قال سفيان بوعيشاوي، يحترف تجارة الخرفان منذ 13 سنة بمزرعة بئر توتة، أنّ الهاتف صار وسيلة في يد المضاربين للتحكم في السوق بقبضة تخنق المستهلك، حيث يتم التواصل الفوري، وينتج عن ذلك إلهاب الأسعار، ويعرض في مساحته أضحية العيد التي اقتناها كعادته من الموالين بولاية الجلفة بسعر يتراوح ما بين 40 و50 ألف دينار.
اعترف التاجر أنّ هامش ربحه لا يتعدى حدود الـ 5000 في الخروف، ولم يخف في سياق متصل أنّ أسعار كبش العيد لهذه السنة سجّل ارتفاعا يتراوح بين 3000 و4000 دينار، وأوضح أن المضارب يربح أكثر من الموال والرّاعي، حيث تحدّث عن تفاصيل وصول الأضحية إلى الأسواق، فبداية من إشراف الموال على توزيع الأغنام على الرعاة، يقسّم المنتوج على ثلاثة، وهم كتجار يموّلون عن طريق الموال. واغتنم الفرصة ليشير أنّ الرعاة يتخبّطون في ظروف معيشية صعبة، فلا يملكون حتى التلفاز ويكتفون بربح ما يسد قوتهم، وليس لهم أي علاقة بالجشع الذي يطفو في الأسواق عشية اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وفيما يتعلق بوفرة الأضحية، ذكر أنّها لم تخرج إلى الأسواق ومازالت على المزارع بسبب الظروف التي صاحبت ظهور داء الحمى القلاعية والتخوف الذي كان قائما من انتشارها، أما بخصوص الأسعار فيتوقّع أن تتّضح معالمها خلال بحر الأسبوع الجاري.
ولم يتمكّن “سفيان” كعادته خلال هذه السنة من إخراج الأضحية نحو الطّريق السريع للتقرب من الزبائن بسبب الإجراءات الوقائية الصارمة، والتي تمنعهم من التنقل خارج المساحات المخصّصة للبيع.
وعلى الطريق الرابط بين بلدية بئر توتة والعاصمة، وغير بعيد عن المزرعة التي يقطن بها “سفيان”، التقينا بتاجر آخر رفض ذكر اسمه، لكنه تحدّث بصدر رحب عن مصدر تمويله وهامش ربحه ووضعية السّوق في الوقت الحالي. وأوضح التاجر أنّه يموّل من طرف الموالين بعين وسارة ويعرض أضحية العيد بسعر يتراوح بين 40 ألف و47 ألف دينار، أما هامش ربحه لا يتعدى الـ 4000 دينار، ومشهد السّوق مازال لم يستقر بعد.