ركائز هامة للإقلاع بولاية سكيكدة

09 مناطق للتوسع ومنتوج الرخام مفخرة الصناعة التقليدية

سكيكدة: خالد العيفة

الشيء المتفق عليه من قبل المختصين في الميدان الاقتصادي والسياحي، أن ولاية سكيكدة  لشساعة ربوعها وتنوعها السياحي، يمكن لها أن تقلع في هذا المجال وأن تنتج الثروة على غرار القطاع الفلاحي الرائد، والقطاع الاقتصادي الهام، ورغم من أن سكيكدة قطب صناعي جد هام إذ تستقطب عدد كبير من العاملين سواء محليين أو أجانب وذلك من خلال المنطقة الصناعية أين يوجد مصنع لتكرير البترول وتمييع الغاز الطبيعي بمدخل المدينة والميناء التجاري الذي يختص في المبادلات التجارية الدولية، فقد تدعمت مؤخرا بالعديد من الهياكل الفندقية، من بينها فندق “روايال توليب” ذو 05 نجوم الذي يقع بشاطئ العربي بن مهيدي تابع لمجمع “قوس قزح” لأحد المستثمرين الخواص، يتربع المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 20 ألف متر مربع وبه 242 غرفة، إضافة إلى 05 أجنحة، منها جناح رئاسي موزعة على 14 طابقا، كما يحتوي على عدة مطاعم وغرف لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى حمامين للسباحة وقاعة للاسترخاء والتدليك وقاعة للمحاضرات، بلغت تكلفة المشروع حسب صاحبه 8 ملايير دينار وله مشروع آخر يتمثل في “فندق روسيكادا” ذي 03 نجوم يضم 178 غرفة بمرتفعات بويعلى بسكيكدة، الأشغال به جد متقدمة.

 أما المشروع الثاني، يتمثل في فندق سياحي تابع لشركة “رانية لناد”، الذي من المتوقع تسليمه في مارس 2016 ويقع بوسط المدينة، حيث تقدر تكلفة إنجازه بـ 212 مليار سنتيم ويتربع على مساحة أرضية تتعدى 3500 متر مربع، يجري إنجازه بالشراكة مع سلسلة “بارصيلو” الإسبانية في إطار الشراكة الجزائرية الإسبانية.
بينما يتمثل المشروع الثالث في إنجاز قرية سياحية بالمنطقة بالسياحية العربي بن مهدي، تقوم بإنجازه الشركة الجزائرية - السعودية للاستثمار بتكلفة مالية إجمالية تقدر بـ 07.2 ملايير دج، حيث إن 70 بالمائة من المشروع تمويل بنكي و30 منه تمويل فالمساهمين من بينهم شركة منشآت “أكوي” الفندقية الجزائرية، يضم سكنات فندقية تتسع لأكثر من 1800 سرير، إضافة إلى 252 شقة وفيلات وفنادق سياحية تضم 114 غرفة ومسرح يتسع لـ 1500 مقعد ومنتزه الألعاب المائية يتسع لـ 1000 شخص ومركز للمؤتمرات يتسع لـ320 سرير وقاعة ألعاب وقاعة سينما ومسابح وقاعات للصلاة ومطاعم وفندق صحي وغيرها من المرافق السياحية.
فركائز القطاع السياحي موجود بالولاية من شريط ساحلي يصل إلى 140 كلم وهو الأطول على المستوى الوطني، واستثمارات ضخمة في مجال الفنادق والمركبات السياحية، إضافة إلى السياحة الجبلية، المعروفة بها المنطقة الغربية والمنطقة الرطبة بصنهاجة وقرباز بالجهة الشرقية من الولاية، ناهيك عن السياحة الحموية، وما تضفيه الآثار الرومانية والمآثر التاريخية للثورة التحريرية، فالولاية تحوز على 09 مناطق للتوسع السياحي تتواجد بأهم بلديات سكيكدة الساحلية بمساحة إجمالية تقدر بـ 2082 هكتار موزعة على المرسى وسيدي عكاشة وقرباز والعربي بن مهيدي والشاطئ الكبير وواد بيبي وتلزة و وادي الزهور وتمنار، زيادة عن 06 مناطق أخرى لا تزال تحافظ على عذريتها الطبيعية، لكن وعلى الرغم من كل تلك المميزات التي تلتقي فيها زرقة السماء بالبحر وبخضرة الجبال، إلا أن الاستثمار السياحي الجاد يبقى يسير بوتيرة جد بطيئة، بسبب جملة من العوائق من أهمها أن العديد من تلك المناطق السياحية الطبيعية لم تخضع لدراسات تهيئة حقيقية، ما عدا الدراسات التي أنجزت من قبل المؤسسة الوطنية للتوسع العمراني، و كذا الاختيار الذي تمّ على منطقة المرسى (شرق سكيكدة) من بين 22 منطقة نموذجية على المستوى الوطني، مما جعلها تحظى بدراسة تهيئة في إطار الوكالة الوطنية للتنمية السياحية أنجزت من قبل مكتب دراسات اسباني انتهت سنة 2006، والتي خلصت إلى إمكانية إنجاز سكنات وفنادق وإقامات سياحية ذات 05 نجوم، ستساهم عند إتمامها في توفير طاقة إنجاز كبيرة ومناصب شغل جد هامة، دون إغفال العراقيل الجمة التي تبقى ترهن التنمية السياحية بالولاية، من أبرزها كما جاء في تقارير الذي أعده المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، قدم النسيج العمراني بالمنطقة الذي لم يعد منسجما مع ما يجب أن يكون عليه قطاع السياحة، إضافة إلى تدهور شبكة الطرقات وقلة المنشآت والهياكل الترفيهية، ناهيك عن البطء والتماطل المسجلين فيما يخص عملية تسيير العقار السياحي بسبب غياب مخطط التهيئة، وما زاد الطين سوءا حسب نفس التقرير، التغيير الذي طرأ على طبيعة نشاط بعض الاستثمارات الخاصة بذات القطاع وتحولها إلى قطاعات أخرى.

