تمثّل الطاقة الشمسية أحد التحديات في إرساء دعائم الطاقات البديلة المتجددة لمواجهة المستقبل أمام ما يتوقّعه الخبراء من تقلّص لحجم الطاقة التقليدية.
ويجد الموضوع اهتماما ليس على مستوى السلطات العمومية فقط التي وضعته ضمن أولويات المرحلة القادمة، لكن أيضا على مستوى عدد من المتعاملين الاقتصاديين والمخابر. وفي الوقت الذي لا يزال ينتظر فيه لإنتاج الألواح الشمسية، فإنّ عدد المتعاملين المتخصصين في التركيب قليل.
في هذا الاطار، يؤكّد السيد أمين بيراف متعامل اقتصادي الذي زارنا بالجريدة أنّ الطاقة الشمسية تعدّ محورا استثماريا جديدا في السوق الجزائرية، حيث يلاحظ بشكل جلي اهتمام بها وبالأخص ظهور متعاملين يتقدمهم شباب مؤهل وطموح يحملون شهادات جامعية في الاختصاص. وبالمقارنة مع السابق، يؤكّد أنّ هناك تحسن في التعاطي مع الموضوع المرتبط مباشرة بالتكنولوجيا المتقدمة وبالمعارف العلمية، مضيفا أن المؤشّرات إيجابية مثلما يحقّقه كمتعامل في الميدان.
وبلغة لا تحدّها عراقيل، يثمّن قوة الشراكة مع الجامعات بمعدل سنوي تقدّر بمبلغ 3 ملايين دينار ممّا يسمح للمختصين بالعمل بأداوت مخابر حديثة التجهيزات ومرافقتهم في إنجاز أعمالهم العلمية. غير أنّه يسجّل وجود بطء في تجسيد برامج أعلنت عنها شركة سونلغاز، ولا يزال الانتظار سيد الموقف إلى حين بروز الملموس، علما أنّه يبق الاعلان عن برنامج إلى غاية سنة 2015 يشمل تركيب 30 ميغاواط شمسية لكن ميدانيا لا يشاهد شيئا منذ سنة 2010، ولا يتعدى الأمر حسبما هو متوفر من معلومات سوى مشروعين على الأكثر من الحجم الصغير. ويؤكّد في سياق الرهان على تحقيق نتائج من خلال التوجه إلى شراكة محلية بين المتعاملين على أنّ سونلغاز لا ينبغي أن تعتبرنا منافسين فهذا اعتقاد خاطئ، وإنما المطلوب تنمية خيارات للشراكة من خلال توزيع العمل في هذا المجال.
وبصفته متعاملا مهتما بالقطاع لما يمثله من وزن بالنسبة لمستقبل الطاقة في بلادنا المتجددة منها والنظيفة، دعا محدّثنا إلى مراجعة متواصلة للاجراءات المتعلقة بنظام إبرام الصفقات في هذا النشاط بما يقلّل من الآجال حتى لا يقع المتعامل المحلي في تبعات تترتّب عن البطء وتأثيرات نقلبات الاسواق الدولية، موضّحا أنّ أسواق المنتجات والتجهيزات للطاقة الشمسية سريعة التطور وهي سوق تعرف بغير المتوقّعة. وبالرغم من ذلك يضيف قامت مؤسسته “اينير +” التي تحرص على تجاوز مرحلة التعامل مع تجهيزات الطاقة التقليدية الموجّهة للصناعة التواجد بالمناطق الجنوبية من البلاد لمتابعة تطور السوق، ومواكبة مدى امكانية إنجاز مشاريع تركيب ألواح الطاقة الشمسية لفائدة عدد من المؤسسات الاقتصادية والهيئات، حيث حوالي 30 بالمئة من الزبائن يوجدون بالجنوب الكبير.
وضمن هذا التوجه يوجد ارتباط متين مع الجامعات، كما هو الشأن مع جامعتي غرداية وأدرار على مستوى وحدات البحث، ويؤكّد أمين بيراف الذي يثق في المناخ الاستثماري لبلادنا دون أن تحد من إرادته بعض المعوقات، أنّ العمل مع الجامعات ومراكز البحث أمر جوهري للمساهمة في إنتاج التكنولوجيا نفسها وتبسيط التعامل معها. وللتدليل على هذه القناعة في ربط جسور التواصل بين المؤسسة الاقتصادية والجامعة، فإنّه يستقبل على مستوى المؤسسة حوالي 40 متربّصا من المهندسين في الطاقة الشمسية، موضحا أنه لإطلاق إنتاج الألواح الشمسية ينبغي إقامة سوق صناعية حقيقية، علما أنّ ثمنها باهض بالمعايير الانتاجية الحالية.
ولتشجيع الاقبال على هذه الطاقة يقترح قيام الدولة عبر مؤسّساتها على تشجيع الأفراد على استعمال الطاقة الشمسية لتشغيل مسخنات الماء لإطلاق السوق بديناميكية ذات وتيرة مثيرة للاستثمار المنتج للتجهيزات.
وبعد الاشارة إلى صعوبة الحصول على تمويل بنكي لمشاريع في هذا النشاط الذي يعدّ حديثا، طالب المتعامل الشاب بالانفتاح على المؤسسة الجزائرية والثقة فيها وفي من يديرونها، ذلك أنّ البداية تكون بخطوة أولى لكل مسار، منبّها إلى مخاطر الوقوع في احتكار تفرضه شركات أجنبية تسعى للسيطرة على السوق خاصة بالمسبة لأعمال الصيانة. وهنا يعرب عن أمله في أن تفتح وكالة “أنساج” لدعم الشباب مجالا لاستقبال وتمويل مشاريع في الطاقة الشمسية لفائدة المهندسين، مؤكدا أنّه يستقبل متوسط 6 طلبات عمل يوميا، ومن المفيد تأطير هؤلاء الفنيين لتحضيرهم للمستقبل.
وعن مدى إنجاز مشاريع للطاقة الشمسية تتجاوز إطار المبادرات المحتشمة، أكّد المتعامل الشاب الثقة في إرادة الدولة لإرساء هذا الخيار، فهو أمر ممكن تحقيقه بالرغم من صعوبات البيروقراطية، ولذلك يحرص على إدخال التجهيزات ذات الجودة من ألمانيا، معربا عن أمل مشروع في الحصول على برامج ملموسة وواضحة مسار الانجاز.
الطاقة الشمسية بين الحتمية وارتفاع التكلفة
أمين بيراف: “الاستثمار ممكن بالشراكة في انتظار انشاء السوق”
حاوره: س ــ بن عياد
شوهد:1696 مرة