تمثل الطاقة الشمسية بديلا تكنولجيا نظيفا من شأنه أن يعوض جانب كبير من الطاقة التقليدية في ظلّ تراجع مداخيل المحروقات، ولا يخفى أن الجزائر تعد خزان رائد في احتياطي الطاقة الشمسية وترتب الثالثة عالمية.
وتعد محطة الألواح الشمسية التابعة لمجموعة “كوندور” أول مصنع لإنتاج الألواح الشمسية بنوعية منافسة لتلك المستوردة والمطروحة في الأسواق الأوروبية تابع للقطاع الخاص، إنها إحدى المشاريع الناجحة التي خاضها “كوندور” المستثمر الخاص في الجزائر استحدثت 87 منصب شغل كمرحلة أولية وكونت المهندسين في الخارج وتتطلع اليوم لفتح ما لا يقل عن 300 منصب شغل جديد على المدى القريب ويعول عليها في تعزيز النسيج المؤسساتي لخلق الثروة وامتصاص البطالة والانفتاح نحو استغلال الجزائر لثرواتها الطبيعية في مجال الطاقات المتجددة للتحضير لمرحلة ما بعد البترول، والأهداف الكبرى لمجمع”كندور” تتعدى إنتاج الطاقة النظيفة المستخرجة من الألواح الشمسية لأنها تنوي القفز من أجل إنتاج الخلايا الشمسية.
يراهن كثيرا على الطاقة الشمسية التي تزخر بها الجزائر لتعويض ثروة النفط السوداء بشكل تدريجي في آفاق عام 2020 و2030، ومن بين المستثمرين الخواص الذين حقّقوا نجاحات محسوسة في مجالي الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية مجمع كوندور وعقب فتح المصنع الكائن بولاية برج بوعريريج تمكّن من إنتاج الألواح الشمسية بمعدل 50 ميغاواط سنويا بمصنع برج بوعريريج عن طريق استعمال تكنولوجيا “السيليكون” التي تمتد قدرتها من 70 و208 واط.
وصار يعد أحد أهم المشاريع التي رأت النور في في الطاقات المتجددة والنظيفة، بعد المصنع التابع لمجمع سونلغاز الكائن برويبة.
وقفت “الشعب” على طاقة الوحدة والإمكانيات والتكنولوجيا المتوفرة، والمراحل التي تمر عليها عملية إنتاج اللوحة الشمسية وآفاق الإنتاج، ورافق الوفد الصحفي مدير الوحدة بوعلام بن حمادة الذي كشف أن الغلاف المالي الذي تمّ استثماره في هذه الوحدة يقدر بـ10 مليون أورو أي ما يعادل 950 مليون دينار، ولم يخف بن حمادة في سياق متصل أن الأموال المرصودة لم يتم استهلاك جميع قيمتها، ورغم أن المصنع لا ينتج سوى 30 بالمائة أي ما يناهز50 ميغاواط إلا أنه يمكن رفع الإنتاج إلى 75 ميغاواط سنويا.
القفز نحو إنتاج الخلايا الشمسية
يتطلع مجمع “كوندور” الذي تحصل على شهادة المطابقة “إيزو” لتطوير إنتاج الطاقة الخضراء المتجددة من خلال الوصول إلى إنتاج الخلايا الشمسية، إذا تمّ الاتفاق مع السلطات العمومية وعلى وجه الخصوص مع مجمع سونلغاز، حيث يتم منحها المشاريع وضمان ذلك لمدة خمس سنوات على الأقل، ويمكن لـ “كندور” أن يخوض التجربة بثقة كبيرة ويتوقع أن يتوج ذلك بالوصول إلى إنتاج نسبة 40 بالمائة، من الكهرباء المستخرجة من الطاقة الخضراء في آفاق عام 2030.
