استهل الأمين العام للاتحاد الولائي للعمال الجزائريين بورقلة سليمان زعطوط حديثه لـ»الشعب» بتهنئة كافة العمال باليوم العالمي للشغل الذي نستقبله –كمال قال- هذه السنة في ظروف خاصة جدا ليس على الجزائر فقط وإنما على العالم أجمع.
أوضح زعطوط أنه إذا تحدثنا على عالم الشغل في هذا الوضع الحساس الذي نعيشه فبالضرورة نحن مطالبون بالتطرق إلى الجانب الاقتصادي وما يمكن أن يترتب عن جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، موضحا أنه لا يخفى أن من أبرز هذه الآثار التي تعود بالسلب على وطننا هو تدهور أسعار البترول التي تعد عماد الاقتصاد الوطني، حيث يسجل سوق النفط تراجعا تاريخيا ومن المؤكد أن خزينة الدولة ستكون متضررة جدا ،أما الشيء الثاني والمترتب عن هذه الجائحة هو توقف بعض المؤسسات عن العمل ما أثر على العمالة اليومية أيضا.
وعن الحلول الممكنة لمواجهة الأزمة ذكر المتحدث أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين ،كان قد أوضح أن هناك مشاورات تجري مع الحكومة للنظر في آثار هذه الجائحة بل أكثر من ذلك أعطيت أوامر للنقابيين والشركاء الاجتماعيين للجلوس مع مدراء المؤسسات ودراسة وضعية المؤسسات المتضررة حالة بحالة ومدى تأثرها ونسبة الضرر واقتراح الحلول للحفاظ على مناصب الشغل وعدم غلق هذه المؤسسات خاصة وأن بعض المؤسسات وفي حال طالت مدة الأزمة ستكون مهددة بالإفلاس ولتفادي تسريح آلاف العمال.
و حسب زعطوط فإن هذا يتطلب منا كنقابيين وشركاء اجتماعيين دراسة معمقة مع مسيري هذه المؤسسات لتحديد هذه الآثار واقتراح الحلول الممكنة منها إما منح قروض خاصة لهذه المؤسسات من أجل التكفل برواتب العمال دون تسريحهم ومنها قروض لاستثمار المؤسسات على أن تسترد بعد أن تستعيد هذه المؤسسات عافيتها من جديد وبعض الحلول الأخرى التي ستتوضح بعد إجراء هذه الدراسة.
وفي حديثه عن عمال قطاع الصحة الذين يعدون أكثر فئة تعمل على خط المواجهة اليوم أكد أن المنح التي أقرها السيد رئيس الجمهورية لهذه الفئة كانت في محلها، مضيفا «نتمنى مستقبلا بعد تجاوز هذه الجائحة أن يعاد النظر في التحفيزات والامتيازات الموجهة لهذه الفئة التي أبان فيروس كورونا المستجد أن منحها كل حقوقها ضروري وضروري جدا».
كما أبانت الجائحة من جهة أخرى ضرورة رفع درجات اليقظة والاهتمام أكثر بصحة العامل وفي ظل هذه الظروف تم تدارك الأمر في العديد من المؤسسات، وكانت ردة الفعل إيجابية وسريعة بجلب وسائل الوقاية المطلوبة منها الكمامات وأدوات التعقيم كما كانت المساهمة بالتعاون مع كافة الشركاء على غرار الاتحاد الولائي للعمال الجزائريين بورقلة الذي كان قد قام بمبادرة لتوفير 300 واقي من الرذاذ للطاقم الطبي وشبه الطبي بمستشفى محمد بوضياف.
كما أشار إلى ضرورة توجيه العناية مستقبلا لإجراء دراسة معمقة في كيفية التكفل بصحة العمال في كل القطاعات ودعم المراكز الصحية الخاصة بالعمال وتطوير طب العمل والنظر في توفير احتياطي استراتيجي لأدوات الوقاية من هذه الفيروسات.
و اغتنم الأمين الولائي اليوم العالمي للشغل مناسبة للتذكير بقضية الطرد التعسفي لـ300 عامل من عمال شركة الأشغال البترولية الكبرى «جي تي بي» ،كما ذكر خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها اليوم.