تعد واحدة من سيّدات الأعمال المميّزات اللاّئي ينشطن بعيدا عن الأضواء، وتمكن في سنوات قليلة من استحداث مؤسسة منتجة، تنشط في مجال النسيج والأفرشة، تنافس في السوق الوطنية بقوة وجودة واستمرارية في تدفق الإنتاج، وبعد نحو عشر سنوات أو أزيد بقليل، تطمح الشابة أمال معوش إلى اقتحام أبواب التصدير والانتقال إلى أسواق خارجية كون منتوجها ذا تنافسية عالية، علما أنها مازالت رغم العديد من المحاولات، لم تستفد من عقار صناعي ومضطرة إلى تأجير موقع لشركتها الصغيرة، التي توظّف 20 عاملا 80 بالمائة منهم نساء. تحمل الكثير من الطموح ولا تهاب التحدي إذا سطرت أهدافها الجوهرية.
درست السوق جيدا ورسمت معالم مشروعها الاقتصادي بذكاء ودقة ومهارة، وبدأت بخطى بطيئة بتمويلها الشخصي في عام 2008، إلى غاية استفادتها من قرض وكالة «أونساج» بعد سنتين من الانتظار، حيث توسع مشروعها وصارت تنتج جميع أنواع الأفرشة والأسرة والوسادات والبطانيات وما إلى غير ذلك، دون شك جودة مشروعها منحتها السمعة والاقبال، وتمكّنت من التعاقد مع «قواعد الحياة» وتموين المؤسسات الجزائرية والأجنبية، والكثير من المؤسسات الفندقية عبر كامل التراب الوطني، ولا تتردّد في اقتناء المادة الأولية من الشركات الوطنية، بل ولا تفوت أي فرصة للتكوين، لأنها لا تتردّد في الانخراط والاستفادة من مختلف الدورات المتاحة لتطوير مؤسستها. وفي رحلة السيدة معوش عن تطوير وتوسيع مؤسستها، تتطلّع للاستفادة من العقار الصناعي لتوظّف عددا أكبر من العمال وتنويع ومضاعفة منتجاتها.
تعتقد سيدة الأعمال معوش أنّ الجزائر حقّقت مسارا جيدا في مجال صناعة النسيج خاصة ما تعلق بالأفرشة، في ظل وجود شركات تصنع حتى الأفرشة والأسرة الطبية بجودة عالية، وروح التنافس بين مختلف المنتجين جيدة حسب تقديرها، بل وتبعث على مضاعفة الجهود لتقديم الأجود للمستهلك.
ومن أسرار نجاح هذه الشابة الأم والزوجة، التي اعتمدت على إرادتها وإيمانها بقدراتها في تقديم الأفضل والمساهمة في الحياة الاقتصادية بخلق القيمة المضافة وامتصاص البطالة، أنها تتحلى بعزيمة وعندما تسطّر هدفا تسهر وتضاعف جهودها لتجسيده، ولم تخف أنها تنوي الانخراط في مسار التصدير، وتبحث عن قنوات تفتح أمامها الأبواب لتواجد المنتوج الجزائري في الأسواق الخارجية.