بقيت أسعار برميل النفط في منحى تنازلي بعد أن تباين أداء الأسعار في وقت اتخذت فيه حكومات خطوات غير مسبوقة للحد من التبعات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا. علما أن خام برنت انخفض بنحو 34 سنتا أو ما يعادل 1.2 بالمائة حيث وصل إلى 24 دولارا للبرميل. وبالموازاة مع ذلك ارتفع الخام الأمريكي8 سنتات أو ما يعادل نسبة 0.4 بالمائة أي لم يتجاوز 51.21 دولار للبرميل.
ويرى الخبراء أن الخامان القياسيان منخفضان بنحو الثلثين تقريبا منذ بداية العام الجاري، وتسبب تراجع النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود إلى تقليص جبري كبير للاستثمار من جانب شركات النفط وغيرها من شركات الطاقة.
وتوقع مدير وكالة الطاقة الدولية إن احتياجات العالم من النفط ستتراجع إلى 20 بالمائة مع عزل ثلاثة مليارات شخص.وتعهد زعماء مجموعة العشرين للاقتصاديات الكبرى بضخ ما يزيد عن خمسة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، للحد من خسارة الوظائف والدخل بسبب فيروس كورونا و»بذل كل ما يمكن للتغلب على هذه الجائحة».
وبنظرة تشاؤومية، يشكك محللون في أن هذه التحركات ستحول دون انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود، لأنهم يؤكدون أن إنقاذ الشركات والمستهلكين سيخفف حالة التوتر، ويساهم في ضمان تعاف قوي حين ينتعش الطلب محددا.
ومن جهته بنك «جولدمان ساكس» ينتظر أن ينخفض الطلب على النفط بحوالي10.5 مليون برميل يوميا في شهر مارس، و18.7 مليون برميل يوميا في أفريل. وتوقع ذات البنك أن تؤدي إجراءات العزل العالمية إلى انهيار غير مسبوق في الطلب على النفط.وقال إن صدمة الطلب بهذا الحجم الهائل ستطغى على أي رد على صعيد الإمدادات، بما في ذلك تجميد أو خفض إنتاج دول أساسية في أوبك.
ويرتقب على نحو متزايد مخاطر حيال انتعاش للأسعار أكثر قوة مقارنة مع ارتفاع في تصور أساسي مجددا إلى 40 دولارا لبرميل برنت بحلول الربع الرابع من 2020. مضيفا بأن عودة الأنشطة لطبيعتها ستصاحبها صدمة تضخمية نفطية كبيرة.
وتقلص شركات النفط والغاز العالمية الكبرى إنفاقها هذا العام في أعقاب انهيار أسعار الخام مع انخفاض الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا. ويصل التقليص الذي أعلنته خمس شركات كبرى من بينها أرامكو السعودية ورويال داتش شل إلى 19 مليار دولار في المجمل أي بانخفاض 18 في المائة مقارنة بخططها الأولية التي كانت لإنفاق 106 مليارات دولار، وقالت إكوينور النرويجية اليوم إنها ستقلص إنفاقها الرأسمالي حوالي ملياري دولار، في حين قالت شيفرون إنها ستخفض إنفاقها الرأسمالي هذا العام 4 مليارات دولار. وأفادت شركات أخرى مثل إكسون موبيل الأمريكية العملاقة وبي.بي البريطانية أنها ستقلص إنفاقها الرأسمالي لكنها لم تعلن أرقاما محددة حتى الآن.
إذا هوت أسعار النفط بنسبة 60 بالمائة منذ شهر جانفي إلى أقل من 30 دولارا للبرميل.
ويتوقع أن إجراءات العزل العالمية تؤدي إلى انهيار غير مسبوق في الطلب على النفط، وستطغى صدمة الطلب بهذا الحجم الهائل على أي رد على صعيد الإمدادات بما في ذلك تجميد أو خفض إنتاج دول أساسية في «أوبك».
ق- إ