أكّد بلال حاجي المدير التقني والتجاري لمؤسسة إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء “لاتراكو” الكائنة ببئر توتة، أنّ جميع التّحضيرات انتهت لاستقبال الزبائن المقبلين على اقتناء أضحية العيد، كاشفا عرض نحو 1500 رأس غنم كمرحلة أولية. وأوضح أنّ الأسعار تتراوح ما بين 28 ألف دينار و56 ألف دينار، وتحدّث بلال حاجي لـ “الشعب” عن الظروف التي صاحبت تهيئة العرض لاستقبال الزبائن خلال هذه السنة ومدى تأثير داء الحمى القلاعية على تأخير تسويق الأضحية، والاتفاقيات التي تبرم مع المؤسّسات لبيع أضحية العيد بالتّقسيط.
فتحت مؤسسة “لاتراكو” المعروفة بتربية الخرفان وتسويق اللحوم الطازجة الأبواب نحو الزبائن يوم الأربعاء الفارط، كاشفة عن أسعار متنوّعة تتوقف على حجم الأضحية، فهي توفّر أسعار منخفضة وأخرى مرتفعة حسب القدرة الشرائية لمختلف الأسر. ووجدنا هذه المؤسسة العمومية بدأت تستقطب الزبائن الذين كانوا يتنقلون بين تلك المساحات المغطاة والتي يوضع فيها كبش العيد عن طريق التصنيف، فكل مجموعة تحدد بسعر معين تلون بلون أحمر أو أسود أو أخضر أو لونين أو تترك بدون لون، فتسهل عملية معرفة ثمن الخروف دون أن تحتاج لمن يدلك على سعره.
وعلمنا أنّ “لاتراكو” التزمت بتعليمة وزارة الفلاحة حيث أوقفت عملية جلب رؤوس الغنم، بعد منع تنقّلها في الأسواق عندما انتشر مرض الحمى القلاعية، وعندما فتحت الأسواق، عكفت على التحضير للعملية في إطار الفحص في عين المكان حيث تربّى في كل من الجلفة والأغواط والبرواقية، ثم معاينة ثانية بعد نقلها إلى المؤسسة الكائنة ببئر توتة.
هذا ما وقفت عليه “الشعب” خلال جولة استطلاعية للمؤسسة والتحدث مع مسؤوليها.
الأسعار ثابتة لا تتغيّر
وقبل التنقل إلى المساحات المغطّاة التي تتواجد بها رؤوس الغنم، أجاب بلال حاجي المدير التقني والتجاري عن جميع الأسئلة وردّ على معظم الاستفسارات، حيث ذكر أنّهم يعكفون منذ عدة أسابيع على التحضير لاستقبال الزبائن المقبلين على اقتناء أضحية العيد، وفوق كل التحضيرات العادية، جاء حرص كبير وأولوية للجانب الصحي عقب ظهور داء الحمى القلاعية والتخوف من انتقاله من الأبقار إلى الأغنام، وفرضت صرامة كبيرة لتوفير أكبر قدر من الوقاية، حتى لا ينتقل المرض إلى الغنم، حيث يسهر البياطرة في إطار تعزيز الحيطة والحذر على مستوى جميع الوحدات، علما أنّ لهذه المؤسسة العمومية عدة ملحقات لتربية الماشية على غرار وحدة البرواقية وتعظميت بالجلفة وتجمنت بالأغواط.
وقال حاجي بخصوص التسهيلات المرصودة للمستهلك الذي يختار منتوج المؤسسة، أنّهم يحرصون على تقديم منتوج صحي بأسعار تكون في متناول مختلف الأسر التي تتفاوت قدرتها الشرائية، وتفاديا للاكتظاظ ولراحة تواجد الخرفان تمّ جلب نحو 1500 رأس غنم مفحوصة ومصنّفة كمرحلة أولية، من أجل تلبية طلبات الزبائن، على أن يتغير العدد ويوفّر المزيد على ضوء ارتفاع حجم الطلب.
