دعوة إلى إجراء دراسات حقيقية لظاهرة الانتحار بالجزائر

نظم أمس، بقاعة المجلس الشعبي الولائي عيسات ادير بتيزي وزو، الملتقى الأول حول ظاهرة الانتحار من طرف جمعية «طموح علمي» تحت إشراف المجلس الشعبي الولائي وذلك تحت شعار «الانتحار ليس حلا»، حيث أجمع المحاضرون على ضرورة أخذ الظاهرة محل الجد خاصة وأنها استفحلت مؤخرا في المجتمع الجزائري، مشيرين الى أنها
لاتزال تشكل أحد الطابوهات، بدليل عدم وجود أي احصائيات ودراسات معمقة في هذا الموضوع .

وأكد المشاركون غياب إحصائيات ثابتة بالجزائر، فهي تختلف من هيئة لأخرى ومتناقضة في بعض الأحيان، ولكن هناك معدل افتراضي يشير إلى تسجيل ٣ حالات في ١٠٠ الف فرد في المجتمع الجزائري.
ويعد الانتحار الظاهرة الثانية التي تودي بحياة المواطنين يوميا بعد حوادث المرور، ما يستوجب الالتفات لهذه الظاهرة حيث ارتفعت نسبة الانتحار بالجزائر بين سنة ٢٠١١ إلى ٢٠١٢ إلى أزيد من ٦ ٪ ويعد الشباب الذين يبلغ أعمارهم بين ١٨ إلى ٣٥ سنة أكثر عرضة له.
أما الباحث في علوم السوسيولوجيا دحماني أكد بدوره أن الجزائر وصلت إلى مرحلة تطورت فيها ظاهرة الانتحار
وسجلت انتشارا فضيعا، مضيفا بلادنا مرت بمرحلتين المرحلة التقليدية ومرحلة ما بعد الاستقلال أو الانفتاح الاقتصادي وهي مرحلة لم تساعد الأسر الجزائرية بدليل أن أرباب العائلات وجدوا أنفسهم غير قادرين على القيام بوظائفهم المخولة لهم وتوفير متطلبات أسرهم.
وقال ذات المتحدث، أن الرسوب المدرسي هو من بين أسباب الانتحار لدى التلاميذ، مصرحا أن ظاهرة الانتحار تنخر المجتمع الجزائري، لافتا إلى عدم اقتصاره على فئة الشباب في الآونة الأخيرة.
وفي السياق ذاته وأثناء عرض بعض الإحصائيات أكد المتدخلون أن الجزائر سجلت معدل ٣ محاولات انتحار يوميا في سنة ٢٠١٢ فيما فرنسا سجلت ٣٢ حالة يوميا في سنة ٢٠٠٦ أما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فهي تسجل ٨٠ حالة انتحار يوميا، أي بمعدل ٤٠ ٪ من الأشخاص يحاولون الانتحار يوميا عبر العالم .