كشف تقرير اقتصادي جديد للأمم المتحدة صدر قبل يومين أن نمو الاقتصاد العالمي يفوق التقديرات، بحيث من المتوقع أن يتوسّع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2ر3 في المئة عامي 2018 و2019،مما يعكس نموا قويا في البلدان المتقدمة وظروف استثمار مواتية على نطاق واسع. ويشير التقرير الى الحاجة لمعالجة عاجلة لعدد من التحديات السياسية بما في ذلك التهديدات للنظام التجاري متعدّد الأطراف وعدم المساواة المرتفعة والارتفاع المتجدّد في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويأتي تفاؤل المسؤول الأممي بالنمو غير المتوقع في الاقتصاد العالمي في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين كبرى الدول في العالم توترا غير مسبوق، يهدّد مبدأ التجارة متعددة الأطراف وميولا إلى سياسات اقتصادية تعتمد أكثر على الحمائية التجارية على غرار ما أعلنته الولايات المتحدة مؤخرا من نية لرفع الرسوم الجمركية لعدة مواد رئيسية يتمّ توريدها خاصة من دول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها رغم إعلانها لاحقا تأجيل تنفيذ قرارها لشهر إضافي.
وخلّف هذا القرار ردود فعل غاضبة ومندّدة بهي إذ أكدت المفوضية الأوروبية أن سياسة الحمائية الاقتصادية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية تشكل خطرا حقيقيا على اقتصاد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فيما أكدت الصين أنها ستواجه القرارات الأمريكية بالمثل.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حذّر في وقت سابق من أنه سيتخذ تدابير مضادة في حال قرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المضي قدما في فرض التعريفات الجمركية في تطور من شأنه أن يشعل فتيل حرب تجارية بين أوروبا والولايات المتحدة.