استغـلال فائـض الإنتـاج لتوسيـع صـادرات الكهربـاء
يعتزم مجمّع “سونلغاز” رفع استثماراته خلال السنة الجارية 2025 إلى أكثر من 650 مليار دج، ستوجّه أساسا لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة، حسبما أفاد الاثنين بالجزائر العاصمة، الرّئيس المدير العام للمجمّع، مراد عجال.
وأوضح عجال، خلال أشغال الملتقى السنوي لإطارات “سونلغاز” ومدراء الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، والذي خصّص لعرض حصيلة المجمع العمومي لـ 2024 والتحضيرات لضمان تموين جيد بالطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل، أنّ خطة المجمّع للسنة الجارية تتضمن استثمارات بـ 656 مليار دج مقارنة بـ 420 مليار دج السنة الماضية.
وتهدف هذه الخطة بشكل رئيسي زيادة الإنتاجية للمجمع، كما تشمل مواصلة الربط بالطاقة الكهربائية للمستثمرات الفلاحية، والمناطق الصناعية، والمناطق المعزولة، ومحطات تحلية المياه، بالإضافة إلى مشروع تركيب أجهزة كشف أحادي أكسيد الكربون، حسب المسؤول الأول في المجمّع الذي لفت كذلك إلى أهمية مشاريع الطاقة المتجدّدة التي يقوم المجمّع بإطلاقها.
من جانب آخر، تطرّق الرّئيس المدير لصادرات مجمّع “سونلغاز”، والتي بلغت السنة الفارطة 2024 مستويات قياسية عند 268 مليون يورو بزيادة قدرها 22 بالمائة مقارنة بـ2023. وتشمل هذه الصادرات الطاقة الكهربائية الموجهة إلى تونس، إضافة إلى معدات كهربائية منتجة محليا وجهت إلى عدة دول فضلا عن صادرات الخدمات، حسب الشروح المقدمة.
ويعتزم المجمّع زيادة صادراته من الكهرباء، من خلال توسيعها إلى دول أوروبية وإفريقية، مستغلا بذلك الفائض المسجّل في قدراته الإنتاجية، حسبما أكّده عجال في تصريحات صحفية على هامش اللقاء، والتي أكّد فيها أنّ الانطلاق الفعلي لهذه الصادرات الجديدة سيكون “بغضون سنتين إلى ثلاث سنوات”.
وكان مجمّع “سونلغاز” قد وقّع مذكّرات تفاهم مع شركات الطاقة في دول من غرب إفريقيا، لدعم مشاريع الربط الكهربائي مع الجزائر، وأخرى مع شركتي “سوناطراك” و«إيني” الإيطالية، والتي تخص مشروع الكابل الكهربائي البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا.
وفضلا عن ذلك، وقّع مجمّع “سونلغاز” مذكّرة تفاهم مع “سوناطراك”، وشركات طاقوية من إيطاليا، ألمانيا، والنمسا لتصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر إلى هذه الدول.
وحول مراجعة قانون الكهرباء، أكّد الرئيس المدير العام أن إعادة النظر في هذا النص جارية، متوقّعا الانتهاء من هذه الورشة في 2026. ويخطّط مجمّع “سونلغاز” لرفع قدراته الإنتاجية قريبا إلى أكثر من 27 ألف ميغاواط، وهذا لضمان الاستجابة للطلب المرتفع لا سيما في أوقات الذروة خلال الصيف، حسبما أعلن عنه المجمع العمومي.
وجرى الإعلان عن ذلك خلال أشغال الملتقى السنوي لإطارات “سونلغاز” ومدراء الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، والذي خصّص لعرض حصيلة المجمّع العمومي لـ 2024 والتحضيرات لضمان تموين جيد بالطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل.
وفي عرض تمّ تقديمه بالمناسبة، أكّد المجمّع تسطيره لبرنامج عمل خاص، استعدادا لموسم الصيف الذي عادة ما يشهد ارتفاعا كبيرا في الاستهلاك.
