تستقبل وهران من ١٠ إلى ١٥ أكتوبر دون تحديد اليوم بعثة من وزارة الفلاحة، حسب مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني في إطار الإحتفاليات الرسمية المخلدة لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي الذي يصادف تاريخ الفاتح من أكتوبر من كل سنة.
وسطرت بالمناسبة المديرية الولائية للفلاحة برنامجا ثريا يتضمن عرض تجربة نموذجية في زراعة الذرة لموسم ٢٠١٢ بالصورة والأرقام، هذا وستقف إطارات الوزارة وكل شركاء القطاع على عملية حصد جديدة ببن فريحة، وذلك بعدما يكون قد وصل إلى ارتفاع يعادل المرتين، ليتم بعدها تقطيعه وجمعه في حزمة واحدة بعد إفراغ المنتوج من الهواء، منعا لتخمره ثم تخزينه ليقدم كعلف في الوقت المنسب للأبقار والأغنام.
وتترقب وهران تجسيد مشروع ربط ٨ آلاف هكتار من محيط ملاتة عبر قنوات إيصال محطة معالجة المياه المستعملة على مستوى بلدية الكرمة، حيث لا تزال الأراضي المستغلة بعاصمة غرب البلاد تعتمد بنسبة ٩٥ بالمائة على ما تجود به السماء، لا تتعدى المساحة المسقية المخصصة للخضروات والأشجار ٦٣٦٥ هكتار على ٩٠ ألف و٢٧١ من المساحة الإجمالية في ظل توجيه المياه الجوفية إلى الشرب، وفي انتظار استلام قنوات ربط محطة تصفية المياه القذرة التي يضيع منها يوميا ما مقداره ٥٠ إلى ٧٠ مليون متر مكعب .
وتعمل مديرية الفلاحة بوهران ضمن برامجها المستقبلية على تشجيع الاستثمار في القطاع وخاصة ما تعلق بالحبوب والذرة التي تحتاج إلى سيول من المياه لتنمو بجودة ونوعية.
مردودية زراعة الذرة كعلف للأبقار والأنعام يتجاوز التوقعات
وحقق مشروع ٢٠١٢ لزراعة الذرة بعاصمة غرب البلاد، على مستوى مستثمرة فلاحية ببن فريحة ووادي تليلات، نتائج مشجعة، حسبما أفاد به زدام الهواري من مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني على لسان رئيسها ، خاصة وأن العملية مربحة كثيرا في مجالات شتى، لا سيما في مجالي الحليب والكلأ الذي كان ومازال يكلف الخزينة العمومية مبالغ مالية طائلة، مع العلم أن الدراسات الميدانية أثبتت أن طنا من العلف يوفر الغذاء لمائة بقرة حلوب، ومن جهة أخرى، أبرز نفس المصدر أن مديرية المصالح الفلاحية، تسعى في الوقت الراهن إلى توسيع المساحات المغروسة بالذرة وانخراط أكبر في هذا البرنامج الطموح الذي من شأنه المساهمة في تنويع المحاصيل الزراعية بالمنطقة، وتجربة الذرة الحديثة يمكن تعميمها وتحقيق نتائج عالمية بتوفير الثروة المائية من خلال وضع برنامج عملي فلاحي جديد يسعى إلى إعطاء دفعة قوية وحقيقية للقطاع من خلال تبني نظام السقي بالتقطير ومختلف الإرشادات.
وأوضح رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني، أنه شرع في زراعة هذا المنتوج خلال الموسم الحالي على مساحة ٣٩ هكتارا، منها ١١ هكتارا من الذرة بذور دخلت إلى الديوان الوطني لتغذية الأنعام، حيث حققت مستثمرة ببن فريحة ٨٠ قنطارا في الهكتار، وبلغت المردودية بوادي تليلات ٥١ قنطارا في الهكتار، فيما تم تحويل ما يفوق ٤٥٠ قنطار في الهكتار من ذرة لتغذية البقر الحلوب على مساحة قدرها ٢٨ هكتار بمحيط بن فريحة.
...الهكتار الواحد يكلف ٢٠ مليون سنتيم والفلاح يطالب بالدعم
وطالب الناشطون في المجال، بالتموين بالبذور والأسمدة ودعم الطرق التقنية الحديثة في الزراعة والسقي بنظام التقطير، مما يسمح باقتصاد المياه وفق البرنامج المسطر في هذا الشأن، خاصة وأن الفلاحين الممارسين في معظمهم عبر مختلف ولايات الوطن المعنية لا يتبعون المسار التقني لأنه مكلف ولابد من المال والإمكانيات، وسعيا منها لحماية الإنتاج قامت مديرية المصالح الفلاحية والغرفة وكل شركاء القطاع بوهران ببرمجت أيام تحسيسة توجيهية لإرشاد الناشطين وتوعيتهم لمحاربة الأخطار التي يمكن أن تنجم جراء تهاون الفلاح، وقد مكنتهم هذه الدورات من التعرف على الجوانب التقنية الخاصة بزراعة الذرة ككيفية تحضير التربة والعتاد الحديث المستعمل من خلال تبني السقي بنظام التقطير. وانخرط في هذا النوع من الغراسة ٦ فلاحين خاضوا هذه التجربة رغم التكلفة الباهضة لزراعة الهكتار الواحد، والتي قد تكلف ما يفوق ٢٠ مليون سنتيم للهكتار كتكلفة آليات السقي بالتقطير، ناهيك عن فاتورة البذور والمواد المعالجة والزريعة. إلا أن النتائج الممكن تحقيقها يؤكد نفس المسؤول مربحة، حيث يشتري الديوان الوطني لتغذية الأنعام الهكتار الواحد بسعر ٤٥٠ ألف سنتيم، وتجدر الإشارة، أن عملية الحصد تستلزم عتادا خاصا يختلف عن ذلك المستعمل في حصد الحبوب، وكذا في السقي بالتنقيط والتي من شأنها حل الكثير من المشاكل المرتبطة بالعلف.