ميثاق للشّراكة الإستراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص
كشف الدكتور بشير مصيطفى مؤخّرا في ندوة بتونس أنّ حجم التجارة البينية العربية لا يزيد عن ٦ . ١٤٦ مليار دولار مقارنة بإجمالي التجارة الخارجية العربية التي تقاس بـ 2118 مليار دولار، ما يعني مؤشّرا ضعيفا عند عتبة ٩ . ٦ بالمائة، وهو الأضعف عالميا ضمن المناطق الاقتصادية، داعيا لإطلاق فريق عربي للتفكير الاستراتيجي يتبنّاه المعهد العربي للتخطيط بالكويت وتموّله جامعة الدول العربية أو صناديق التنمية المشتركة.
وأشار كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصائيات في عرضه أمام المشاركين في مؤتمر التكامل الاقتصادي العربي - الذي احتضنته تونس نهاية الأسبوع الماضي والمنظم بالشراكة بين جامعة الدول العربية ومعهد التخطيط العربي – إلى أن وضعية التبادل التجاري البيني العربي ساهمت في تفاقم عجز إجمالي التجارة العربية من ٣ . ٦٠ مليار دولار العام 2015 أي ٤ . ٦٦ مليار دولار العام 2016، وهو رقم مرشّح للارتفاع خلال الـ 15 سنة القادمة تحت ضغط تراجع أسعار النفط والمواد الأولية، مع زيادة أسعار الواردات الغذائية في أغلب الدول العربية، حيث سجّلت الصّادرات العربية خلال نفس العام هبوطا إلى عتبة 740 مليار دولار من سقف 1270 مليار دولار العام 2015.
ولتجنّب هذا المشهد المتشائم عرض مقاربة مبنية على إعادة النظر في نظام الأفضليات التجارية المطبق في المنطقة العربية للتجارة الحرة منذ العام 2005، وذلك بإطلاق صندوق تعويض الدول العربية المتضررة من تحرير التجارة مع إنشاء وحدة لليقظة الإستراتيجية ضمن هياكل جامعة الدول العربية قصد تتبّع إشارات الأسواق الإقليمية والدولية آفاق الفترة 2030 – 2050.
أما المقاربة الثانية فتعتمد على الشراكة الإستراتيجية بين الحكومات العربية والقطاع الخاص في مجال تمويل المشروعات ذات العائد التجاري المرتفع، والأثر على مؤشري النمو والجباية، حيث بات من الضروري العمل المشترك على مسارات رأس المال الوطني بشقيه العام والخاص وفق رؤية جديدة هي رؤية التكامل. وفي هذا الاتجاه عدّد مصيطفى أهم المشروعات ذات القيمة الرأسمالية المهمة في عدد من الدول ومنها الجزائر، والتي يمكن تمويلها بواسطة الصناديق المخصصة للتنمية بالشراكة مع القطاع الخاص بشرط فتح الصفقات العمومية وصفقات البنية التحتية أمام جميع المستثمرين بغض النظر على طبيعة رأس المال وفق ميثاق سياسي وأخلاقي سمّاه بميثاق الشّراكة الإستراتيجية.