منطقة  استقطاب سياحية جديدة ببلدية المرسى

انتهت مديرية السياحة لولاية سكيكدة من دراسة تقنية شاملة لإنشاء منطقة سياحية كبري في الجهة الغربية لبلدية المرسي الساحلية، وحسب مصدر من المديرية المعنية، فإن هذه المنطقة تتوفر على هياكل ومنشآت سياحية كبيرة ومرافق خدماتية وأخرى للنزهة والترفيه مفتوحة للاستثمار الوطني والأجنبي، وجاءت هذه الدراسة التقنية التي أوكلت إلى مكتب إسباني متخصص في الدراسات التقنية الخاصة بقطاع السياحة وبعد مخاض عسير وتجارب فاشلة لمكاتب دراسات وطنية وأجنبية دامت قرابة 12 سنة ولم تحقّق ما كانت الجهات المسؤولة تهدف إليه، إضافة إلى التباطؤ الكبير في إنجاز الدراسات وعيوب تقنية وتنظميه حالت دون ظهور الدراسة إلى العلن، ومن الممكن أن تتحوّل هذه المنطقة السياحية الأولى بالولاية ومن بين المناطق السياحية على الصعيد الوطني، إلى قطب سياحي جد هام ومنتج للثروة.
 وتشمل الدراسة في مجملها إقامة قرى سياحية ومساكن سياحية وفنادق من النجوم الخمسة والأربعة والثلاثة ومخيمات عائلية وبيوت سياحية وكذلك مرافق ترفيهية وخدماتية منها محطة للبنزين ومركز للاستحمام ومركز خاص بالراحة والاستجمام وآخر للتنشيط الثقافي والمحاضرات والندوات، وناد للتنس ومحطة لمعالجة المياه ومركز للصناعات التقليدية.
ومن المنتظر بعد موافقة الوزارة على محتويات الدراسة للشروع في تحضير الإجراءات التنظيمية والمادية للبدء في أشغال التهيئة الحضرية للمنطقة السياحية تمهيدا لاستقبال طلبات المستثمرين الذين عبّر عدد كبير منهم في وقت سابق عن رغبتهم في إقامة مشاريع داخل المنطقة، منها مطاعم وفنادق ومراكز خدماتية، ومن المؤكد حسب المختصين أن إنشاء هذه المنطقة التي تندرج ضمن تسع مناطق للتوسّع السياحي أقيمت منذ صائفة 2003، ولم يتم تجسيد أي منها لحد الآن في بلدية المرسي ستكون له انعكاسات ونتائج إيجابية كبيرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلدية ولمنطقة شرق الولاية بشكل عام، حيث ستساهم في إنشاء فرص عمل أكثر مما تتوقعه الدراسة التقنية ذاتها والتقليص من البطالة وخلق ديناميكية اجتماعية وتغيير في معيشة سكان البلدية، إضافة إلى تنشيط حركة النقل والبضائع وتوفير مكان آمن للسياح المحليين والأجانب الذين يتوافدون بأعداد هائلة على هذه البلدية الساحلية التي تحوي شواطئ رائعة والجمال.
