زغيدي:

هجوم الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام عبقرية جزائرية

سهام بوعموشة

استراتيجية عسكرية ذو نظرة استشرافية كان مهندسها زيغود يوسف وعبان رمضان

استعرض استاذ التاريخ محمد لحسن زغيدي، خصال الشهيدين يوسف زيغوت وعبان رمضان وعبقريتهما في التخطيط للثورة واستشراف المستقبل، مؤكدا أن هاتين الشخصيتين التاريخيتين النموذجيتين قل نظيرهما في العالم، في مجال الاستراتيجية العسكرية رغم البساطة في التكوين العسكري مثل زيغوت، مهندس سياسي ذو نظرة استشرافية لا محدودة رغم تكوينه البسيط مثل عبان رمضان.
قال زغيدي أن الذكرى المزدوجة لـ 20 أوت 1955 و1956 هي عبقرية جزائرية فريدة من نوعها، التقت فيها عبقرية البسيط باستراتيجية السياسي المحنك خريج المدارس الفرنسية العليا المدرب والعارف بخبايا السياسة وهو «جاك سوستيل» أمام زيغوت يوسف الرجل البسيط الذي تكون في الحدادة بعدما طرد من المدرسة، وسخر مهنته لاكتساب شعبية قل نظيرها، كما أنه كان يتمتع بأخلاق ونضج سياسي مبكر كونه من مواليد سنة 1922 ونفس الأمر بالنسبة لعبان رمضان.
وأضاف المؤرخ، لدى تنشيطه ندوة تاريخية نظمتها جمعية «مشعل الشهيد» بالتنسيق مع يومية المجاهد أمس حول هجوم الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 1956، تخليدا للشهيدين زيغوت وعبان أن هذه السنة شهدت ميلاد جيل نوفمبر المعجزة الذين سخروا ممارساتهم منذ الصبا، لتكون قاعدة أساسية لمستقبل الجزائر وتحدوا الإدارة الاستعمارية، حيث أنه في سنة 1937 يصبح الشهيد زيغوت يوسف عضوا في حزب الشعب الجزائري ثم مسؤولا في المنظمة الخاصة للتحضير للثورة التي أمن بها وتغذى بثمارها إبان الحركة الوطنية.
وأبرز ضيف «منتدى المجاهد»، عظمة هاتين الشخصيتين التاريخيتين في توحيد الشعب الجزائري تحت راية الوطنية والاستقلال، حيث كان عبان رمضان يتمتع بنظرة مستقبلية واستخدم الأدوات البسيطة التي لا تجلب انتباه المستعمر مثل آلة الطباعة لنسخ وثيقة بيان أول نوفمبر 1954، أما زيغوت فتسلم قيادة المنطقة الثانية بعد استشهاد مراد ديدوش، وعرف اختيار الزمن لتنفيذ هجوم الشمال القسنطيني وكانت رمزية ذلك هو إلحاق الثورة بأختيها في تونس والمغرب، مشيرا إلى أن تطبيق مبدأ جماعية القيادة وإجماعية القرار هي التي أوصلتنا إلى 19 مارس 1962 ومن ثم الاستقلال.
وأوضح المحاضر في هذا الإطار، أن هجوم الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 عجل في إدراج  القضية الجزائرية دورة سبتمبر للأمم المتحدة، كما أدى إلى تنبيه كل الجزائريين بتحمل مسؤوليتهم، حيث اجتمعت كل الأطياف السياسية من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الاتحاد العام للعمال الجزائريين وغيرهم، مضيفا أن مؤتمر الصومام كان نوعيا في مكانه لأنه كان تحدي لروبر لاكوست الذي قال أن هذه المنطقة تمت تهدئتها ولا يوجد الثوار، ورمزيا حين اجتمع فيه قادة كل الولايات وغابت منطقة الأوراس لاستشهاد مصطفى بن بولعيد.
علاوة على أن مؤتمر الصومام خرج بتنظيم سياسي وهيكلي وتقسيم الولايات، والحدود الدولية للجمهورية الجزائرية الحالية مع تونس والمغرب، ليبيا، المالي والنيجر.
من جهته، وصف المجاهد وعضو الحكومة المؤقتة لمين خان الشهيد يوسف زيغوت بالرجل الخارق للعادة والعبقري في المجال العسكري والسياسي، نافيا ما روجته بعض الأطراف بأن المرحوم علي كافي هو من تسبب في استشهاد زيغوت يوسف.
وقال المجاهد صالح بوجمعة في شهادته، أن 20 أوت 1955 هي من قرارات زيغوت الرجل العظيم الذي كان في صراع مع الزمن بعد سنة من الثورة، وقام بانجازات في الشمال القسنطيني في شهري ماي وجويلية، والتي أوصلت إلى هجوم الشمال القسنطيني، حتى يحقق القطيعة بين الفرنسي والجزائري نهائيا وهو ما حصل، مضيفا أن 20 أوت 1955 أحدث نقلة سياسية وعسكرية، مكنت من بناء نظام الثورة على معطيات جديدة.
وتجدر للإشارة الى تكريم كل من المجاهد بلقاسم فنطازي أول أمين عام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وشامة ابنة الشهيد زيغوت يوسف، وحفيدة الشهيد عبان رمضان بوسام الذاكرة منحته وزارة المجاهدين.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024