وفي ذات المقام، كشف حاجي بلال المدير التقني التجاري بـ “لاتراكو”، أنّه تمّ تحديد 9 أصناف مختلفة من الحجم الصغير إلى الكبير، وتتراوح أسعار أضحية العيد لهذه السنة ما بين 28 ألف و56 ألف دينار، حيث يجد المستهلك مختلف الأثمان فهناك الكبش الذي يصل سعره إلى 32 ألف و35 ألف و39 ألف و44 ألف و47 ألف 50 و54 ألف دينار.
وما تجدر إليه الإشارة، فإنّ الأسعار ثابتة في الوحدة لا تتغيّر بعد تحديدها وضبطها.
إقبال للمؤسّسات على الاقتناء
وتطلق ذات المؤسسات خدمات متنوعة ومن أبرزها البيع بالتقسيط، وكذا التسديد الفوري للأضحية، وتتعاون في هذا الإطار حسب توضيحات السيد حاجي مع المؤسسات العمومية وبالضبط مع مصلحة الشؤون الاجتماعية، وتبرم معها اتفاقيات للبيع عن طريق التقسيط، مشيرا في نفس السياق أنّه خلال السنة الفارطة تمّ توقيع ما لا يقل عن 40 اتفاقية للبيع بالتقسيط مع المؤسسات، بينما في الوقت الراهن حضرت عدة مؤسسات للاستفسار عن العملية، وهناك من سحبت وثائق إبرام الاتفاقية.
واعترف حاجي أنّ عملية البيع بالمؤسسة كانت مرتبطة بفتح الأسواق والحصول على الرخصة، وبقيت أبواب المؤسسة مغلقة إلى غاية الترخيص من طرف وزارة الفلاحة، هذا ما جعل عملية العرض والاستعداد المبكر تتأخّر، بعكس السنة الفارطة والتي سوّقت فيها المؤسسة نحو 2500 أضحية بالصيغتين المذكورتين للعرض والطلب.
والتقينا عشية بداية التسويق والذي كان يوم الثلاثاء الفارط، حيث تنقلنا إلى عين المكان بحضور بعض الزبائن الذين كانوا في جولة استطلاعية لتفقد النوعية والأسعار، ولمسنا حرص الزبون على أن يكون الكبش قد استهلك علفا طبيعيا. وكان حاجي قد نفى ما يروّج حول أنّ أغنام المؤسسة تتغذّى على ما يوفّر للدواجن، وأرجع ذلك إلى المنافسة التي تخلقها الشّركة بأسعارها التنافسية، وكذا بتقديمها لمنتوج صحي وجيد.
المستهلك يولي
الأهمية للجانب الصحي
ويتوقّع المسؤولون على مستوى “لاتراكو” إقبالا كبيرا من المواطنين على أضحية العيد، بالنظر إلى ما توفّره المؤسسة من شروط صحية عقب ظهور مرض الحمى القلاعية، والتخوف الكبير من انتقالها من الأبقار إلى الأغنام أو تأثيره على صحة المواطن بشكل غير مباشر.
حاول المدير التقني والتجاري طمأنة المواطنين بأنّه لا خوف من أي عدوى لأنّ الاحتياط والصرامة قائمة، والتجند الكبير جاء بعد حالة الطوارئ التي صاحبت حملة التلقيح ودعم الموالين حتى ينجح في عدم انتقال العدوى إلى الأغنام، وتطبيق تعليمة الوزارة الصحية، ووصف الأغنام بالمقاومة والمتأقلمة.
والتزم حاجي بتوفير جميع التسهيلات للزبائن الذين يختارون الاقتناء من “لاتراكو”. ويشرف على كل ما وفّر من أضاحي العيد مجموعة من البياطرة في ظروف تتوفر فيها جميع الشروط الصحية من تهوية ووفرة الكلأ، وكذا فحص بيطري متواصل.