لم تستفق العائلات بعين الدفلى من لهيب الأسعار الرمضانية، لتجد نفسها أمام واجب توفير ملابس العيد للأطفال، الذين لا ترسم ملامح الفرحة والسرور على وجوههم، إلا بارتداء «كسوة العيد»، التي بلغت أسعارها مستويات قياسية في ظل استنزاف الجيوب في عيد الفطر.
الإطلالة التي قادت «الشعب» الى مواقع وفضاءات المتاجر والمجمعات الخاصة بالألبسة، كشفت تباينا بين الباعة والعائلات، التي يدفعها الى المزيد من الانفاق إصرار الأولاد على الظفر بأكثر من لباس جديد. بين ضغط الأبناء على الأولياء والرغبة الجامحة لبعض هؤلاء لاقتناء كسوة العيد، تظهر سلطة الأسعار التي فرضت نفسها بقوة. الجيلالي، صاحب ٥ أبناء، منهم الطفلة مرام، ٩ سنوات التي وعدها أبوها بهدية تثمينا لنتائجها المدرسية، شبه الأولياء في الظرف الحالي بالرهائن الذين يدخلون في مفاوضات لاطلاق سراحهم مع التجار الذين يلعبون على حبل رغبة الأطفال دون النظر الى مستواهم المعيشي أو دخلهم الشهري.
مختلف شرائح هذه المدينة المتكون أغلبها من مناطق ريفية تنتشر بها القرى والمداشر معظم عائلاتها فقيرة ومحدودة الدخل، فمجمل دخلها تجنيه من الأنشطة الفلاحية البسيطة ما يجعل هؤلاء في صراع مع شراء ألبسة العيد خاصة أولئك الذين خرجوا منهكين ماليا خاصة المدرجين ضمن قوائم قفة رمضان التي لم تعد كافية لإزالة متاعب المصاريف.
غير أن التجول بين هذه الفضاءات التجارية يكشف توزيع الباعة والأشخاص الذين يقصدونها، فالمجمعات الشعبية تزدحم عند كل مدخل من أسواق قصر المعارض الذي يتوسط مدينة عين الدفلى وكذا سوق الفلاح القديم المحاذي لمركز الإعلام وتنشيط الشباب والذي يتميز بأسعار مرتفعة نسبيا، حسب فاطمة وأختها مليكة التي فضلت التسوق في غياب أمها المريضة، فالخيارات قليلة خلال الأيام الأخيرة، لأن النوعية في مثل هذه الملابس قد نفذت يقول محمد التاجر الذي أقر أنها مدروسة، حسبه، حيث يصل مبلغ كسوة العيد للطفل البالغ ١٢سنة الى حوالي ٥٠٠٠د.ج، فيما قد يتضاعف ثمن اللباس إذا تعلق بالبنت من نفس العمر .
وبعملية حسابية، أشار أحد الزبائن أمام مسمع التاجر، الى أن المبلغ الإجمالي يفوق ٣ملايين ونصف بالنسبة للعائلة المتكونة من طفلتين و٣ أولاد والسعر الأدنى في مثل هذه الحالات. هذه الوضعية جعلت بعض العائلات تلجأ الى الاستلاف أو دفع المبلغ بالتقسيط بعد شهر رمضان على أن يتعدى ٢٠ يوما لأن الدخول المدرسي يسقط هؤلاء في دوامة أخرى.
أما الفئة الثانية من العائلات، فقد تكتفي بلباس واحد عادة ما يكون السروال أو الحذاء من نوع يحبذه الأطفال، فيما تلجأ الأم إلى عملية غسل الألبسة البالية وإخضاعها لعملية الكي، كما تقول الحاجة خديجة من بلدية تبركانين. أما الفئة الأكثر بحبوحة ماليا، فتلجأ الى المتاجر الفاخرة التي تمزج بيع الملابس بالمواد الغذائية، حيث أكد لنا أحد التجار أن هذا الصنف قليل ويمكنه دفع أزيد من مليونين و٤ آلاف د.ج لبذلة ولد واحد.
الغلاء يرهق العائلات بعين الدفلى
كسـوة العيــد لمــن استطــاع!
عين الدفلى/ و.ي. أعرايبي
شوهد:389 مرة