أعلن وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة عمارة بن يونس عن مشروع قانون يتعلق بتسيير المدن يطرح على البرلمان شهر سبتمبر المقبل، بعد فتح المجال لاستشارة واسعة مع المنتخبين المحليين، لتشخيص المشاكل التي تعرقل تسيير المدن، وتقديم مقترحات لإيجاد الحلول الكفيلة التي تحدد وظائف كل واحدة منها.
أكد الوزير بن يونس في اليوم الوطني المخصص للنقاش حول المدينة الذي نظمته أمس وزارته، على أهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين الإدارة والمنتخبين المحليين في إطار القانون، لافتا إلى انه ليس هناك جهة ترأس عملية تسيير المدن، لإخراجها من الطابع الذي يميزها والذي يغلب عليه التداخل في الصلاحيات، مما يصعب تحديد مسؤوليات كل طرف.
واعتبر أن انخراط المنتخبين المحليين في مسعى تغيير وجه المدن، التي ما تزال تعاني من مشاكل كثيرة ومعقدة في أن واحد، مما يتطلب تضافر جهود كل الأطراف الفاعلة، لتدارس ومناقشة الإشكاليات المطروحة وإيجاد الحلول لها، ولا يتسنى ذلك ـ كما قال ـ إلا بفتح مجال الحوار والاستشارة للمنتخبين المحليين من خلال تقريبهم إلى الإدارة، باعتبارهم وسطاء بين المواطنين والسلطات العليا للبلاد، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المدني، ليقوم بدوره من الجانب التحسيسي.
وحتى يقوم المنتخبون بدورهم في هذا المجال، لابد أن تكون الأمور واضحة بالنسبة لهم، ولذلك تم استشارتهم بصفة مباشرة وشفافة لطرح انشغالاتهم المتعلقة بتسيير المدن، والمشاكل التي يواجهونها في هذا المجال، واقتراح الحلول لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، مؤكدا على إعطاءهم مهام وصلاحيات أكثر للمنتخبين المحليين مشيرا إلى مشكل نظافة الأحياء الذي زادت حدته خلال الشهر الفضيل، بسبب عودة تراكم النفايات على الطرقات، مشوهة المنظر، ومهددة البيئة وصحة السكان.
وقد أثار رؤساء بلديات كل من ولاية الجزائر، تيزي وزو، المدية، بومرداس، تيبازة والبليدة، إشكالية تسيير المدن في ظل التوسع العمراني، وتنامي عدد الساكنة وكذا التداخل الكبير بين الوظائف لكل مدينة، ما تطلب إعادة النظر في مشروع القانون المتعلق بهذه الأخيرة.
وقد اعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي لباب الوادي فوزي لقطار في تصريح له على هامش اللقاء أن تسيير المدينة، يتطلب إيجاد الحلول التي تعاني منها، وبالنسبة لبلديته، فان اكبر مشكل تواجهه يتمثل في الانتشار الواسع للسكنات على سطوح العمارات، كما أن النسيج العمراني المميز لهذا الحي المترامي الأطراف قديم ويحتاج إلى ترميم البعض منه، وتهديم الآخر، ويتطلب ذلك إعادة الإسكان، بالإضافة إلى مشكل حيازة أرضية لتجسيد برنامج إنشاء مرافق للترفيه لفائدة سكان الحي، والتي من شأنها أن تعيد الوجه اللائق له.
أما رئيس إحدى بلديات المدية، فقد أثار مشكل نقص حس المواطنة لدى المواطن، الذي أصبح لا تعير ـ كما قال ـ أدنى اهتمام للمحيط الذي يعيش فيه، واقترح تكثيف عملية التحسيس في الوسط المدرسي والتربوي بصفة عامة، بالإضافة إلى الصرامة في تطبيق القوانين .