ويتضمّن هذا البرنامج وضع حيّز الخدمة قدرات انتاجية إضافية تقدّر بـ 1172 ميغاواط، من أجل ضمان جودة واستمرارية الخدمة للزبائن، مع تنفيذ خطط الصيانة المناسبة.
وبذلك، سيرتفع إجمالي الطاقة الانتاجية لمجمّع “سونلغاز” إلى 27 ألف و333 ميغاواط، صعودا من حوالي 26 ألف تم بلوغها السنة الماضية، حسب الارقام التي تم عرضها.
ويرتقب مجمّع “سونلغاز” أن تصل ذروة الطلب على الكهرباء الصيف المقبل عند درجة حرارة استثنائية إلى 21 ألف و500 ميغاواط، مقابل 19 ألف و543 ميغاواط صيف 2024.
وبخصوص حصيلة سنة 2024، أبرز المجمّع جملة المشاريع التي نفذها تعزيزا لشبكته وتحسينا لمستوى الخدمة.
وفي هذا الإطار، أظهرت الحصيلة قيام المجمع خلال السنة الماضية 2024 على مستوى المناطق المعزولة، بربط 104 ألف و490 زبون بالكهرباء، و361 ألف و895 زبون بالغاز. وعلى مستوى المناطق الصناعية، تم ربط 41 منطقة و29 منطقة بشبكة الغاز السنة الماضية، حسب نفس المصدر.
الإعتداءات والسّرقات تكلّف المجمّع 17 مليار دج
أما بمناطق النشاطات، تمّ ربط 100 منطقة بالكهرباء و69 منطقة بالغاز خلال نفس السنة، كما تم تثبيت 970 عمود شحن للسيارات الكهربائية.
وفي المجال الفلاحي، تمّ ربط 69 ألف و567 محيط فلاحي بشبكة الكهرباء في 2024، على أن يصل هذا العدد إلى 86 ألف و772 محيط بنهاية 2025، وفقا لتوقعات المجمّع.
وإجمالا، ارتفع عدد مشتركي “سونلغاز”، خلال 2024، في مجال الكهرباء إلى أكثر من 12 مليون مشترك، مع تغطية تفوق 99 بالمائة، بينما تجاوز عدد المشتركين في الغاز 8 ملايين مشترك بنسبة تغطية وطنية تقدر بـ 70 بالمائة.
وأشارت الحصيلة إلى إطلاق مشروع الترابط الكهربائي بين الولايات الشمالية والجنوبية، والتي يرتقب أن يدخل أول جزء منه حيّز الخدمة في 2026 على أن ينتهي المشروع برمته في الفترة 2035 - 2040.
وفي مجال الطاقات الشمسية، لفتت الحصيلة إلى الشروع في التجسيد الفعلي لمشاريع الشطر الأول من برنامج الطاقات المتجدّدة بطاقة 3200 ميغاواط، والتي ينتظر أن تدخل حيّز الخدمة في 2026.
بالموازاة مع ذلك، تم وضع حيّز الخدمة أربع مخابر للمراقبة التقنية والنوعية للأجهزة الكهرومنزلية، وكواشف أحادي أكسيد الكربون بكل من العاصمة، سطيف ووهران.
وبخصوص التعدي على المنشآت الكهربائية، أظهرت حصيلة المجمّع العمومي تسجيل 12873 اعتداء تسبّب في خسائر مالية فاقت 5.6 مليار دج. كما تم تسجيل 3623 اعتداء على الشبكة الكهربائية بخسائر مالية تجاوزت 400 مليون دج، وفقا للحصيلة التي كشفت من جهة أخرى عن تقديم “سونلغاز” لـ 9849 شكوى متعلقة بسرقة الطاقة، بعد تسجيل خسائر تفوق 11.3 مليار دج ناجمة عن هذه السرقات.
وبالتالي فإنّ جملة الخسائر التي تكبّدها المجمّع نتيجة الاعتداءات والسّرقات فاقت 17.3 مليار دج.