدنيين من أجل القيام بإجراءات حماية المواقع قبل حدوث الكوارث خاصة الطبيعية منها مثل الفيضانات.
من المهم أيضا، إقامة دورات تدريبية لحديثي التوظيف في المتاحف والهياكل الثقافية والسياحية وبناء القدرات خاصة المرشدين السياحيين من أجل رفع مستوى الاستقبال في المتاحف والمواقع الأثرية.
• إقامة أيام مفتوحة على المواقع الأثرية التي تجرى فيها حفريات أثرية على الأقل يومين من أجل إشباع فضول الساكنة، للحدّ من الحفر العشوائي للمواقع الأثرية والحدّ من الاتجار غير الشرعي للممتلك الثقافي.
• وضع قاعدة بيانات الكترونية للممتلك الثقافي المنقول لدى خلية الدرك الوطني والأمن الوطني، وذلك من أجل محاربة الاتجار غير الشرعي بالممتلك الثقافي، وتسهيل عملهم.
• العمل مع البدوالرحل والجمعيات المحلية والتنسيق معهم في الحفاظ على التراث الثقافي، خاصة مواقع الأطلس الصحراوي (الجلفة، الأغواط، البيض، النعامة ..).
• منع التوسع العمراني في مناطق أثرية مثل تيبازة.
• إنشاء متاحف افتراضية للمتاحف والمواقع الأثرية عبر شبكة الانترنت وممكن عمل زيارات مباشرة من المتحف للمدارس عبر تطبيقات هي متوفرة الآن على شبكة الانترنت وإنشاء قناة يوتيوب تخصّ المواقع الأثرية والمتاحف.
التعامل مع شركات النقل العمومية مثل ميتروالجزائر وذلك بإضافة أسماء المتاحف والمواقع في قائمة محطات الميترو، وأيضا لما لا صور لمواقع الجزائر في تذاكر للمترو أو الترامواي أوحتى تذكرة حافلات النقل الحضري حتى تكون دليلا غير مباشر وترويجا للموروث الثقافي، وعرض صور إعلانية للمتحف عبر محطات وسائل النقل العمومي.
التعريف بالتراث الثقافي من خلال توزيع منشورات على مستوى المطارات ووكالات السفر والسياحة.
تمديد فتح قاعات عرض المتاحف إلى الساعة 18.00 وفتح القاعات يوم الجمعة بعد الظهر.
• خلق نشاطات ثقافية على مستوى المتاحف طيلة السنة وليس فقط في شهر التراث.
•رفع تذكرة الدخول إلى المواقع والمتاحف بالنسبة للزائر الأجنبي.
عمل برامج خاصة مع الحرفيين من أجل تشجيع الصناعة التقليدية لإثراء متاجر الهدايا التذكارية بالمواقع والمتاحف.
عدم تسييج المواقع خاصة الموجودة بالأطلس الصحراوي لأنه يشوّه الممتلك الثقافي، خاصة النقوش الصخرية والاكتفاء بوضع حراس.
•وضع مطويات خاصة بتاريخ التحف والعناصر المعمارية باللغة العربية والانجليزية على الأقل، بالإضافة إلى خريطة للموقع على مستوى قاعات الاستقبال من أجل تسهيل الزيارة.