كما أن المنطقة الرطبة المعروفة باسم صنهاجة ـ قرباز، الواقعة ببلدية ابن عزوز من بين أهم الكنوز الطبيعية الجميلة التي تزخر بها ولاية سكيكدة، والتي تعدّ من بين أجمل المناطق الرطبة على المستوى العالمي، ورغم الجهود التي بُذلت خلال السنوات الأخيرة من أجل إعادة الاعتبار إلى هذه المنطقة، إلاّ أنّ غياب الإستثمار الحقيقي بهذه المنطقة جعلها غير مستغلة في الترويج السياحي المحلي.
تتربّع المنطقة الرطبة صنهاجة على مساحة إجمالية تقدر بـ42100 هكتار، وهي مصنّفة ضمن المناطق العالمية المحمية طبقا للمادة 21 من إتفاقية رمسار تحت رقم 1056 المؤرخة في 02 / 2001 ، وهي ممتدة عبر بلديات ابن عزوز والمرسى وجندل إلى غاية بلدية برحال بولاية عنابة، وتحتوي على 09 بحيرات في غاية الرّوعة تتربّع على مساحة تقدر بـ2580 هكتارا.
 ونفس الأمر ينطبق على الصناعة التقليدية بالولاية، المختلفة المنتوج والتي على رأسها صناعة الرخام، وفي هذا الإطار كشف مؤخرا مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، راسي علي، بأن قطاعه سيتدعم قريبا بمنطقة نشاط سيتم إنشاؤها لفائدة الحرفيين، مع إمكانية إلحاق النشاط الحرفي بسوق العمل حتى يتسنى لهذا الأخير المشاركة في ترقية الاقتصاد الوطني بما يتماشى وتوجيهات الحكومة.
وبلغ عدد الحرفيين المسجلين على مستوى غرفة الصناعة التقليدية للولاية، إلى غاية نهاية شهر أوت الأخير، 9385 حرفيا، منهم 2861 حرفيا في نشاط الصناعة التقليدية الفنية و2304 حرفيين في نشاط الصناعة التقليدية لإنتاج المواد، و4217 حرفيا في النشاط الحرفي الخدماتي، كما تمّ خلال نفس الفترة استحداث 239,041 منصب شغل، وفيما يخص الدعم المادي الموجه للحرفيين، فقد استفاد 75 حرفيا من قروض مالية قدرت إجمالا بـ 24.564.988.30 دج، في إطار الصندوق الوطني لترقية النشاطات التقليدية.
و يتواجد بمراكز التكوين المهني والتمهين بالولاية أكثر من 150 حرفيا يزاولون تكوينا في مختلف التخصصات، إضافة إلى استفادة 30 حرفيا متخصصا في حرف الرخام ـ من بينهم 10 حرفيين من خارج الولاية ـ من دورة تكوينية تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، حيث أشرفت عليها غرفة الصناعة التقليدية للولاية بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للرخام، بمساعدة مختصين من إيطاليا في إطار الشراكة بين الجزائر وإيطاليا.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024