شكل معرض قطاع الاتصال الذي تجري فعالياته بقصر المعارض ـ الصنوبر البحري ـ فضاءً مفتوحا للمواطنين من أجل التقرب من الصحفيين واكتشاف عملهم في الميدان من خلال الحصص الإذاعية والتلفزيونية التي تبث على المباشر، بالاضافة إلى اطلاعهم على أرشيف الجرائد القديمة المشاركة في المعرض وإبراز أهم الأشواط التي قطعتها منذ تاريخ تأسيسها على غرار جريدة «الشعب» التي تعرض العناوين الأولى التي تزامنت مع فترة استرجاع السيادة الوطنية.
ولقيت الصور القديمة والأرشيف والندوات التي يعرضها جناح جريدة «الشعب» بالمعرض ابتداء من ٢٤ جوان صدى واسعا لدى الزوار لاسيما القراء الأوفياء لها والذين جلبهم الحنين للاطلاع على المقالات التي نشرت في الستينيات والسبعينيات، بالإضافة إلى عنصر الشباب الذي كان حضوره قويا في المعرض والذي لم يتوان قط في تقديم استفساراته عن أهم المراحل والأشواط التي قطعتها «أم الصحافة» الجزائرية، جريدة «الشعب»، خلال ٥٠ سنة من تأسيسها.
وبالنسبة للإذاعة الجزائرية، أجمع ممثلوها أن مشاركتهم تندرج في إطار إبراز أهم المراحل التي مرت بها ابتداء من ميلادها الذي كان في عمق الثورة التحريرية وبالضبط في ١٦ ديسمبر ١٩٥٦، حين شرعت الإذاعة السرية «صوت الجزائر المكافحة» في بث برامجها بواسطة جهاز «لاسلكي» تم تركيبه فوق شاحنة متنقلة وعبر المناطق الحدودية بين الجزائر والمغرب، إلى غاية إعادة هيكلتها سنة ١٩٨٦ والتي تمخضت عنها أربع مؤسسات مستقلة والمتمثلة في المؤسسة الوطنية للإذاعة الوطنية والمؤسسة الوطنية للتلفزيون والأخرى الخاصة بالبث الإذاعي والتلفزي والمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي ـ البصري.
من جهته، أكد المدير العام لإذاعة «جيل أف أم» مراد وضاحي، في تصريح خصّ به «الشعب»، أن مشاركة إذاعته في هذا المعرض تعتبر الأولى من نوعها كونها تأسست منذ زمن قصير لا يقل عن ١٨ شهرا، إلا أنها لقيت صدى واسعا لدى الشباب الجزائري الذي يعاني من الفراغ، ما جعله يبحث عن حصص تهمه وتعبّر عن إنشغالاته، مشيرا إلى أن إذاعة «جيل أف أم»، موجهة بدرجة الأولى إلى الشباب، وتسعى إلى تلبية رغباته من خلال الموسيقى والحصص الترفيهية التي تبثها.
وأضاف مدير إذاعة «جيل أف أم» أن المعرض الذي تشارك فيه الإذاعة الوطنية ومختلف وسائل الإعلام يعدّ فرصة للتواصل مباشرة مع المستمعين، بالإضافة إلى احتكاكهم بالمذيعين والتقنيين ورؤية كيفية عملهم في الميدان، من خلال الحصص التي تبث مباشرة من قصر المعارض، كما أن المعرض ـ حسبه ـ فضاء جيد للتقرب من المواطنين.
وكشف ذات المسؤول، عن تنظيم ندوات تبث من المعرض إلى غاية اختتامه من بينها الندوة التي شاركت فيها جريدة «الشعب» حول آفة المخدرات والتي جمعت رجال الدين وجمعيات ومختصين نفسانيين، والذين ركزوا بدورهم على أهمية الوقاية من مخاطر استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها، مشددين على أهمية التنسيق بين مختلف أجزاء المجتمع من أجل القضاء على هذه الظاهرة وحماية شبابنا من مخاطرها.
وتهدف هذه التظاهرة التي جمعت مختلف وسائل الإعلام السمعية ـ البصرية والصحافة المكتوبة، حسب محدثنا، إلى تقييم المسار الإعلامي منذ الاستقلال وإبراز التطور الذي عرفه قطاع الاتصال بعد التخلي عن الوسائل القديمة والتوجه نحو التطور التكنولوجي والنظام الرقمي الذي ساهم في رفع النوعية وبناء هذا القطاع.