انطلقت في مرحلة إعادة البناء بعد ورشة الإصلاحات

الجزائر بحاجة ماسة الى إدارة عقلانية واعتبار المجتمع المدني شريك

حبيبة غريب

«إن الجزائر اليوم في حاجة ماسة إلى الإدارة العاقلة والعقلانية، التي تخدم السياسية التي تصب في صالح المجتمع، لا لمصالحها هي»، كان هذا رد البروفيسور محمد طيبي على بعض الأسئلة والمتعلقة بالوسائل والميكانزمات التي يحتاج إليها المجتمع المدني الجزائري ليتمكن من أداء واجبه تجاه المجتمع والوطن على أكمل وجه، والتي طرحت خلال للنقاش الذي أعقب ندوة «المجتمع المدني والسلم الوطني»، التي احتضنها منتدى «الشعب».
ويرى الدكتور طيبي، أن إعادة بناء الدولة، مرهون بإعادة النظر في طرق تسيير وعمل الإدارة، كون الوطن والمجتمع الجزائري اليوم في حاجة ماسة إلى رؤى وأفكار جديدة، تدعم وترسخ مبدأ الهوية الوطنية والشرعية التي يبقى المواطن الجزائري حساس بشأنها لدرجة كبيرة.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع، في سياق حديثه أن الجزائر شرعت لحسن الحظ في عملية إعادة البناء، بعد سنها لحملة الإصلاحات على أكثر من صعيد، واضعة بذلك ضوابط ساعدت على احتواء الضغوطات الكبيرة التي بدأت تؤرق صفو المجتمع الجزائري، غير أن هذه الورشة الكبيرة تحتاج إلى أن تفتح بعقلانية وبصورة ذكية, يجب أن يعول فيها على كفاءات ونخب وطنية ومسؤولة، وان تدعم من خلالها هيئات ومؤسسات الدولة، التي يتم التعامل معها على أساس الشرعية والاحترام، والتي يعود لها وللمجتمع المدني حق الدفاع عن الوطن وعن ثوابته وممتلكاته.
 وضرب المحاضر مثلا في ذلك باقتراحه إنشاء هيئة استشارية خاصة بالبترول، كونه ثروة جيوسياسية واقتصادية، والتي يعود لها أي الهيئة مهمة دعم النقاشات والصفقات التي تقوم بها الحكومة في سوق الدولية للبترول.
 ونصح د.طيبي بالابتعاد عن الشعبوية والارتجال في تسيير الأمور الداخلية للبلاد، قائلا إننا نرتكب بذلك أخطاء جسيمة، وكوارث ولا من مسؤول أو محاسب، وأن الساحة العمومية فارغة، وتحتاج إلى نخبة مطالبة ببناء جزائر قوية من شانها أن تؤثر جيوسياسيا على الصعيد الإقليمي والدولي.

ضرورة محاربة التطرف الديني والأفكار الدخيلة

 ورجوعا إلى دور المجتمع المدني في الحفاظ على الأمن والسلم، عرج النقاش على مكانة المرأة، التي رافعت من اجلها رئيسة المرصد الجزائري للمرأة الشايعة جعفري، مسلطة الضوء على ضرورة اهتمام النساء الجزائريات بمسألة الحفاظ عن الهوية الوطنية، هذا من خلال السعي لحماية أبنائهن بالخصوص من أخطار الغزو الثقافي والاستعمار الفكري الذي أعطانا اليوم مظاهر لشباب تائه يتبع أساليب من الفوضى لا تمد لأعرافه وأعراقه بصلة.
وطالبت جعفري المرأة الجزائري «التحلي باليقظة من ذلك كونها أول مسؤول في بناء لبنة المجتمع الجزائري بإعدادها للأجيال الصاعدة التي هي اليوم في أمس الحاجة للتشبع بالروح الوطنية والقيم الجزائرية العريقة».
وانطلاقا من مبدأ أن «المجتمع المدني الجزائري، لا يفتقر اليوم إلى الإرادة القوية، أو إلى الأفكار النيرة ولا للاستعداد للتام للنشاط في الميدان»، اعتبر عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة «ندا» لحماية حقوق الطفل، أن الحركة الجمعوية في أمس الحاجة إلى تعامل كشريك حقيقي من قبل السلطات ودوي القرار، وأن لا يستعان بها كإطفائي في المناسباتية فقط.
وقد وافقه الدكتور طيبي الرأي، مؤكدا «على ضرورة استفادة رجال ونساء المجتمع المدني من التكوين وإلمامهم بالقوانين والنصوص وتوظيف طاقاتهم للصالح العام لا للمواعيد الانتخابية التي تخدم بعد الأغراض السياسية، على أن تتاح لهم فرص المشاركة في مناقشة واتخاذ القرار، كشريك حقيقي».

التصدي لخطر التطرف الديني
في الوسط الشباني

 وأشار من جهته بن صانة مصطفى نائب رئيس الأكاديمية للمواطنة، إلى الخطر الذي يحيط بالمجتمع الجزائري من محاولة زرع اديولوجية التطرف الديني خاصة عند الشباب، الأمر الذي علق عليه الأمين العام لنقابة الأئمة الشيح حجيمي جلول قائلاـ، أن هناك فرقا كبيرا بين «مسلم أخطأ والإسلام أخطأ»، وهو المصطلح الذي تلعب عليه اليوم القوى المهيمنة عالميا على الإعلام، والتي تستغل ضياع القيم وانتشار العنف داخل المجتمع لتنشر أفكارها السلبية المدمرة.
وندد من جهته قديش أحمد ممثل عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بالخطر المحدق بالجزائر وبالمكائد والمؤامرات التي تحاك ضدها، في محاولة لزعزعة استقرارها وأمنها وسلمها، مؤكدا أن الوباء الذي عصف بالبلدان والحكومات العربية، والذي عنون بـ»الربيع العربي»، كان سببه وحامله المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية المتحدثة باسم حقوق الإنسان، داعيا بالمناسبة المجتمع المدني الجزائري إلى اتخاذ الحيطة والحذر وتكاتف الجهود والعمل يدا بيد مع كل الهيئات والمؤسسات الوطنية المدنية والعسكرية من أجل حماية البلاد والشعب الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024