مستقبل الاقتصاد في الصحراء

حكيم بوغرارة
19 ديسمبر 2017

بسكرة تصدر التمور نحو مرسيليا، وأندونيسيا وروسيا ووادي سوف تصدر الخضروات نحو ايطاليا وفرنسا في انتظار أن تصدر أدرار الحبوب والخضروات نحو الدول الواقعة جنوب الساحل الصحراوي، هذه الخطوات المهمة في الاقتصاد الوطني تؤكد أن الصحراء الجزائرية بإمكانها خلق الثروة وعدم الاعتماد على المحروقات فقط.
وصدرت بسكرة أولى شحنات الخضروات المبكرة والتمر نحو مرسيليا في انتظار وجهات أخرى،مستقبلا بالنظر لجودة المنتوج ومطابقته للمعايير الدولية وبفضل مجهودات غرفة الزيبان للتجارة والصناعة وجمعيات منتجي التمور وغيرها، ومع دعم السلطات عاد الأمل لإعادة بعث الصحراء الجزائرية التي تشكل أكثر من 80٪ من مساحة البلاد، ولا يعمرها سوى 15٪ من السكان وهو تناقض صارخ جعل مجهودات التنمية وخلق توازن جهوي أمرا صعبا للغاية.
وشجعت تجربة الوادي في غرس البطاطا واقتحامها للأسواق أوروبية على غرار ايطاليا وفرنسا الولايات المجاورة على السير في فلكها من خلال الاعتماد على ما هو متوفر من الإمكانيات لخوض معركة التنمية والاعتماد على النفس بدلا من سياسة التواكل التي ضيعت على الجزائر الكثير من الجهد والمال.
وستمنح عمليات مشاهد تصدير الخضر والفواكه نحو دول الخليج وأوروبا حافزا معنويا لمختلف ولايات الوطن من أجل ولوج عالم التصدير والتعريف بمناطقهم لجلب المستثمرين.
وما سيعزز قدرات تصدير الجزائر المحروقات هو افتكاك الجزائر لعلامة خاصة بها بمادة زيت الزيتون حيث سيمكن مستقبلا اقتحام عديد الأسواق العالمية ومنافسة الدول المتوسطية في هذا المجال ويأتي هذا المكسب كذلك بعد حصول دقلة نور الجزائرية على دمغة خاصة بها لتفادي تصديرها من دول أخرى.
وسيسمح مصنع الاسمنت بأدرار من إحداث نقلة نوعية في الصحراء الجزائرية حيث سيمكنه موقعه الاستراتيجي لكونه يتوسط العديد من الولايات الصحراوية الأخرى على غرار تمنراست وتندوف وحتى بشار وورقلة من تزويد كل هذه المناطق يما تحتاج وفي ظرف قياسي وبأسعار مناسبة حيث هوت أسعار الاسمنت من 1000 دج لكيس 50 كلغ إلى 450 دج في انتظار تصدير الفائض إلى دول الساحل.
وستعرف الصحراء الجزائرية الكثير من المشاريع الأخرى على غرار منجم غار جبيلات بتندوف حيث خصصت السلطات أكثر من 14 مليار دولار للشروع في دراسات منذ 2014 وسيفتح هذا المشروع آفاقا كبيرة لأبناء المنطقة.
وتعتبر ولاية تندوف التي تشتكي من قلة الوحدات الإنتاجية والصناعية وتصبو إلى غد أفضل، كما يرى سكان تندوف في هذا المنجم الحديدي وما يحيط به من ثروات لم تكتشف بعد الطريق الأوحد نحو التنمية الحقيقية، لما سيوفره من مناصب عمل للفئات الشبانية المحلية والوطنية، وما يجنيه استغلاله من ثروة تلقي بظلالها على مستقبل الأجيال القادمة.
وتزخر ولاية تندوف بثروات منجمية على قدر كبير من الأهمية تتعلق بمنجم غار جبيلات، الذي يتوفر بدوره على معدن الحديد، ويمثل أهم احتياط في العالم من هذه المادة، إلى جانب منجم السبخة التي تبعد عن مقر بلدية تندوف بـ40 كلم.
وتتوفر هي الأخرى على احتياطي جد هام من مادة الملح كما تتوفر حسب الدراسات التي أجريت من قبل الديوان الوطني للأبحاث الجيولوجية والمنجمية خلال السنوات الماضية على عدة مواد نافعة أخرى غير حديدية كالكلس والطين والجير والحجارة بشتى أنواعها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024