الكاتب بالنوي مبروك:

أزمة سيناريوهات وغياب الاحترافية

تمنراست: محمد الصالح بن حود

يرى الكاتب والشّاعر مبروك بالنوي خلال الحديث الذي جمعه بـ “الشعب”، أن “السينما الجزائرية في الوقت الحالي مازالت تعاني من أزمة سيناريو، وكذلك ظاهرة المخرج المؤلف، مما جعلها تعيش في حالة الفوضى العارمة، والتي لم يسلم منها حتى الخواص”، مضيفا في هذا الصدد، “أنه كان هناك بصيص من الأمل لتطوير السينما خاصة بعد الانفتاح المالي مما يجعلها في انتعاش وازدهار بعض الشيء، إلا أنها تفتقر للمسة الإبداعية، وهذا رغم الثراء المادي والبشري لم يعطيها الإضافة المرجوة.

صرّح صاحب كتاب “من أغاني الطاسيلي” أن الفن السابع بالوطن يشهد معاناة طالته بعد أن طالت العديد من القطاعات الأخرى، وهي البيروقراطية الإدارية التي أصبحت  مهيمنة بشكل كبير على سير الفن السابع، يضاف لها كذلك ما يعاني منه السيناريست الذي مازال لم يتخطى عتبة التكوين الذاتي وفرض إبداعه لبقائه في الكتابة التقنية للمخرج.
واعتبر الشاعر مبروك بالنوي، أن “الممثل كالمغني الجزائري لا يحسن أغلبهم إلا طابعه أي الذي تعوّد عليه، وهو الأمر الذي “نلمسه من خلال المتابعة الدقيقة للمشهد الثقافي حيث مازال الممثل الجزائري ممثلا مسرحيا أي جاء من حقل فني آخر وهو المسرح”، مؤكدا بوجود استثناءات في كتاب السيناريو والممثلين السينمائيين، والذي لا تشملهم القاعدة.
أكّد المتحدث في مقتضب حديثه معرجا على دور لجنة القراءة، أن الساحة السينمائية تفتقر إلى لجنة قراءة جادة، والتي عادة ما تتكون من أكاديميين ومبدعين من أهل الاختصاص، لكن ما تشهده في الوقت الحالي من تصرفات غير مسؤولة قائمة على حساب المحسوبية والمحاباة، نظرا لوجود اعتمادات مالية الشيء الذي ترك السينما الجزائرية حبيسة الإنتاجات القديمة، ولا تفتخر إلا بها في الكثير من الأحيان، مع تسجيل بعض الاستثناءات.
أضاف المتحدث في سياق متصل، أن افتقار السينما إلى مبادرات تشجيعية جادة على غرار فتح باب ترشح سيناريوهات، ساهم في معاناتها وتأخرها عن غيرها، وإلا لكانت السينما مزدهرة لأن مثل هذه الخطوات سوف تجلب المبدع، وتمكنه من الإبداع في كتابة السيناريو، وإن كان يعتمد على الكتابة التقنية للإخراج، مما يجعله يترك المجال لذوي المواهب العالية، إلا أنه أكد في هذا الصدد، أنه لن يتم هذا ما دمنا نهمش الفاعلية الجزائرية ونقزمها.
 وتطرّق مبروك بالنوي في سياق حديثه، إلى أهمية النقد السينمائي الذي اعتبره نقدا يختص به الناقد السينمائي الأكاديمي لا يمكن أن يخوض الكل فيه، فالطبيب حسبه يعتبر أميا في السينما كما أنّ الناقد السينمائي يعتبر أميا في الطب، موجّها في هذا الشأن نقدا للدخلاء على هذا المجال على حد تعبيره: “لا أعرف من أين يأتينا نحن الجزائريين هذا النقد كأننا نعرف كل علم وفن؟! فالمواطن الجزائري حسبه يصبح ناقدا سينمائيا وكرويا ومحللا سياسيا وناقدا أدبيا، في حين الحكمة تقتضي ترك كل اختصاص ومجال لأهله للخوض فيه، مضيفا أنه ‘’بعد معاناة الفن السابع من ظاهرة المخرج المؤلف، هاهي ظاهرة إلغاء الذات والاستنجاد بالآخر تمثيلا وكتابة تفرض نفسها على السينما، مما جعلها تعاني، معبرا في آخر حديثه أن معاناة الفن السابع تتواصل إلى أن يفتح الله بين أهل الاختصاص وبين الدخلاء بالحق والإبداع والفن’’ .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024