يمثّل النّقل نحو البلدان الإفريقية سوقا جذّابة في المديين المتوسّط والبعيد، ولذلك شرعت شركة الخطوط الجوية الجزائرية في اتخاذ الإجراءات التي تمكّنها من دخول هذه السّوق.
عمار غول، وزير النّقل، انتهز مناسبة انعقاد الجمعية العامة الـ 46 لشركات النّقل الجوي الإفريقية من 9 إلى 11 نوفمبر الجاري بالعاصمة، الجزائر، ليقدّم عرضا تقييميا لواقع السوق الإفريقية للنقل الجوي، مقارنة بالسوق العالمية، واقتراح أفكار تهدف إلى تنمية النّشاطات ما بين البلدان الإفريقية عن طريق الطيران المدني. واعتبر الجمعية الإفريقية للنّقل الجوي فضاءً حيويا يسمح بتوفير فرص نجاح توسيع حصص الشركات الجوية الإفريقية في السوق الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أنّ هذه الجمعية التي احتضنتها الجزائر للمرة الثالثة تعدّ بالأخص منبرا للتشاور والحوار من أجل التوصل إلى صياغة موقف مشترك ومتوازن للدفاع عن المصالح التجارية والاقتصادية لشركات النقل الجوي الإفريقية وتقوية أكثر للتّعاون التجاري، وفي مجال الأمن والسّلامة وتنويع العروض.
في هذا الإطار تعتبر الشراكة الإفريقية القائمة على أساس اقتسام الأرباح، خيارا عمليا ينبغي العمل عليه في وقت يحقّق فيه النّقل الجوي العالمي الذي انطلق كنشاط تجاري سنة 1914 نموّا مثيرا بمؤشّرات محفّزة. فقد عرف على سبيل المثال نقل حوالي 3 ملايير مسافر سنتي 2012 ــ 2013 من بينهم 948 مليون مسافر في بلدان آسيا، 781 مليون بأوروبا، 227 مليون في أمريكا اللاتينية، 808 مليون مسافر في أمريكا الشمالية و70 مليون مسافر فقط في إفريقيا، وقبلها سوق الشرق الأوسط بـ 144 مليون مسافر. هذه الأرقام التي توقّف عندها وزير النقل في قراءة معمّقة ذات خلفية اقتصادية وتجارية، تستدعي التّنسيق والتّعاون، من أجل إعطاء دفع للنّقل الجوي في القارة السّمراء، من أجل تحسين حصص شركاتها للنقل الجوي، وذلك بالرفع من مستوى جودة الخدمات باعتماد معايير دولية منافسة في كافة جوانب الخدمة. وتتوفّر القارة السّمراء على منشآت قاعدية معتبرة تتمثل في توفر بلدانها على 371 مطار و1273 طائرة نقل، تديرها 245 شركة للنقل الجوي، تشغّل عموما 7 ملايين مستخدم سنويا، لكن بالمقابل فإنّ حصة هذه الشركات لا تتعدى 2,3 بالمائة من مجموع حجم النقل الجوي العالمي.
وفي هذا الإطار، سطّرت الجزائر من خلال شركتها للنقل الجوي برنامجا لتنمية قدراتها باقتناء 16 طائرة نقل من الحجمين المتوسط والكبير قريبا، تستلم أولاها في ديسمبر الداخل. ويتمثل هدفها في التوجه إلى المقصد الإفريقي الذي تستهدفه كبريات شركات النقل الجوي العالمية، من خلال مواصلة الاستثمار في النهوض بمطارات داخلية هامة وعصرنتها مثل مطار تمنراست، الذي سيكون محطة انطلاق نحو عمق السّوق الإفريقية وتوزيع النّقل الجوي العالمي نحو مختلف الوجهات.
