أساتذة جامعيون يؤكدون:

30٪ من الجزائريين كانوا يقطنون الأحياء القصديرية سنة 1954

سهام بوعموشة

أكدت أستاذة وحدة قضايا عربية بقسم التاريخ كلثوم ميدان أن ظاهرة ما يعرف بمدن الصفيح أو البيوت القصديرية ظهرت إبان الاحتلال الفرنسي، وأن أقدم أحياء الصفيح ظهرت سنة ١٩٢٥ بالمدن الكبرى وهي الجزائر، عنابة ووهران.
وأضافت كلثوم ميدان في مداخلتها القيمة خلال ندوة نظمت على هامش معرض «ذاكرة وإنجازات » بعنوان التغيير العمراني بالجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي، أن سياسة مصادرة الأراضي، القمع وتهجير الأهالي هي التي دفعت الكثير من الجزائريين إلى اللجوء إلى أماكن تتوفر فيها ظروف العيش والعمل ، أين قاموا ببناء هذه الأحياء في شكل أكواخ.
وأوضحت في هذا الشأن، أن الوافدين من الريف إلى المدينة لم تكن لديهم الإمكانيات لبناء مسكن محترم أو الاستئجار، فكان الأهالي يتدبرون أمورهم ببناء أكواخ بسقف بلاستيكي، مشيرة إلى أن الإدارة الاستعمارية تركت ظاهرة الأحياء القصديرية أو ما يصطلح عليه مدن الصفيح تستفحل، حيث كانت تتواجد على مستوى سبع بلديات بالعاصمة.
وبلغة الأرقام، قالت الأستاذة الجامعية أن عدد الأحياء بلغ سنة ١٩٣٨ ما يقارب ١٨ ألف حي يسكنه خمسة آلاف جزائري، وفي سنة ١٩٤٨ وصل عدد الجزائريين إلى ٣٤٨ ألف شخص، وفي سنة ١٩٤٩بلغ العدد ١٦٥ ألف جزائري منهم ٤٠ ألف يقطنون الأحياء القصديرية. حيث يعتبر حي محي الدين المحاذي لقاعة حرشة أكبر تجمع للأحياء القصديرية.
وحسب المتحدثة فإنه عندما استفحلت هذه الظاهرة أصبحت الإدارة الاستعمارية تؤجر مساحة البناء للجزائريين وأن أول إحصاء للأهالي قامت به سنة ١٩٤١ .
وأضافت أستاذة وحدة قضايا عربية أن فرنسا فكرت بعدها في إنشاء مجمعات سكنية خاصة بالجزائريين بكل من المدنية، ديار الشمس والكهف، لكنها تفتقد لشروط الحياة المحترمة التي تليق بالعائلة الجزائرية.
أما في سنة ١٩٥٤، كان عدد الجزائريين الذين يقطنون البيوت القصديرية ٣٠٪ ، وبلغ عددهم ببلدية بئر مراد رايس  ١٥٠ ألف يسكنهم ٧٠٠ جزائري، و١٥٠٠ جزائري يسكنون البيوت القصديرية بالأبيار، و٣٤٠ بيت قصديري بسان توجان يسكنه ١٩٠٠ جزائري، بالإضافة إلى أحياء ببوزريعة، الحراش، حسين داي والقبة .
وبالموازاة مع ذلك، أكدت الأستاذة ميدان أنه بعد الاستقلال استمرت ظاهرة النزوح الريفي نحو المدن الكبرى لأسباب تاريخية، والبحث عن عيش أفضل. كما أن الحكومة الجزائرية تعذر عليها إعادة بناء السكنات التي دمرها الاستعمار.
من جهته أفاد الأستاذ العربي اشبودن أن الاستعمار الفرنسي للجزائر قضى على المنازل التي كانت تمثل حضارة وهوية الجزائريين، واستخلفها بالمدن الأوروبية، كما أنه لم يعوض الأهالي عن تدمير منازلهم.
وأضاف المحاضر أن الاحتلال قضى أيضا على الحرف التي كانت موجودة ومصدر عيش الكثير من الجزائريين، مما جعل الأهالي يعيشون في بؤس وحرمان وتقلص عدد المسلمين مقارنة بالأوروبيين، وهذا بشهادة مؤرخيهم الفرنسيين.
 مبرزا في هذا السياق أن تطوير مدينة الجزائر توقف أثناء الحرب لكنه ابتداء من سنة ١٩٠٠ لغاية ١٩١٩، عرفت مدينة الجزائر تطورا كبيرا في العمران وكان التفريق دائما بين المسلمين والأوروبيين الذين تمتعوا بالهندسة العمرانية للمدينة على حساب سكانها الأصليين .
وقال أيضا أن الجزائر ورثت مدينتين الأولى القصبة نواة العاصمة والثانية المدينة الاستعمارية التي تتمتع بالعمران الأوروبي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024