فاطمة رحال ناشطة في مجال الفنون تطلق صرخة بلسان المجتمع المدني:

لمــــــاذا اختفـــــت مجالس المدينــــــــــة (ايكوفيل) التي تضع المنتخبين أمام مسؤولياتهــــم؟

سعيد بن عياد

ورشة مفتوحة للأطفال بالبريد المركزي يوم 25 أوت لنشر ثقافة التعامل مع التراث الجزائري
تساءلت السيدة فاطمة رحال متطوعة وناشطة في مجال الفنون، حيث تدافع عن الفنون الشعبية والتقليدية للمجتمع الجزائري، عن السبب وراء تعطيل وغياب لجان المدينة (إيكوفيل) على مستوى البلديات، والتي تضم المنتخبين ولجان الأحياء ولجان تسيير العمارات حول قضايا المدينة والتصدي للمشاكل اليومية من أجل معالجتها بما يعطي للحي والمدينة والعمارة صورة أفضل من حيث النظافة والخدمات والحفاظ على المحيط ويتم ضمنها حقيقة التعبير عن وجود مجتمع مدني ناجع ومفيد يساهم في بناء جيل حديث وقوي لا يمكن التلاعب به.
ودعت المتدخلة في «منتدى الشعب» حول موضوع المجتمع المدني والسلم الوطني، إلى رد الاعتبار لهذا الإطار الجواري الذي يوفر مساحة للتبادل والمشاركة المحلية ويساعد على حل العديد من المشاكل عمليا وفي حينها مؤكدة على ضرورة أن تكون هناك لقاءات للتقييم والمتابعة. كما نادت بتكريس تقليد يكون بمثابة موعد تقديم كشف الحساب في تسيير الجماعات المحلية يتمثل في أن يخضع رئيس البلدية إلى واجب الجلوس على الأقل مرة في السنة وتحمل المسؤولية مع كافة المنتخبين أمام السكان والمجتمع المدني من أجل تقديم حصيلته التنموية والإصغاء مباشرة لأراء السكان ونظرتهم لمستوى تسيير بلديتهم وإثارة انشغالاتهم، كما تكون له الفرصة لقياس درجة شعبيته باستمرار والتي تقاس بمدى التزامه بتجسيد وعوده وتنفيذ برامج التنمية على غرار ما يجري في البلدان المتقدمة.
ولا تدخر السيدة فاطمة رحال جهدا على ما بلغته من عمر في تقديم خدماتها لمحيطها الاجتماعي بتحمل التزامات خدمة العمارة التي تقطن بها بحيث تتابع كل صغيرة وكبيرة للحفاظ على مستوى لائق يوفر للسكان أفضل الشروط بمتابعة إعطاب المصعد أو النظافة أو الإنارة وبذلك تعطي مثالا للمرأة المثقفة والتي تجسد قيم التطوع من أجل الغير وتتحمل أعباء التنقل بين مختلف الإدارات من أجل حل مشاكل السكان وهو من صميم نشاط المجتمع المدني الذي لا ينحصر في مجرد إنشاء جمعيات يتحول أغلبها إلى سجل تجاري أو تنشط في مناسبات محددة، إنما ثقافة المجتمع المدني تتمثل أساسا في تجسيد سلوكات حضارية يتم القيام بها كل يوم عن قناعة وبشكل إرادي تجسيدا للمواطنة الحقيقية القائمة على توازن الحقوق والواجبات بمعيار العدالة التي تعد الضامن لبعث قيم السلم وجوهر الأمن بالمفهوم الواسع.
وتعتمد فاطمة رحال التي كرست حياتها في حمل لواء التعليم والتدريس لفائدة أجيال متعاقبة وتستثمر كامل وقتها اليوم بالمساهمة في خدمة الصالح العام في صمت وبعيدا عن الأضواء على تنمية بناء جيل جديد من الطفولة من خلال جلب اهتمام الصغار إلى عالم الفن والثقافة الهادفة المرافقة للعلوم والمعارف والتكنولوجيات الحديثة ولذلك تنشط باستمرار ورشات مفتوحة للأطفال بمتحف الآثار القديمة وقررت هذه المرة نقل الورشة إلى وسط العاصمة بالبريد المركزي يوم 25 أوت لتنشر ثقافة التعامل مع التراث الجزائري وإعادة ربط أذهان الأطفال بماضيهم الثري والمتنوع الذي كان أحد عناصر المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي والحفاظ على الهوية الوطنية الجزائرية القائمة على منظومة قيم حية وتضامنية تحمل روح التسامح المستمدة من ديننا الحنيف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024