«للجزائر عقود مع زبائنها يجب أن تفي بها، وعدم القيام بذلك معناه خسارة زبائن في سوق دولية تنافسية، وحينها، وهو ما لا نتمنى أن يحدث، يصعب العثور على زبائن جدد في الظرف العالمي الراهن»
لا يخفي الخبير الطاقوي توفيق حسني قلقه من دعوات إقحام قطاع المحروقات في حركة الاحتجاجات التي تعرفها البلاد حاليا، معتقدا أن هذا القطاع الحيوي يجب أن يبقى بعيدا عن الخلافات والصراعات السياسية بالنظر لطابعه الاستراتيجي للأمة ومستقبلها. ويرى أن هناك وسائل أخرى غير الإضراب للمساهمة في الديناميكية السياسية.
وأشار إلى أنه يتابع التطورات بانشغال عميق مشدّدا على أنه ينبغي وضع القطاع في منأى عن الإضرابات وتوقيف العمل، ذلك أنه لا يحق المساس بالإنتاج الوطني للمحروقات التي تشكّل أغلبية صادرات البلاد. لذلك يضيف أن الدعوة لوقف إنتاج النفط والغاز تصرف غير مسؤول، موضحا أنه بموقفه يدافع عن مصالح الأمة وليس عن مصالح السلطة، مما يستوجب التمييز بين المصلحة الوطنية ومعارضة السلطة.
وتوجد ـ حسبه ـ أكثر من طريقة لعمال قطاع المحروقات لإسماع صوتهم والمساهمة في الديناميكية السياسية دون الإضرار بالمصلحة العليا للأمة والبلاد. ومن بين تلك الأشكال السلمية يذكر مثلا وضع شارة خلال ساعات العمل للتعبير عن دعم الحركة الاحتجاجية أو المشاركة في المسيرات بعد الانتهاء من دوام العمل.
ويبرز هنا المثال الياباني في هذا المجال وهو نموذج جدير بأن يحتذى به، فالعمال اليابانيون لا يتوقفون أبدا عن العمل للتعبير عن عدم الرضا.
وبشأن التداعيات على وضع البلاد إذا ما توقف إنتاج النفط أو تراجع بسبب إضراب، أوضح الخبير أن التداعيات تكون وخيمة على كافة المستويات، داعيا إلى تذكر أن الجزائر ممون جدي وموثوق فيه للبترول والغاز في نظر زبائنها، وهذه الصورة الجيدة التي نحوزها لدى الخارج قد نتلفها بوقف للإنتاج، مسجلا أن القطاع رأسمال بني على مدار السنوات لا ينبغي أن نعرضه للخطر إذا ما انتهج عمال الحقول النفطية موقف الإضراب. فللجزائر كما يضيف عقود مع زبائنها يجب أن تفي بها، وعدم القيام بذلك معناه خسارة زبائن في سوق دولية تنافسية، وحينها، وهو ما لا نتمنى أن يحدث، يصعب العثور على زبائن جدد في الظرف العالمي الراهن.
ويعود بالذاكرة إلى سنوات العشرية السوداء حينما لن يسجل أي توقف في إنتاج المحروقات بترول وغاز، حيث أن الشركاء يتقدّمهم الشركات الأمريكية كانت تشتغل في هدوء في الجنوب.
وأكد الخبير أنه يجب الحفاظ عل سلمية الحركة الاحتجاجية موضحا أن وقف الإنتاج في قطاع المحروقات هو تصرّف عنف يكلف البلاد خسارة كبيرة.