تساهم وكالات السياحة والأسفار بولاية سطيف، بدوري هام في تحريك القطاع السياحي، الغني أصلا بثرواته المتنوعة بالمنطقة، وتتجلى هذه المساهمة الفعالة في النشاط الدؤوب لـــ 43 وكالة سياحية وأسفار، المنتشرة عبر الولاية والتي تقوم بعدة مهام في الميدان بخدمات مقبولة على العموم. وتضم عاصمة الولاية لوحدها 25 وكالة، مقابل 9 وكالات بمدينة العلمة، والباقي موزعة على المدن الكبرى للولاية، مثل عين ولمان وبوقاعة وبني ورتيلان وعين آزال وغيرها.
إمكانيات استقبال في تطور
تتمتع المنطقة بماض تاريخي يعود إلى ما قبل الإسلام، وتتوفر الولاية على مواقع أثرية، مثل موقع جميلة الذي يعود لفترة الرومان، وحمامات معدنية شهيرة، على غرار حمام قرقور وحمام السخنة وأولاد يلس، ولهذا تعززت ولاية سطيف بمرافق لاستقبال الزوار من السواح، نذكر منها 45 فندقا ضمنها 12 مصنفا إلى درجة 3 نجوم، وقد انتشرت بشكل كبير في العشر سنوات الاخيرة، نظرا للطلب المتزايد بسبب تضاعف حجم النشاط، والحركة الاقتصادية والاجتماعية بالولاية، التي أصبحت مع مرور الوقت، قطبا جهويا في العديد من الخدمات. وقد حققت هذه الفنادق أرقاما لا بأس بها، وحسب إحصائيات رسمية عن نشاط سنة 2011 كاملة، فقد نزل بالفنادق ما مجموعه 231126 فردا، منهم 12539 أجنبي، ومن هؤلاء 5161 بفنادق مصنفة، بما يفيد منطقيا أنهم سواح مرتاحون، حلوا بالمنطقة في إطار سياحي، عكس البقية الذين يمثلون طبقات بسيطة، جاءت للبحث عن مصادر رزق كالوافدين من الدول الافريقية المجاورة.
ولمعرفة دور وكالات السياحة والأسفار في مجال السياحة، الى خارج الوطن، وبدرجة أكبر ما تجلبه من سواح إلى داخل البلاد، والمشاكل التي تصادفها في الميدان لتحقيق التوازن بين الزائرين السواح في الإتجاهين، وبمعنى آخر مساهماتها في ترقية السياحة، إستطلعنا آراء المعنين بالأمر.
والبداية كانت بمديرية السياحة لولاية سطيف، حيث أفادنا أحد الإطارات بالمديرية بدرجة مفتش، أنه على سبيل المثال، ساهمت الوكالات السياحية بالولاية في نقل 8622 مسافر من سطيف باتجاه الخارج، في عديد إلاتجاهات، بما فيها البقاع المقدسة، في حين كانت مساهماتها ضئيلة في مجال جلب السواح، إذ تمكنت من إستقدام 220 سائح أجنبي في نفس الفترة، وهي نسبة تمثل 2.5 % ، أي ربع العشر أو بمعنى آخر، كل 40 مسافر جزائري للخارج يقابله سائح واحد يزور بلادنا بفضل نشاط وكالات السياحة، وأرجع ذات المسؤول هذا الوضع الى ما اعتبره ضعف الترقية السياحية التي تتحمل هذه الوكالات جزءا كبيرا منها.
أراء المعنيين:
وأثناء هذا الاستطلاع الميداني، أخذنا انطباعات مسيري 3 وكالات بالولاية، وكانت الوجهة الأولى الى وكالة تأسست سنة 1993، حيث علمنا أنها تنشط في الميدان منذ تلك الفترة، بتنظيم زيارات ورحلات منظمة الى كل من تركيا ومصر والمغرب، بالاضافة الى تنظيم رحلات منتظمة لأداء مناسك العمرة وبيع التذاكر لكل الخطوط الجوية المعروفة العاملة ببلادنا، كما تضمن التكوين للمتمهين في قطاع السياحة الموفدين من طرف مراكز التكوين المهني، وينصب نشاطها الرئيسي في المدة الاخيرة على رحلات العمرة، وتتميز خدماتها بالانضباط -حسب مسيريها- والوفاء بكل الوعود المقدمة للزبائن، وعن دورها في الترقية السياحية للمنطقة من خلال استقدام سواح أجانب للجزائر أبلغنا القائمون على الوكالة، أنها استقدمت ما يقارب 500 سائح أجنبي.
وعن نشاط السنة المنصرمة، فقد تم استقدام 25 فرنسيا و50 برتغاليا و40 صينيا، في حين يتعدى نشاطها مع المسافرين الجزائريين للخارج الآلاف، بما يفيد الفرق الكبير بين المسافرين من الداخل والسواح الأجانب المستقدمين.
ونفس الانشغال نقلناه إلى مسيري وكالة اخرى ، وهي من الوكالات المتخصصة في استقدام السواح الأجانب، حيث أنها منذ 3 سنوات، نظمت رحلات لفرنسيين الى الجزائر وخاصة سطيف بلغ عددهم 200 سائحا أغلبهم من الأقدام السوداء. وفي المقابل تعمل الوكالة بنشاط في مجال نقل الجزائريين الى الخارج، سواء في مجال العمرة، وحتى الزيارات المنظمة الى عديد الدول مثل تركيا والمغرب وتونس ومصر والامارات العربية المتحدة، وعن المشاكل التي تصادف الوكالة في عملها وهي المشاكل التي تعاني منها أغلبية الوكالات، أفاد مسيروها، أنه على الصعيد الداخلي على سبيل المثال، وفي إطار تشجيع السياحة الحموية ، انه عند الاتصال بمسيري الحمامات، لا يلقون أية تخفيضات للزبائن، وتطبق نفس الأسعار المطبقة مع الأفراد، أما على الصعيد الخارجي، وما يتصل خاصة باستقدام الأجانب الى الجزائر، تم التأكيد على المعاناة المستمرة في مجال تحويل الأموال سواء من الجزائر الى الخارج، أو العكس.