«الانترنيت اللوجيستي» تجربة تضع الجزائر في قلب الثورة التكنولوجية

عرض ملتقى «الانترنيت اللوجستي» الذي ترعاه وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة آخر التكنولوجيات في هذا العالم الرقمي العجيب قاهر المسافات محولا العالم الفسيح المترامي الأطراف إلى قرية شفافة متكاملة متناسقة رغم الاضطرابات الجيوإستراتيجية التي تؤججها المصالح وصراعات النفوذ والقوة. ويرى منظمو الملتقى أن الجزائر التي تعرف تأخرا ملحوظا في هذا الحقل أمامها فرصة ذهبية لاعتماد تكنولوجيا الاتصال هذه والاستفادة من التجربة الكندية الرائدة التي يحسس بها بونوا منتراي الباحث بجامعة علوم الإدارة بكيبيك، وهي تجربة يمكن تحويلها إلى الجزائر حسب مصطفى لوناس بالمركز ما بين الجامعات والبحث في شبكات المؤسسة بالجامعة الكندية المذكورة آنفا. وقال في تصريح لـ «الشعب» أنه يتابع باهتمام بالغ التطورات الحديثة في تكنولوجيات الاتصال بكندا التي تقدمت كثيرا في هذا المجال ويرى إمكانية تحويل هذه المعارف إلى الجزائر التي تتوفر على مؤهلات الإقلاع وتبوء مكانة في عالم الانترنيت أسوة بدول خرجت بتحد من مصاف البلدان المتخلفة وتحتل صدارة الوحدات السياسية الناشئة في مقدمتها الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا، اندونيسيا، فيتنام والقائمة طويلة. وحسب الدكتور محمد دامو رئيس الجمعية الجزائرية لتحويل التكنولوجيا لـ «الشعب» فإن الجزائر لا يمكنها أن تبقى على هامش السيرورة وتغلق الباب أمام آخر ما وصله قطاع الانترنيت في جانب شبكة الإمداد. على هذا الأساس نظمت الجمعية التي أنشئت سنة ٢٠٠٣ الملتقى الذي تجري أشغاله على مدار الثلاثة أيام في شكل ورشات ولقاءات مع إطارات المدارس العليا المهتمة بإدخال التقنية الجديدة للانترنيت في برامج التكوين والتعليم. وتتمثل في المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات «اونيتا سابقا»، المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بواد اسمار، وكلية الإلكترونيك والإعلام الآلي بجامعة باب الزوار والمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي. كما تجرى لقاءات حوار ونقاش مع إطارات مدارس عليا أخرى في مجالات الفلاحة والتقنيات المتعددة وممثلي وزارات الصناعة. وتعطي منهجية العمل للملتقى قيمة مضافة وتكسبه الجدية غير المعهودة وتبعد عنه صفة الروتين المألوف في بعض الأنشطة التي كثيرا ما اشتكى الحضور من عدم جدواها لاعتمادها المفرط على المداخلات النظرية دون إرفاقها بمعطيات تطبيقية تقدم من خلالها اقتراحات حلول لمشاكل مهما كانت معقدة ومركبة. في هذا الاتجاه ذهب الأمين العام لوزارة الصناعة والمؤسسات عبد الرزاق هني قائلا أن الجزائر التي تعرف التأخرا الكبيرا ترى في الانترنيت اللوجيستي منهاجا مكملا لتجربتها في تعميم الإعلام الآلي توظفها في سياسات تهيئة الإقليم وتجديد الريف والتنمية المستديمة التي تتحقق بالتوازن الجهوي كل الرهان .