الدكتور محمد طيبي، الطاهر قارون والشيخ جلول:

مخطط خارجي يستهدف استقرار الجزائر

سعاد بوعبوش

 المجتـــــمع المدني حلقـــــة أســــــاسيـــــة في المنظومــــــة الأمنيــــــة
 مواجهة الفكر التكفيري المولد للتطرف بروح المواطنة والوسطية
اتفق المتدخلون في ندوة نقاش بمنتدى «الشعب»، على الدور البارز الذي يضطلع به المجتمع المدني في الدول المتمدنة، لا سيما في تسيير الأزمات، خاصة في السنوات الأخيرة والتي تؤثر بشكل كبير في القرارات والأنظمة السياسية، حيث تكيف النموذج الغربي معها بسلوك مجتمعي، في حين طغى النموذج العربي على شخصنة الدولة وهو ما تسبّب في انهيار الكثير من الدول العربية، مشيرين إلى أن الإرهاب ليس بظاهرة وإنما هو مؤسسة مهيكلة بمخابر مخابراتية خاصة، هدفها اختراق المجتمعات العربية وتقسيم المقسم خدمة لأجندات غربية.
أكد قارون طاهر رئيس المنظمة الوطنية للتضامن الجمعوي، أمس، على ضرورة تضافر جهود كل المؤسسات والجهات في تجسيد والحفاظ على السلم الوطني، من مجتمع مدني وأحزاب سياسية والأجهزة الأمنية وحتى السلطة السياسية وهي المسؤولية التي لا تقف عند فرد معين أو جهاز أمني بحت بل الكل مسؤول.
في هذا الإطار، أكد قارون في تدخله خلال ندوة نقاش بمنتدى «الشعب» حول «المجتمع المدني والسلم الوطني»، أن الأوضاع الحالية، لاسيما الأمنية منها، تفرض على الجميع أن يساهم من جهته في الحفاظ على السلم والاستقرار الذي تتمتع به الجزائر في ظل التحديات المحيطة بها، بحكم أنها تقع في منطقة حساسة.
وبحسب رئيس المنظمة الوطنية للتضامن الجمعوي، يتعين لتحقيق هذه الغاية، التجند الشامل للمجتمع الجزائري دون استثناء، والوعي بأن دولتنا مستهدفة من الخارج في استقرارها في إطار الحركية العالمية لمكافحة جبهات الإرهاب ومختلف أشكال الجريمة التي يجب - بحسبه - أن تكون وفقا لرؤية وطنية تخدم مصالحنا لا الأجندات الغربية.
في المقابل، حثّ قارون على ترسيخ ممارسة المواطنة بأبعادها المدنية والحضارية والتي تقود إلى احترام قوانين الجمهورية وحقوق الآخر في إطار متمدّن ما من شأنه أن يمنح حصانة للمجتمع والدولة وسلمها، مشيرا إلى ضرورة وعي المجتمع المدني وتجنده لمواجهة ما يروج من إشاعات وأفكار مغرضة من شأنها ضرب الصورة والرأي العام الوطني للجزائر.
وبحسب المتحدث، يندرج تحت هذا الإطار، ترسيخ الثقافة الأمنية لدى مختلف حساسيات المجتمع الجزائري بطرق متطورة، لتكوين رأي عام وطني واعٍ بالأخطار المحدقة به وبدولته ويعزز روح التضامن والتكافل في محاربة مختلف أشكال الجريمة بشكل طوعي، وهو أمر موجود بحكم أن المجتمع تقاسم طوال 25 سنة وعاش نفس المعاناة والآلام ونفس التهديد، يكمن في تعزيز هذه الثقافة وزرعها، لا سيما وسط الجيل الجديد.
وأشار قارون، إلى أن هذا التكاتف ليس بجديد عن الجزائريين وبلادنا تحتفي بأحداث وطنية تركت بصمتها في مسارها الثوري والوطني وجعل منها دولة قائمة بأركانها وموحدة. ويقصد بذلك هجوم الشمال القسنطيني، الذي مهّد لصدور بيان أول نوفمبر، مؤتمر الصومام الذي رسم الخطوط العريضة للثورة المسلحة التي كانت مصدرا مرجعيا للمجتمع الجزائري، نظرا لخصوصيتها والمسجلة في قلب كل جزائري وجندت خيرة شبابها لغاية سامية والمتمثلة في استعادة حريتها التي توجت بالاستقلال.
وقال بهذا الخصوص، إن مهمّة الحفاظ على الاستقلال والاستقرار والحرية، يحمل مشعلها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، الذي يدفع في سبيل ذلك النفس والنفيس، ويجب شد أزره وتعزيزه بحكم التحديات الأمنية الحالية التي من شأنها أن تعصف بالسلم الوطني في بلادنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024