خيرة عبروس (ممثّلة منظّمة ترقية الأسر المنتجة):

الرّيفيـــة مصــدر للأمـن الغذائي ومندمجــة في تحــدّي «من الأرض للمائـدة»

فضيلة بودريش

توجد قريبة جدا من المرأة الريفية، ولا تكتفي بمساعدتها في مرحلة التسويق بل ترافقها في مرحلة الإنتاج، وأحيانا كثيرة تشجّع العشرات من النساء في المناطق النائية على استحداث نشاط منزلي يوفّر لهن المال ليكون مصدر رزق أسرهن. خيرة عبروس تجربة طويلة وجذّابة ومميّزة من العطاء في المنظمة الوطنية لترقية الأسر المنتجة، وتتواجد في مكتب ولاية الشلف.

 تحاول خيرة في كل مرة بجهود بسيطة تغيير واقع الفقر والحاجة في الجزائر العميقة، مستهدفة المرأة البطالة والمهمشة والمعزولة، التي ترى بأنها مفتاح التنمية المحلية ومحرّك فعّال للنمو الاقتصادي، «الشعب» سلّطت الضوء على الدور الذي تلعبه هذه الناشطة التي لا تبخل بأي مساعدة إذا تعلق الأمر بميلاد نشاط اقتصادي مهما كان صغيرا من منزل المرأة الريفية، وبالتحديد تركيزها على النشاط الفلاحي المنتج، وتتابع جميع مراحل تطوره حتى يفرض نفسه في السوق.
من ولاية الشلف ذات الطابع الفلاحي، ينطلق نشاط خيرة عبروس التي تجوب أطراف الولاية بنشاط وحيوية، تلتقي بالأسر الضعيفة أو عديمة الدخل، وتحاول بث الكثير من الأمل والنشاط في حياتها، فترى ما يمكن أن تقدّمه المرأة وتقف على إمكانياتها، ومن ثم توجّهها إلى مشروع ربحي منتج، يوفّر الثروة والقيمة المضافة يبدأ بسيطا لكن ثماره مضمونة، وعلى خلفية أن ولاية الشلف ذات طابع فلاحي فإنّ أغلبية النشاطات تهتم بهذا المنتوج الحيوي، وأكّدت أنّها ترافق الأسر من البداية أي قبل الانطلاق، وتحرص على تكوينها في بداية الأمر حتى تكون مؤهلة للاستمرار والتطور وبالتالي ترقية المنتوج، وفي العديد من المشاريع تساعدها في إطار الاستفادة من قرض مصغر، وبعد ذلك تدعّمها في تسويق المنتوج، حتى مع المهاجرين الذين يحضرون من ديار الغربة، بالنظر إلى جودة المنتوج الفلاحي الطبيعي الذي تزخر به ولاية الشلف.
وهناك من الأسر من تختار مجال الأشجار المثمرة، وأخرى الحبوب وكذا الخضر والفواكه، وفي حين البعض الآخر تنتقي مهنة تربية الأبقار والدواجن والخرفان والأرانب والسمان والحمام، بينما في المناطق الجبلية والغابية، تنتشر زراعة مثل الحمص و»الفريك»، وما إلى غير ذلك من نشاطات فلاحية وحرفية أصيلة تشتهر المنطقة بامتهانها. وتوجد حتى المقايضة حيث تتبادل الأسر المنتجة فيما بينها السلع والمنتجات، في إطار التكامل وتغطية حاجيات كل أسر من أجل الاستغناء عن اقتنائها من «السوبر ماركت»، وينظم معرض دولي للمنتجات الفلاحية بولاية الشلف، يفاجئ منتوجه الطبيعي ذا جودة عالية كل من يتذوّقه. وبالموازاة مع ذلك يتم تنظيم خرجات تمس الآلاف من الأسر بولاية الشلف، ولا تفرق بين المرأة في المدينة أو الريف في ظل وجود التكامل الايجابي، حيث تزور صاحبة الأرض من لديها مطعم بكل ما تحتاجه من خضروات وفواكه ولحوم وحبوب، ويحرص في كل ذلك أن يكون الإنتاج والاستهلاك في إطار مبدأ «من الأرض إلى المائدة».
تشمل المساعدة كذلك تشجيع المرأة على غرس الأشجار الغابية المثمرة على غرار الزيتون واللوز والخروب والبلوط، حيث تمّ غرس في مزرعة حسيبة بن بوعلي 150 شجرة غابية مثمرة و70 شجرة في منطقة الصوامت و150 شجرة في منطقة «زبوجة»، بالإضافة إلى توزيع 300 شجرة مثمرة على عدة أسر على مستوى مختلف تراب ولاية الشلف. وقالت السيدة عبروس إنّها خاضت العديد من التجارب مع المئات من الأسر، انطلقت من نشاطات عائلية صغيرة جدا، وتحولت بعد سنوات إلى مؤسسات صغيرة ومتوسطة، تنتج الثروة وتوظّف اليد العاملة.
ومن المشاريع التي تشرف عليها في الوقت الحالي خوض تجربة إنتاج الزيوت النباتية الطبيعية، من خلال تكوين الفتيات والنساء الراغبات لاستخراج زيوت نباتية، وعدم اللجوء إلى استيرادها مثل زيت النعناع واللوز والخزامة وما إلى غير ذلك، علما أنّ مهندسين مختصين سيشرفون على تدريب النساء، وفوق ذلك تمنحهن الشهادات في ظل التحضير الجاري لإبرام اتفاقية مع القرض المصغّر «أونجام» للحصول على قرض لاقتناء الآلات والقارورات، وساعدت المنظّمة في فتح مصنع لتربية وتعليب الفطر والتقليل من عملية استيراده إذا تعمّمت العملية على مستوى العديد من الأسر. والإستراتيجية المنظمة حسب توضيحات عبروس أنها تعكف على تكوين امرأتين من كل ولاية عبر الوطن في كل تخصص، وكل من استفادت من تكوين تنقل خبرتها للأخريات في البلديات والقرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024