الحفاظ على الذاكرة الوطنية بإحياء رمزيتها و مبادئها

المرجعية الوطنية لتحصين الأجيال من الأفكار الدخيلة

سعاد بوعبوش

دعا العقيد المتقاعد والمجاهد في صفوف جبهة التحرير الوطني معمري عمار، أمس، للحفاظ على رمزية الأخلاق والمبادئ التي تحلى بها مفجرو الثورة التحريرية الذين تركوا بصماتهم في مختلف مراحلها وأحداثها، بما في ذلك هجوم الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام و لأجلها حاربوا و كافحوا المستعمر الفرنسي.
أوضح المجاهد معمري ضيف جريدة «الشعب» أن الحفاظ على الذاكرة لا يكون فقط من خلال تذكر شهدائنا الذي هو شرف للأجيال الصاعدة و ليس فقط لصناع الثورة، مشيرا إلى المقولة المشهورة للشهيد ديدوش مراد الذي قال قبل استشهاده «إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا».
وقال المتحدث في هذا الإطار، أن ما قصده الشهيد في مقولته الشهيرة هو تذكر الثورة وعدم تضييعها والاستمرار في العمل لإنجاح مبادئها الواردة في بيان الأول من نوفمبر الذي تصلح وثيقته لكل زمان ومكان كونه كان بمثابة مشروع دولة بكل مؤسساتها ومسائلها وحمل رؤية استشرافية، بالرغم من أن من حرره وأنجزه ليس لديهم مستوى عال ولا يحوزون حتى البكالوريا آنذاك لكن حنكتهم ووعيهم أفرز خلاصة تفكير وطني لملم كل أطياف الشعب الجزائري.
وحسب المجاهد معمري فالحفاظ على الذاكرة ليس بالأمور المادية كبناء معالم تاريخية  ولا بتسمية طرقات أو مؤسسات تحمل أسماء الشهداء وإنما من خلال إحياء رمزيتهم ومبادئهم وتجسيدها وتلقينها للأجيال الصاعدة، وهو الدور الذي قال عنه: «للأسف بدأنا نتناساه» ويجب على الدولة أن تؤسس له من خلال عمل فعلي وجدي في الميدان.
وفي هذا السياق قال العقيد المتقاعد والمجاهد في صفوف جبهة التحرير الوطني أن تعمل على التفريق بين مكونات الدولة التي تتمثل - حسبه - في مؤسساتها أو ما اصطلح عليه بـ «المناصب السيادية «، كالدفاع، الداخلية، الخارجية، المالية، والعدالة، ومقومات الأمة التي ترتكز على التربية والتعليم بمختلف أنواعه والتاريخ.
وأشار المتحدث بهذا الخصوص أنه يتعين الاهتمام بالتربية والتعليم وتلقين التاريخ للأجيال الصاعدة حتى يكونوا أحد إطارات مكونات الدولة والحفاظ على مقومات الأمة لتفادي الأفكار الدخيلة والرياح العاتية التي عصفت بالثورة والمجتمع الجزائري خلال مراحل سابقة وتحول دون تكرار سيناريو الماضي، والمآسي التي مرت بها بلادنا.
ولم يغفل المجاهد استنطاق أهمية واستنباط كل معاني الحدثين وليس فقط هجوم الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام وباقي الأحداث الوطنية التي أثرت في مسار الثورة التحريرية ومستقبل الدولة ككل، والتي هي الأخرى مستنبطة من مرجعية وطنية ودينية جزائرية بحتة ومن ذلك المالكية التي يجب التشبث بها كونها تعد السبيل الوحيد لإيقاف التطرف، والسد المنيع في مواجهة النحل الدخيلة التي لا تهدف سوى إلى زرع الفتن بين مجتمعاتنا بطريقة صهيونية بداية بنشر الإشاعة مرورا بالتشكيك إلى الوصول إلى التطرف القاتل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024