خرجت، عشية أمس، جموع غفيرة من المواطنين، بالجزائر العاصمة إلى الشوارع، تعبيرا عن فرحتهم بتحسن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عقب أولى الصور المطمئنة على شاشة التلفزيون الجزائري أظهرته وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الوزير الأول عبد المالك سلال والفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بمقر علاجه بفرنسا أين خصهم باستقبال أول أمس الثلاثاء.
انطلق موكب جماهيري، محتفلا بأولى البشائر القادمة من فرنسا عن تحسن الوضع الصحي للرئيس، واضعة حدا للفتنة المغرضة والإشاعات الكاذبة والتي أراد أصحابها خلق جو عكر لا يخدم البلاد والعباد. وفي جو بهيج صدحت فيه المنبهات وزغاريد النساء وهتافات الشباب، خرجت عشرات السيارات من حي بوقرة بالأبيار، مزينة بالأعلام الوطنية وصور الرئيس التي كتب عليها «بوتفليقة بخير والجزائر بألف خير»، وهو الشعار الذي اختارته التنسيقية الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية، في انتظار حفل العودة إلى الوطن ومواصلة مسيرة البناء والتشييد. وتوجه الموكب نحو رئاسة الجمهوية بالمرادية بعد مروره بشارع البشير الابراهيمي وحيدرة، تحت انظار عديد المواطنين الذين إصطفوا على الارصفة وفوق شرفات المنازل والعمارات لمقاسمة الشباب الحاملين للأعلام والمرددين للأناشيد والاغاني الوطنية.
وأكد المشاركون للموكب في تصريحات لـ«الشعب» التي رافقتهم، أنهم خرجوا للاحتفال فرحا بتحسن الرئيس وإظهار مدى وعي الشعب الجزائري، وحرصه على مصالحه العليا وعدم انسياقه وراء الإشاعات وأن ثقته في رئيسه كبيرة جدا، وتمنوا له الشفاء العاجل والعودة السريعة.
وقال محمد لـ«الشعب» أنه أحضر سيارته للمشاركة في الموكب، للتعبير عن سعادته بظهور الرئيس وانتهاء فترة الترقب والشك، مضيفا أنها فرصة مناسبة للرد على من يريد سوءا بالبلاد من الداخل والخارج.
ومر الموكب أمام البريد المركزي وصولا إلى ساحة الشهداء، ليعود إلى نقطة الانطلاق عبر شارع العربي بن مهيدي وحي طقارة بباب الواد.
نواب بالبرلمان :
ظهور الرئيس صفعة لدعاة التهويل
من جهتم أبدى عدد من ممثلي الشعب بالغرفة السفلى بالبرلمان عن سعادتهم بتماثل رئيس الجمهورية للشفاء واعتبروا أن غيابه بين مدى تعلق الشعب الجزائري به، وقالت النائب سعيدة بوناب في حديثها معنا «نتمنى عودة سريعة للرئيس إلى أرض الوطن والشعب في حاجة إليه من اجل مواصلة الإصلاحات التي باشرها وتمكنت المرأة بفضلها من القيام بدور أكبر في الحياة السياسية».
واعتبرت النائب سعدي صوريا بدورها أن المرض أمر شخصي يخص الرئيس، ويجب التعامل معه باحترام، وقالت أن أمور الدولة تسير كما ينبغي ولم تتعطل المصالح العامة في غيابه باعتراف دعاة التشويش أنفسهم.
وأجمع باقي المشاركين من اطارات التنسيقية على أن تعامل بعض وسائل الإعلام والأحزاب السياسية لم يكن احترافيا وزاد في تعقيد الوضع وتعتيم الرؤية لدى الجزائريين لكن ظهوره اليوم بدد التهويل وكمم الأفواه النشاز والصورة أبلغ تعبير من الكلام .