المجتمع المدني مدعو أن يكون حاضرا

ترقيـــة ثقافـــة السلـــم.. وقيـــم التسامح

جمال أوكيلي

المجتمع المدني الجزائري مدعو أن يكون حاضرا في إثراء ثقافة السلم وترقية قيم التضامن ونشر مبادىء التسامح بين أبنائه لتكون الجدار الذي يتصدى لكل المؤامرات اليائسة التي تنسج خيوطها في مخابر خارجية ليل نهار لضرب إستقرار بلادنا بعد أن فشلت فشلا ذريعا في «المتاجرة» بالمشروع البائس واليأس وهو ما يعرف بـ «الخراب العربي».
وصفات التضامن والتسامح والقبول بالآخر هي التي تضع السلم الذي يندرج ضمن مفهوم الأمن ولا يتأتى هذا إلا بفضل التحسيس والتوعية والقناعة لما يسعى إليه المرء للذهاب إلى آفاق واعدة الا وهي التنمية التي ترسم هذا السلم وترسخه ضمن سياسات واقعية.
والتجربة الحية التي يجدر أخذها كعينة هي المصالحة الوطنية التي جاءت بالسلم بعد أن أستفي فيها الجزائريون وفصلوا فيها بقول كلمتهم النهائية الموافقة على هذا المسعى تعززت بميثاق تاريخي خلص هذا الوطن من كابوس عشرية كاملة من الأعمال المضرة به.
ولا ننسى هنا أبدا فضل الرجال من بينهم الرئيس عبد العزيز  بوتفليقة الذي آمن إيمانا قاطعا بهذا المشروع الحضاري وهذا بفضل قناعته العميقة وإلتزامه القوي باطفاء نار الفتنة عند توليه مقاليد الحكم في ١٩٩٩، ففي فترة وجيزة جدا انتقلنا من الوئام إلى المصالحة والشغل الشاغل آنذاك هو إعادة الهدوء إلى كامل ربوع الجزائر.. ثم التشمير على السواعد لاستدراك التأخر في مجال البناء والتشييد لفترة تجاوزت الـ20 سنة.
وحرص الرئيس بوتفليقة شخصيا على شرح أبعاد هذا الميثاق عبر كامل التراب الوطني وفي كل مرة كان يدعو الجميع إلى الالتفاف حول هذا المسعى مؤكدا على أنه ليس أمامنا خيار آخر ماعدا خيار المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد ولا يمكن استمرار هذه المحنة إلى الأبد بعد أن تسببت في 200 ألف ضحية وخسارة 20 مليار دولار.
منذ 2005 سنة اجماع الجزائريين على تبني هذا المشروع علمتنا المصالحة الوطنية معنى السلم وقيمته في حياة الأمم والأكثر من هذا كيف تحافظ عليه، وهذه «الجرعة» أكتسبتنا مناعة مفادها اليقظة ثم اليقظة عندما يتعلق الأمر بالتآمر على الوطن.
ورسالة الجيل الذي عاش تلك الأحداث المؤملة أن يواصل نقل تلك النصائح الخيرة للأبناء على أن يعوا تحديات المرحلة وأن لا يقعوا في الأفخاخ المنصبة لهم من قبل أناس همهم الا وحد والوحيد هو حمل خطاب مناوىء لبلدهم للأسف هم ضحية فضائيات تسيء لهذا الوطن عير أقوال سئم منها الجميع.
ويدرك شباب اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية السلم الوطن سواء كان مهيكلا في جمعيات أو في أطر أخرى انطلاقا أصله عليه الأولياء مما عاشوه من ظروف صعبة خلال التسعينات آملين في أن لا يتكرر ذلك أبدا لأن الوطن فوق كل الاعتبار أن السياسوية الضيقة.. ومهما تكن الصور التي نشاهدها اليوم في الملاعب أو في مواقع أخرى فإن الأمر يبقى مجرد حماس من أجل التنافس على فرض الذات والمطالبة بالأحسن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024