يشهد نشاط تربية الأسماك في المياه العذبة بأحواض السقي الفلاحي بالمقاطعة الإدارية عين صالح 700 كلم شمال ولاية تمنراست، خلال السنوات القليلة الماضية إقبالا معتبرا من طرف الشباب والفلاحين، في خطوة إلى اقتحام إحدى الشعب الجديدة محليا، والتي عرفت إنتشارا كبيرا في عدد من الولايات الأخرى على غرار ورقلة، غرداية .. وغيرها.
أثار رئيس جمعية تديكلت لتربية المائيات والدواجن والنحل بمدينة عين صالح، باتويتي محمد في إتصال مع «الشعب»، ما يعترض تربية الأسماك في المياه العذبة من صعوبات وعوائق، ترهن وتعيق نشاط المربين وتطور احد الشعب التي تعتبر أحد الموارد المالية في المستقبل، وهذا إنطلاقا من غياب الدعم اللازم من طرف الجهات الوصية، مقارنة بالولايات الأخرى، وغلاء الأدوية الخاصة بعملية التفريخ الإصطناعية، وصولا إلى قلة وغلاء ثمن الاعلاف في حالة تواجده، مما إضطر المربين إلى الإقتصار على توليد وتصدير اليرقات إلى الولايات الأخرى، عوض تربية وإنتاج الأسماك الشيء الذي يؤدي بالمربين إلى خسارة يصعب تعويضها حتى في حالة البيع كونه يكلفهم مجهود وغذاء وعناية يصعب تداركها، كما أن المربين يفتقرون للأحواض المخصصة لتربية الأسماك مما يضطرهم إلى الاعتماد على الأحواض المخصصة للسقي الزراعي.
كما كشف رئيس الجمعية، أن عاصمة التديكلت ورغم التجربة القصيرة في هذا المجال والتي لا تتعدى 5 سنوات، تتوفر على 21 مربيا موزع على مختلف مدن عاصمة التديكلت، يعتمدون بالدرجة الأولى على تربية سمك السلور الإفريقي والبولطي النيلي بنوعيه والشبوط، كون طبيعة المنطقة تساعد على تربية مثل هذه الأصناف، وهذا بإمكانياتهم الخاصة وإجتهادهم، معتمدين على وسائل حضارية تقليدية على حد تعبيره في تربية الأسماك. أوضح باتويتي محمد أن المربين يعتمدون في نشاطهم على توليد وتصدير اليرقات عوض الإنتاج نظرا لحاجتهم لتوفير مداخيل معتبرة تساعدهم على مواصلة نشاطهم، بحيث أن معدل تفريخ السمكة الواحدة يصل إلى 3000 يرقة وهذا راجع إلى وزن السمكة، في حين يتفادى المربين إنتاج السمك إلا القليل منه نظرا لتكلفته الباهظة في حالة محاولة الإنتاج، حيث أنه وخلال الصائفة المنصرمة أنتج هولوحده ما يقدر بـ 1 قنطار سمك. في سياق متصل، أضاف المتحدث بالرغم من إستفادة 250 شاب من دورات تكوينية سابقة منظمة من طرف الغرفة الوطنية للصيد البحري (القل)، إلا أن المربين يلجاؤن إلى تطوير معارفهم عن طريق شبكات التواصل (النت)، لكون الدورات التكوينية غالبا ما يتم فيها الإقتصار على تلقين المبادئ الأولية فقط.