وضع وباء كورونا مؤسسات الانجاز المختلفة في حالة توقف في انتظار نهاية أزمة الظرف الصحي لتستأنف نشاطها، ومن بينها مؤسسة أشغال وهندسة الطرق لمعسكر التي نجت قبل سنوات من خطر إفلاس لتتموقع مجددا في الساحة عبر مخطط إعادة الانتشار عبر التكفل بمشاريع في الهضاب العليا والجنوب مرتكزة على أسطول من عتاد ضخم وحديث تتقدمه جرافات تهد الجبال وشاحنات عملاقة تمهد الطريق أمام التنمية مثلما اكده رئيس مجلس الإدارة عبد الحميد بن قايد علي ومديرها العام قارة عشيرة المهدي.
بعد ان استفادت المؤسسة التي تشغل 240 عامل ومقرها معسكر من عملية تطهير مالي في 2012 لاعادة الانطلاق ضمن قطاع الاشغال العمومية وجدت نفسها سنة 2018 امام خيارين يهددان مستقبلها اما ان تستوعب من مؤسسة اخرى ان التصفية علما ان لديها حظيرة من العتاد والمعدات الحديثة الخاصة بالاشغال العمومية بالحجم والنوعية من 2014 و2015. غير ان المساهم العمومي مجمع «جيترا» برئاسة رشيد باياسلي سرعان ما تدخل لاعادة تجديد جهاز التسيير ممثلا في مجلس الادارة والمناجمنت.
وبعد سنة 2018 التي سجلت عجزا قام المناجير بمساعدة مجلس الإدارة بإنعاش النشاط من خلال تنشيط الاتصالات مع شركاء محليين (ولايتا معسكر وسعيدة) ووطنيا مما سمح للمؤسسة بالحصول على عقود بالشراكة مع مؤسسات من نقص المجمع لانجاز مشاريع في أدرار، تيمياوين، برج باجي مختار، إليزي والبرواقية حيث يوجد مشروع الطريق السريع الرابط بين مليانة وبرج بوعريريج ويتم الانجاز بالشراكة مع مؤسسة الأشغال العمومية للجزائر EPTP ALGER
على تلك الوتيرة الايجابية حققت المؤسسة في 2019 رقم اعمال انتقل من 225 مليون دينار الى 700 مليار دينار مع افاق في 2020 لبلوغ 1 مليار دينار.
وسمح رقم الاعمال لسنة 2019 بتحقيق ارباح صافية قابلة للتوزيع مما يسمح بضخ تشجيع وتحفيز بين العمال.
وبالنسبة لسنة 2020 صادق مجلس الادارة على توقعات رقم الاعمال يصل الى 40 بالمائة مقارنة بسنة 2019، وقد بدات المؤسسة بشكل جيد الثلاثي الاول من السنة غير ان الظرف الصحي بسبب وباء فيروس كورونا أدى الى وضع كافة المستخدمين في الحجر الصحي للوقاية من الوباء منذ 22 مارس الماضي.
وسنة جيدة والوباء عطلها
وتم التكفل باجراءات الحجر بشكل جيد بحيث تم العمل على توعية وتحسيس العمال بضرورة التحاق بعضهم بمنازلهم فيما بقي اخرون في مواقعهم مع احترام صارم للتوجيهات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات. ويتعلق الامر بالعمال المحتفظ بهم لضمان الحد الادنى من الخدمة على مستوى الادارة والمحاسبة لاعداد تقرير الحصيلة وكذا مصلحة الامن.
وبخصوص الورشات تم تسريح عمال قواعد الحياة ومنذ عشرة ايام الاخيرة يجري استئناف العمل تدريجيا مع احترام الحواجز الوقائية لمكافحة كوفيد-19 (مسافة ابتعاد وكمامات).
شراكة داخل بيت المجمّع
وفي اطار التضمان الوطني ساهمت المؤسسة في وضع تحت تصرف ولايتي معسكر وسعيدة وسائل الوقاية والنقل من شاحنات ونصف مقطورات لنقل المؤونة الغذائية الى ولاية البليدة.
وبينما يؤمل الخروج من هذه المحنة الصحية باقل كلفة فان العمال عبر ممثليهم عازمون على تدارك التأخر في الأشهر القادمة، خاصة إذا تم تطعيمها بإطارات فنية مؤهلة من كفاءات جامعية شابة مثلما يحرص عليه مجمع «جيترا» الذي طلب من المديرية العامة العمل على توظيفها
وتعرف المؤسسة متابعة من مجمع «جيترا» عبر إرسال الوثائق بانتظام ولذلك التزمت المؤسسة بداية من السنة الجارية بملاءمة الاجراءات المتعلقة بالتسيير الواردة من المجمع.
وفي هذا الاطار تم اتخاذ اجراءات ضروروية في مجال مخطط الاعباء بتنويع والانتشار في ولايات اخرى وتجسيد عمليات شراكة داخل المجمع، عقلنة الانفاق لتحسين مؤشرات التسيير وتحقيق نتائج افضل، اقامة هيكل للتدقيق الداخلي مهمتها مرافقة ومراقبة هياكل المؤسسة الاخرى، تشجيع التكوين لضمان ديمومة المؤسسة، تشبيب تدريجي للمستخدمين.
وتتطلع المؤسسة الى ما بعد رفع الحجر والخروج من الازمة الصحية لرفع التحدي والدخول في المدى المتوسط ضمن ساحة الكبار في القطاع.