أشارك في ضبط أطباق الإفطار، لكن بديمقراطية عائلية
صرّح لنا بعجي نور الدين البروفيسور في القانون بجامعة الجزائر بأنه لا يتنقل يوميا إلى السوق في رمضان، بل «اكتفي باقتناء ما يلزم دوريا وذلك حسب الحاجة دون إفراط ولا تفريط، وهذا يحدث في حالة إذا كان لدي الوقت للقيام بذلك. وإلا فإن أحد أفراد العائلة يقوم بذلك».
ويضيف موضحا أن «ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان لم يستطع التحكم فيه لا منطق ولا ضوابط، الاقتصاد جراء كثرة العرض وحرية المنافسة ولا حتى منطق الوازع الديني من خوف من الله ولا حتى منطق الوازع الأخلاقي من تأنيب الضمير». ولذلك بقي فقط اللجوء إلى تطبيق مبدأ أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
وبرأي الأستاذ الذي يلاحظ تعاملات السوق بعين رجل القانون، فإن «واقع السوق يبقى في الحالة التي هو عليها، وبالتالي لا يتغيّر إلا من خلال تغيير الآليات التي تحكمه المتمثلة في عدة عوامل أهمها طريقة التاجر العارض للبضاعة وسلوك المستهلك المشتري للبضاعة، وطريقة إدارة السوق من قبل الجهة الوصية».
وعن أطباقه المفضلة بعد يوم متعب محملا بتراكمات التدريس بالجامعة، أجاب بعجي يقول: «ليس هناك طبق مفضل بالتحديد، ولكن أميل إلى الأطباق التي تساعد على البقاء طوال اليوم دون تعب ولا عناء، لأن تناول الأطباق الصحية والمتوازنة تجعل الشخص يكمل يوم صيامه وهو في راحة تامة».
غير أنه يشير بخصوص علاقته بالمطبخ فيوضح «نعم أشارك في تحديد الأطباق لكن دون فرض رأيي، وإنما يخضع ذلك إلى ما هو موجود من المكونات التي تدخل في تحضير الطبق المطلوب وحسب جهد واستطاعة الساهر على تحضير الطبق».
ويبدي رأيه حول ظاهرة التبذير التي تلازم سلوكات المستهلك في رمضان قائلا: «إن التبذير أصبح وأضحى وأمسى سلوكا مطبقا من شريحة واسعة من الجزائريين، ودون توقف طوال السنة، مثل تبذير الكهرباء والماء. فقط أن التفكير في التبذير في شهر رمضان المعظم يشكل حسرة وصداع رأس إضافيين»، ويضيف بخصوص من المسؤول عن ذلك أن «كل الجهات وكل متدخل في عملية الاستهلاك مدان ومسؤول أمام الله لأنه حرّم التبذير، وتجاه الوطن والمجتمع لأنه يستنزف ثرواته خاصة الماء والطاقة»، مستنكرا سلوكات الغش لدى بعض تجار الخضر حيث غالبا مايصدم المواطن « كما حدث له » بإقتناء بصل او بطاطا محملة بأتربة تؤثر بشكل كبير في الميزان، وهو مالايمكن ان يحصل لو تخضع الخضر للتنظيف قبل عرضها في السوق ، متمنيا للشعب الجزائري دوام الرخاء والطمأنينة.