في إطار إحياء الأيام والأعياد الوطنية والمناسبات التاريخية، المرتبطة بالمقاومات الشعبية، الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، نظم المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية إحياء للذكرى 54 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، أطرها الأستاذ والمجاهد محمد كشود، إلى جانب الأمين الولائي للمجاهدين مولود مني المجاهد محمود عرباجي، المجاهد نوردين باعتبارهم ممن حضروا مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
أكد المحاضرون أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تعتبر حدثا تاريخيا ومنعرجا بارزا في مسار الثورة التحريرية، بتلاحم الشعب الجزائري الذي خرج في مظاهرات عارمة متحديا مخططات الرئيس الفرنسي آنذاك الجنرال شارل دوغول الرامية إلى تحقيق حلم الدولة الفرنسية في جعل الجزائر فرنسية، حيث قام هذا الأخير في التاسع من شهر ديسمبر 1960 بزيارة ميدانية إلى مدينة عين تيموشنت وألقى فيها خطابا مقتضبا، شرح فيها فكرته التي أثار بها سخط المعمّرين من أنصار فكرة الجزائر فرنسية، فخرجوا للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لكل من يشكك في فرنسية الجزائر. ولم يمنع ذلك من حدوث اصطدام عنيف بينهم وبين الجزائريين الذين خرجوا هم أيضا للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لسياسة دوغول ومناوراته الاستعمارية.
انطلقت جماهير الشعب في مظاهرات عارمة، يوم الجمعة 9 ديسمبر، بعين تيموشنت، لتشمل بعد ذلك باقي المدن الجزائرية الأخرى وعلى رأسها كل من: الشلف سيدي بلعباس، تيبازة، شرشال، قسنطينة، عنابة والجزائر العاصمة التي عمت المظاهرات أغلب أحيائها الشعبية كبلكور والمدنية والقصبة وباب الوادي والحراش.... رفع المتظاهرون فيها الشعارات وحملوا العلم الوطني وهتفوا: تحيا الجزائر، تحيا جبهة التحرير الوطني وهذا لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري.
وقد أسفرت المظاهرات على جملة من النتائج، منها 800 شهيد و1000 جريح و1400 معتقل من الشيوخ والنساء والأطفال. وكعادتها حاولت فرنسا التخفيف من الحصيلة الدموية للمظاهرات، فادعت أن الحصيلة هي 81 قتيلا ومئات الجرحى، حتى لا تؤلب عليها الرأي العام الدولي بفظاعة ما ارتكبته مصالحها من جرائم يندى لها الجبين. كما أبرزت مدى تلاحم الشعب الجزائري وارتباطه الوثيق بثورته وقيادتها السياسية والعسكرية وحصد مزيد من التأييد العام الدولي للقضية الجزائرية.
كما أصدرت لائحة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة، آنذاك، بنيويورك بتاريخ 15 ديسمبر 1960 تعترف فيها بحق الشعب الجزائري في الاستقلال وتقرير مصيره.