وبدأ ذات المجمع منذ انطلاق الإنتاج بوحدة الطاقة الشمسية بعملية تسويق محتشمة، وباقي الكمية تخزن وتعكف الوحدة في الوقت الراهن على تطوير إنتاج الطاقة الشمسية، علما أنها تنتج ألواح طاقة بقدرة تماثل 70 وات وألواح أخرى بـ380 وات، حيث يمكن توجيهها للاستهلاك المنزلي وطرحها أمام الأسر للاقتناء، خاصة في المناطق المعزولة من الوطن. ويذكر أن هذا المصنع اعتمد فيه المجمع على الشراكة الأجنبية وسمح على بتحويل التكنولوجيا من قارتي آسيا وأوروبا ونخص بالذكر دولة الصين.
وما تجد إليه الإشارة، فإن فإن مصنع وحدة إنتاج الألواح الشمسية يتربع على مساحة تناهز 5050 متر مربع وتم تدشينه شهر أكتوبر 2013، أما عملية تهيئة المصنع وبنائه انطلقت عام 2012.
تمثل الطاقة الشمسية بديلا تكنولوجيا نظيفا من شأنه أن يعوض جانب كبير من الطاقة التقليدية في ظلّ تراجع مداخيل المحروقات، ولا يخفى أن الجزائر تعد خزان رائد في احتياطي الطاقة الشمسية وترتب الثالثة عالمية، ويتسنى للمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعمومية اقتحام هذه التكنولوجيا، ولكن لا يمكن أن تتطور هذه التكنولوجيا بعيدا عن مراكز البحث وفي معزل عن الشراكة الرائدة عالميا في هذا المجال.
الحرص على التكوين العنصر البشري
أما المحطة الثانية بذات الولاية فكانت في وحدة إنتاج المكيفات الهوائية صيفا والمدفآت في فصل الشتاء وكذا آلات الغسيل، حيث توظف نحو 760 عامل حسب ما أكده بورغداد عبد الباقي رئيس الورشة ومسؤول في وحدة الإنتاج، حيث يتم انتاج ما لا يقل عن 1500 مكيف يوميا و600 غسالة، وتمر العملية عبر عدة مراحل مرتبة بدقة والبداية من عملية معالجة الصفائح ثم دهنها بمسحوق، وتجول الوفد الإعلامي بين ثلاث ورشات للوحدة ويضاف إليها المخبر، وتم التأكيد أن قدرة الوحدة تصل إلى إنتاج 1000 مكيف يوميا.
وتنجذب كثيرا في وحدة إنتاج الحواسيب النقالة واللوحات الإلكترونية وكذا الهواتف النقالة الذكية نحو التكنولوجيا العالية التي وصل إليها المستثمر الجزائري الخاص، وقال بوقجار حسن مدير وحدة الإعلام الآلي بالمصنع أن مجمع “كوندور” الذي يحرص على تحويل التكنولوجيا المتطورة عبر تكوين مهندسين جزائريين تمكّن من إنتاج الوحدات الإلكترونية بنسبة 65 بالمائة بطاقاته والكفاءات التي يتوفر عليها من مهندسين، حيث فتح المجمع مكتبا له بالصين لتكوين المهندس الجزائري، علما أن الشراكة اليوم يقيمها معه كل من “ميكروصوفت” و«أنتال”.
وكشف ذات المدير أنهم سطروا برنامج عمل لإنتاج خلال سنة 2015، نحو 1 مليون هاتف ذكي أي “سمارت فون”، و1 مليون لوحة إلكترونية، علما أن طاقتهم الإنتاجية تناهز 2000 لوحة إلكترونية وحاسوب، ويحضرون لإطلاق 5 منتوجات جديدة أي 4 هواتف ذكية “سمار تفون” في 2015 وكذا منتوج يعد مفاجأة للمستهلك الجزائري، وينوي الرائد الجزائري في المنتجات الإلكترونية كوندور خلال السنة المقبلة إطلاق كل ثلاثة أشهر منتوج جديد.
المؤسسة الإنتاجية في قلب التحولات التكنولوجية
فضيلة بودريش
شوهد:1332 مرة