تأخذ الأزمة التي تعصف بدولة مالي منعرجا خطيرا فبين مساند للتدخل العسكري وقرع طبول الحرب في المنطقة، ومرافع حتى من منبر الأمم المتحدة على ضرورة التمسك بالحل السياسي يبقى مالي وما يجري في شماله يستقطب أنظار العالم.
وفي هذا الشأن أكد المحلل السياسي عبد العزيز جراد في حوار هاتفي مع «الشعب» على «ضرورة الاهتمام بمحاربة الإرهاب وجماعات الجريمة المنظمة عوض الانسياق وراء فرضية التدخل العسكري في المنطقة».
- الشعب: تصاعدت مؤخرا من داخل وخارج مالى الأصوات المطالبة باللجوء إلى التدخل العسكري لوضع حد للأزمة بشمال البلاد، والكل يعرف أن تطبيق مثل هذه الفرضية قد تكون له انعكاسات خطيرة على منطقة دول الساحل ما تعليقكم على ذلك؟
@@ عبد العزيز جراد: هناك فرضية التدخل العسكري للقوى الإفريقية بالمساعدة اللوجستيكية لبعض الدول الغربية، نذكر منها فرنسا، وقد أصبحت هذه الفرضية قريبة جدا للتطبيق على أرض الواقع، لكن هناك نوع من التردد لا نقول التخوف من طرف المجموعة الدولية في تطبيق التدخل العسكري، لأننا لحد الساعة لم نر بوضوح طبيعة هذا التدخل وكيف سيتم والمدة الزمنية التي تستغرقه.
ولم نرى كذلك من الناحية الإستراتيجية بوضوح كيف ستكون هذه الخطة.
وتبقى عدة تساؤلات مطروحة: هل كل الدول المجاورة لمالي مستعدة لقبول حرب في المنطقة قد تكون طويلة المدى؟
كما أن خلفية الدول الغربية ومنها فرنسا ليست واضحة تماما لحد الآن، فهل ستقدم فرنسا بالتدخل العسكري بنفسها، أم هناك تخوف؟
- ما رأيكم في الإستراتيجية الخاصة التي تقوم بإعدادها الأمم المتحدة والتي حسب المعلومات الأولية التي نقلت عنها، تتماشى مع ما ترافع عنه الجزائر مند بداية الأزمة ألا وهو اللجوء إلى الحل السياسي واحترام الشؤون الداخلية لدولة مالي؟
@@الخطة التي تعدها الأمم المتحدة تتماشى فعلا مع الرؤية الجزائرية لحل الأزمة في مالي، فالكل يعلم أن الجزائر تطالب بحل سياسي، وإن صادف وقرر التدخل العسكري فالجزائر ترى أنه لن يدوم طويلا، وأن يفسح المجال بسرعة إلى الحلول السياسية، لأن استقرار المنطقة أمنيا مهم جدا، إضافة إلى أن استقرار مالى ووحدة شعبه وترابه، مهمين جدا بالنسبة للاستقرار في منطقة الساحل.
- أي تدخل عسكري في مالي سيجر المنطقة إلى حرب تخدم في كل الأحوال مصالح الإرهاب والعناصر المتطرفة وكذا جماعات الجريمة المنظمة التي يتزايد خطر انتشارها في الساحل، ما هي قراءتكم؟
@@نحن اليوم أمام معضلة، هل نبقى على هذه الحالة والإرهاب والجريمة في انتشار مستمر في المنطقة، أو نقوم بتكثيف الجهود لمحاربتهما؟ وإذا تدخلنا فالمهم لنا هو أن نحمي حدودنا ونسعى لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.
فمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة لا مفر منهما اليوم وإن على دول المنطقة محاربة هاتين الظاهرتين بكل الوسائل الممكنة، لأن إذا تركناهما فسيكون هناك مشاكل كبيرة وجد خطيرة على حدودنا .