الاستهلاك بلغ 28 ألف قارورة غاز يوميا السنة المنصرمة تفاديا لعودة نفس السيناريو، المتمثل في نقص قارورات غاز البوتان، بسبب الطلب المتزايد عليها، الذي خلق طوابير غير منتهية بجل محطات التوزيع للظفر بتعبئة قارورة غاز البوتان. ونتيجة لذلك باشرت السلطات المحلية بتيزي وزو في وضع مخطط جديد وسلسلة من الإجراءات لتلبية حاجات المواطنين في حال تسجيل انخفاض لدرجات الحرارة خاصة مع تساقط الثلوج، حيث عمدت مديرية نفطال بزيادة الإنتاج إلى جانب الرفع من قدرة التخزين بكل المحطات التي تحويها الولاية، وهو ما لقي استحسانا كبيرا من طرف المواطنين المتخوفين من حدوث أي خلل في التوزيع في الأيام القليلة المقبلة نتيجة انخفاض درجات الحرارة.
ذكر مسؤول محطة التوزيع نفطال بواد عيسي بتيزي وزو أن المحطة تنتج يوميا ما بين 20 إلى 25 ألف قارورة غاز، وتحوي على محطة للتخزين بإمكانية تسع إلى مابين 5 إلى 7 ألف قارورة ،أما بالنسبة لمحطة عين الحمام و تقزيرت و واضية، فريحة، فهي الأخرى تنتج ما بين 7 إلى 12 ألف يوميا من قارورات الغاز فيما بلغ قيمة الاحتياط بها إلى 1500 طن من إنتاج قارورات غاز البوتان.
كما أضاف محدثنا أن الإنتاج يختلف بين فترة لأخرى فيسجل ارتفاعا محسوسا في أيام البرد بسبب الطلب المرتفع، وينخفض الإنتاج في أيام تحسن الأحوال الجوية، مستدلا بذلك إن الإنتاج انخفض في بداية شهر فيفري والذي بلغ 12700 قارورة غاز فقط في اليوم و بقيت المحطة لمدة أربعة أيام غير منتجة، فيما شهد الإنتاج، حسب تصريحات محدثنا ارتفاعا في اليوم الثاني والثالث من ذات الشهر، حيث وصل إلى 24000 قارورة غاز، كما ارتفع نسبة التخزين إلى 8000 قارورة.
وقال ذات المسؤول أن الإنتاج غير مستقر مرتبطا بالظروف المناخية، مضيفا أن الشاحنات تعبئ يوميا ولم يسجل إلى غاية اليوم أي طوابير أو اختلال في التوزيع مرجعا ذلك إلى الحملات التحسيسية التي نظمتها المؤسسة منذ بداية الشهر المنصرم، أين عمدت إلى إلصاق لافتات وإعلانات في شاحنات نقل الغاز توصي من خلالها بضرورة تعبئة قارورات غاز البوتان قبل سوء الأحوال الجوية و الثلوج، وكذا تنظيم حملة بدار الثقافة مولود معمري تهدف إلى إعلام السكان بضرورة توفير المخزون بمنازلهم وتعبئة قارورات غاز البوتان تفاديا لسيناريو السنة المنصرمة وذلك تحت شعار عبؤا قارورات غاز البوتان قبل انخفاض درجة الحرارة، فالنملة تقوم برفع مخزونها طوال السنة من أجل شتاء هانئ ، مضيفا أن المؤسسة بدورها أخذت كافة الاحتياطات لتفادي نقص الغاز وذلك من خلال رفع محتوى خزانات مركزي إنتاج الغاز لوادي عيسي و فريحة، مع تقوية قدرة استيعاب وحدات التوزيع لعين الحمام، تيقزيرت وواضية، ومحطات خدمات نفطال بكل من بوخالفة، بني دوالة، أعزازقة، تيزي غنيف وغيرها بـ 3611 قارورة، إلى جانب كراء 7 شاحنات للاستعانة بها في حال وجود عطل أو حاجة لصيانة شاحناتها. فالإنتاج بنفطال يصل إلى غاية 65 ألف قارورة يوميا، بعد أن كانت 40 ألف قارورة فقط في السنوات المنصرمة، وأن الاستهلاك اليومي، حسب إحصائيات العام الماضي يقدر بـ 28 ألف قارورة غاز يوميا، وهذا الرفع من الإنتاج جاء بعد انتهاء العمل على مدار 24 ساعة يوميا بـ 3 فرق.
وما لفت انتباهنا خلال جولة قادتنا إلى كل من منطقة بوزقان، عين الحمام، إيليلتن، أغريب، إعكوران، الأربعاء ناث إيراثن، تيزي راشد وماكودة، سهولة حصول المواطن على قارورات الغاز، حيث يأملون أن تكون متوفرة في الأوقات الحرجة، كما أكد البعض أنهم أخذوا العبرة من الموسم الماضي وقاموا بتخزين كميات كبيرة من الخشب لاستهلاكها في حال تسجيل نقص في الغاز، في حين أن عمال نقاط البيع الموزعة بالمناطق المذكورة، أكدوا على أن نفطال توزع عليهم وفقا للحاجيات، وأنه لا يوجد الآن نقص للغاز، فهو متوفر.
مدير نفطال بتيزي وزو السيد يوسفي حسين، رفض التصريح بأي تفاصيل متعلقة بالإجراءات التي اتخذت من طرف مسؤولي المصلحة لتفادي مشكل نقص قارورات غاز البوتان بالرغم من هذا الأخير ليس فقط مدير المؤسسة بل يعد أحد أعضاء خلية الأزمة لمتابعة أي مستجدات تخص الطلب المتزايد في قارورات غاز البوتان، و هي اللجنة التي تتكفل بتتبع عن قرب وفرة و نقص الموارد البترولية وتقوم بإخطار محطات الإنتاج للرفع من منتوجها ، إلى جانب مراقبة كذلك المخزون و إعطاء توصيات برفعه لاسيما في الأوقات الحرجة، والتدخل عند تسجيل تذبذب في التوزيع لتضمن نقل الغاز إلى المناطق المتضررة، و ما أثار الاستغراب عن جدوى كل هذه الحملات التحسيسية و اللجنة التي تتكفل بطمأنة المواطنين باجتياز شتاء دون مشاكل و مسؤولوها لا يتحدثون للإعلام بحجة أن ذلك ليس إلا تطبيقا لتوصيات و أوامر.
وللإشارة فإن ولاية تيزي وزو 444 نقطة بيع لغاز البوتان؛ 10 محطات خدمات تابعة لنفطال و19 تابعة للخواص، إلى جانب 62 نقطة بيع عادية، مقابل 353 نقطة بيع منتظمة، وإحصاء 6 باعة متجولين، إضافة إلى 96 بائعا خاصا يسهرون على نقل قارورات الغاز إلى القرى المنعزلة. وتم خلق 4 نقاط بيع للغاز جديدة ببعض المناطق، لتلبية احتياجات القاطنين بها، علما أن 7 بلديات لم يتم بعد ربطها بالغاز الطبيعي و هي: زكري، آيت شافع، مكيرة، أقبيل، اعطافن، إيليلتن وأقرو، كما ستساهم عملية ربط 22 ألف منزل العام الماضي بغاز المدينة في تراجع الطلب على غاز البوتان.