شدد المتدخلون في الندوة الوطنية المنظمة حول التسممات الغذائية وإجراءات الوقاية منها على أهمية تحسيس كل الفاعلين الاقتصاديين، في الحد من الظاهرة التي تزداد مع فصل الصيف من كل سنة وبالتحديد أجهزة رقابة التجار والمستهلك، لأن الوقاية من التسممات الغذائية مسؤولية الجميع.
وتحدث الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين عن أسباب التسجيل المتزايد لحالات التسممات رغم الحملات التحسيسية، معتبرا أن الأسواق الفوضوية بمثابة ممر للمواد الغذائية الفاسدة بنسبة ٨٠٪، زادها تعقيدا ضعف أغلبية مصالح الرقابة للجماعات المحلية المتمثلة في مديريات الصحة والوقاية، وهو ما أكد عليه رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي أمحمد زنانسي نصر الدين.
يضاف إلى ذلك بيع بعض المواد في الأماكن غير المخصصة لها، حيث يتم عرض أكثر من ٥ ملايين خبزة على قارعة الطرقات وتحت الشمس، وبيع حوالي ٢٠٠ طن من اللحوم بمختلف أنواعها في الشارع معرضة للغبار في الأسواق الفوضوية أو المذابح غير القانونية للمستهلك يوميا بعيدا عن الرقابة البيطرية، ناهيك عن الخلل في سلسلة الحفظ والتبريد والتخزين وعدم احترامها، حيث تكون المواد المجمدة لمدة طويلة أكثر عرضة للفساد، ضف إلى ذلك عامل الانقطاعات الكهربائية رغم التطمينات الممنوحة من سونلغاز حيث يبقى المستهلك تحت رحمة الضمير الأخلاقي للتاجر.
كما أكد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي في الندوة المنظمة بالمركز الثقافي لبلوزداد أن التسممات الغذائية ليست السبب الوحيد في إصابة أو مرض أو قتل المواطن الجزائري لكنها تعد من أهم الأسباب المؤدية لذلك كون أن العنصر البشري يعد أحد أهم أطرافه وهو ما يفسر التكثيف من الحملات التحسيسية.
وأبرز المتحدث مخاطر التسممات على صحة المستهلك والتي عادة ما تأخذ شكل الحالات المرضية أو تؤدي إلى الوفاة ، مشيرا إلى أنه في السنة الفارطة تم تسجيل حوالي ٥ آلاف حالة تسمم من بينها حالة وفاة، ويتخوف أن يزداد هذا الرقم في ظل اتهامات بتواطؤ بعض المنتجين مع التجار الموازيين ببيع بعض المنتجات السريعة التلف كالزبدة والبيض وغيرها..
من جهته تحدث الأخصائي في علم التجميد الدكتور أحمد تشيكو بدقة عن كيفية حفظ المواد الغذائية المجمدة ، مشيرا إلى أهمية التفريق بين التبريد والتجميد حيث أن الاولى هي الطريقة الأنسب للحفظ كونها تحافظ على القيمة الغذائية للمواد المحفوظة في حين أن التجميد يفقدها الكثير.
وحسب تشيكو يتعين على المستهلك اقتناء جهاز مقياس الحرارة لمعرفة مدى فعالية أجهزة التبريد أو اقتناء الأجهزة التي تحتوي عليه لأنها الأحسن خاصة في فصل الصيف لتزامنه مع شهر رمضان أين يكثر شراء اللحوم بأنواعها، بالإضافة إلى التأكد من درجات الحرارة التي يجب أن تكون ما بين ـ ١٨ـ إلى ـ ٢٥ـ مع الانتباه لكيفية استعمال المواد المحفوظة إما عن طريق وضعها في الثلاجة أو الفرن لمدة ثلاث دقائق، داعيا إلى تجنب درجات الخطر في فصل الصيف أي بين ١٠ إلى ٦٠.
من جانبه نفى معمر هنتوري رئيس اتحادية الخبازين تسبب الخبز في التسممات الغذائية ماعدا الذي يباع خارج المخابز على قارعة الطريق، وفي المقابل أكد أن أكثر التسممات تسجل في كريمة الحلوى لأن البيض يعد أهم محتوياتها، لهذا يتعين على المخابز أن يصنعوا القليل منها فقط وعدم حفظها لأكثر من ٢٤ ساعة.