التكالب والحملات اليمينية المعادية لم تحقق أيّ نتيجة خلال 9 أشهر

فرنسا خسرت كلّ شيء ضدّ جزائر الأحرار

حمزة/م

بلاطوهـات بولـوري المسـمـومـة.. أبواق الكراهية تواصل نباحها وقافلة الشرفاء تسير

ورقـة “صنصـال“ خاسرة..وقبلة الثــوار لن تركع ولن تنحني أمــام الابتزاز والمساومــة

يواصل اليمين المتطرف الفرنسي، تقديم صورة «مسيئة» لبلاده، من خلال اتخاذ عقدة العار الاستعماري كمبرر لتبني العدوان الدبلوماسي والإعلامي تجاه الجزائر. وبعد قرابة سنة من إشهار «الحقد الأسود» والضغط به على صانع القرار الرسمي لدى باريس، تكون الأخيرة قد منيت بخسارة كبيرة أمام الصمود الجزائري.

قد يكون مهما لفرنسا اليمين المتطرف المعادي لكل ما هو جزائري، التوقف للحظة في إحدى بلاطوهات بولوري، وطرح السؤال المباشر التالي وفق متابعين: ماذا حققت أضخم حملة إعلامية مليئة بالكراهية في التاريخ الفرنسي ضد الجزائر، خلال 9 أشهر؟.
ليس من السهل اكتشاف، أنه لا شيء تحقق لفرنسا، عدى الإهانة وانهيار السمعة الخارجية، بعد احتلال المشهد من قبل صحفيين وبرلمانيين ومحللين وصل بهم الأمر إلى القول بأن احتفال الشعب الجزائري بعيد استقلال «إساءة لفرنسا ويجب أن يتوقف»، وقبلها تم وصف الجزائريين بفاقدي العقل.
بعض الصحف الفرنسية، توصلت إلى هذه النتيجة دون أن تعلنها صراحة، وبدل الاعتراف وجهت سهامها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته، متهمة إياه بالفشل في ليّ ذراع الجزائر.
بينما تساءلت أخرى عن سبب استدراك اسبانيا لعلاقاتها مع الجزائر، بينما تتجه العلاقة بين فرنسا والجزائر رأسا نحو الهاوية ومزيد من القطيعة؟.
هذه الأبواق التي تتغنى بما تقول إنه قيم فرنسا راسخة وعلى رأسها حرية التعبير، وهو المبرر الذي تتخذه للضغط على القضاء الجزائري في ملف المدعو بوعلام صنصال، لن تملك أدنى جرأة لتقديم تشخيص موضوعي للأزمة القائمة بين البلدين.
لن تملك هذه الأصوات المبرمجة على اجترار نفس العبارات وبنفس الأسلوب الحاد، أدنى نزاهة مهنية للقول بأن عهد توظيف الإعلام وتسخيرها لمهاجمة الجزائر وإخضاعها قد تولى دون رجعة.
ولن تتجرأ على تقديم رأي بناء مفاده أن توظيف الماضي الاستعماري بنزعة حقد، لن تجلب سوى الإهانة لفرنسا، لأن عدم تحقيق المطالب بعد رفع سقفها عاليا، يمثل أكبر إهانة لأي بلد يحترم نفسه.
ولاشك أن القناعة التي سوف تترسخ لدى جميع النخب الفرنسية، بما فيها المعادية، أنه لم يكن صائب التدخل بشكل سافر في شأن جزائري خالص، ولم يكن خيارا موفقا أبدا مهاجمة القضاء الجزائري ومحاولة المساس بنزاهته ومصداقيته.
لم يكن منطقيا ولا أخلاقيا لدولة بحجم فرنسا، أن تتبنى بشكل علني ورسمي، ما أطلق عليه «خوض قبضة حديدية» مع الجزائر، والتي تعني في التطبيق العملي لها الابتزاز الدبلوماسي والسياسية لدولة ذات سيادة، وبطرق مافياوية خارج أطر القانون والاتفاقيات الثنائية.
وقد باتت اللغة المافياوية، مع تراكم الفشل في إخضاع الجزائر، حاضرة بشكل علني في بلاطوهات القنوات اليمينية المتطرفة، فهناك من دعا إلى اختطاف دبلوماسيين جزائريين، ومن دعا إلى انتقاء أي شخص جزائري ذو قيمة ووضعه في السجن، ثم مقايضته بالمدعو صنصال.
فقدان العقل والمنطق لدى من يتصدرون المشهد الفرنسي، يرسم صورة سوداء عن فرنسا الحالية، ويبين بوضوح ملامح الطريق التي تسير فيه بسرعة فائقة نحو الانهيار، خاصة في ظل تزايد مؤشرات الإفلاس العام.
كان حريّ بفرنسا، التي يغادر فيلقها الأجنبي القاعدة تلو الآخر في غرب إفريقيا، أن تعيد رسم استراتيجية جديدة تستطيع بموجبها مراجعة انتشار نفوذها الخارجي، مبنية أساسا على الاحترام وتقدير رغبات الدول والشعوب التواقة إلى تعزيز سيادتها الوطنية والاقتصادية.
أظهرت باريس أنها غير قادرة أبدا عن التخلي عن «الريع الاستعماري» الذي صنع مجدها في القرن الماضي، وما اتهامها للجزائر «بريع الذاكرة» إلا فكرة إنشائية بغرض استمرار الهيمنة المعنوية، يعد المدعو صنصال أحد أهم الفاعلين في ابتكارها.
أخطأت الأوساط الفرنسية، كثيرا بتهجمها على الجزائر، حتى وإن كانت تعتبر صنصال «بيضة ذهبية» لإعادة كتابة التاريخ، وهو ما يلجأ إليه دائما الطرف المنهزم حفاظا على معنويات أمته، لأن مزور التاريخ لن ينجح أبدا في تقديم الصورة الحقيقية عن الجزائر، بدليل أن صنصال وصديقه السفير السابق كزافي دريانكور، نقلا تقديرات تكتيكية خاطئة كليا لصانع القرار الفرنسي، عندما قالوا إن هذا البلد سيرضخ أمام التأشيرات وأمام فزاعة الممتلكات، وقبل ذلك أمام حملات إعلامية مركزة.
وانتهى الأمر بالسفير دريانكور، مطالبا حكومة بلاده باللجوء إلى بلد ثالث يقود وساطة مع الجزائر، بعدما شاهد انهيار ورقة الطريقة التي قدمها لحليفه وزير الداخلية برينو روتايو، وبعد أن وجد نفسه «ناطقا رسميا باسم اليمين المتطرف» في نظر الصحافة الفرنسية، وهو الذي كان يعتقد أنه شخصية وطنية فرنسية مهمة، يقوم بتقديم استشارات حاسمة لإخضاع الجزائر.
وحتى وإن استعادت العلاقات الجزائر الفرنسية طريق الحوار، فإن الأضرار التي تركتها العمليات العدائية اليمينية، جسيمة، وستمتد زمنيا، خاصة وأن الجزائريين لا يتسامحون مع كل من يتجرأ على المساس بحرمة بلادهم ولو رمزيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025