كشف عقد الشراكة الموقع، ليلة الأربعاء، بمقر سوناطراك بين «مجمع توات غاز» والشركة الاسبانية «تكنيكاس رينيداس» لتطوير حقول الغاز بأدرار عن أهمية الإستراتيجية المنتهجة من اجل رفع قدرات الجزائر من الغازية ليس فقط لتلبية الاحتياجات الوطنية بل التصدير إلى ابعد نقطة في السوق العالمي الذي يعرف منافسة محتدمة. وهي منافسة زادت بدخول دول كثيرة حقل التصدير بعدما كانت مستهلكة للغاز مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة.
أكد على هذا التوجه الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد الحميد زرقين في حفل إمضاء عقد الشراكة لمجمع «توات غاز» والشركة الاسبانية التي فازت بالصفقة عقب عرض المناقصة المفتوحة يوم ١٧ جويلية الماضي. وهي مناقصة قدمت فيها ١٥ شركة منافسة عروضا كانت أفضلها من المؤسسة الاسبانية.
وحسب زرقين فان العقد الموقع بين «مجمع توات غاز» الذي يضم شركتي سوناطراك والفرنسية «جي دي اف سياز» والاسبانية «تكنيكاس رينيداس» يكشف عن الخيار الاستراتيجي الذي تنتهجه سوناطراك في تعاملها مع الشركاء لتوسيع حقول استغلال المحروقات لاسيما الغاز بهدف تعزيز مكانة الجزائر في هذا القطاع الحيوي. وهي شراكة بقدر ما أدت إلى اكتشاف حقول محروقات في غاية الأهمية قوت قدرات البلاد وعززت موقعها في التصدير وخلق الثروة والقيمة المضافة والعمل.
يظهر هذا جيدا كيف يتوجه الاهتمام إلى توسيع مواقع استغلال الغاز إلى الجهة الغربية بعدما كانت الشرقية القطب الكبير المميز الذي صنع مجد الجزائر وعصرها الذهبي وجعل منها دولة مؤثرة في قطاع المحروقات. ووظفت «أوراق رابحة» في معركة البحث عن استقرار الأسعار والسعي لربطها بأسعار النفط من خلال اجتماعات الدول المنتجة للغاز والمنتدى الغازي.
من جهته مساعد المدير العام لـ«ج يدي اف سياز» جان ماري دوجي تجاوب مع هذا الطرح بالتأكيد الصريح على جدوى الشراكة قائلا ان ما تم التوصل إليه في هذا المجال يثبت بالملموس التقدم الذي بلغه مسار التعامل والتعاون مع سوناطراك. وهو تعاون افضى إلى العقد المتميز مع الشركة الاسبانية لانجاز مشروع معمل علاج الغاز بمنطقة التوات.
وذهب الرئيس المدير العام لـ«تكنيكاس رينداس» السيد اربورفا في نفس الاتجاه مشيدا بمحيط الأعمال المشجع على الاستثمار في الجزائر التي تحولت إلى ورشه مفتوحة تشكل المحروقات قلبها النابض و«دينامو» حركيتها. وقال الرئيس المدير العام أن أهمية المشروع وحيويته يفرض على الشركاء بذل أقصى الجهود في تحسين العمل ومواجهة تحدي رفع الإنتاج في محيط حبلى بالمنافسة تخوض من خلالها الوحدات الطاقوية فرادى وجماعة معركة النوعية رأس المال الثابت.
وعاد المسؤول الاسباني إلى الظروف التي وقع فيها مجمع توات غاز عقد الشراكة مع المؤسسة الاسبانية التي يديرها لتطوير الحقول بولاية ادرار. وتحدث بانجاز عن أبعاد المشروع الذي انتزعته المؤسسة الاسبانية لانجاز محطة معالجة الغاز وشبكة الجمع بـ١٤مليون م٣ من الغاز الطبيعي يوميا. ويشمل إنتاج ٨ . ١٢ مليون م٣ يوميا من الغاز و١٨٠٣ برميل غاز مكثف «كوندنسات».
العقد الذي قدرت قيمته بأكثر من ٨٠ مليار دينار يشدد على انجاز المشروع في أجله وبكلفته ودخوله حيز التجسيد سنة ٢٠١٦. وسيسمح بإنتاج ٦ . ٤ مليار م٣ من الغاز الخام حسب الشروح التوضيحية لمشروع «توات غاز» قبل مراسم إمضاء العقد الاستراتيجي باعتراف الشركاء.