الثلاثية القادمة ستكون استثنائية

حكيم/ب

سيغيب عن الثلاثية ولأول مرة ملف الزيادة في الأجور، حيث تعاقبت مختلف القمم السابقة على الأخذ والرد في رفع الأجور ودعم الأجر القاعدي المضمون حتى وصل إلى إلغاء المادة 87 مكرر، التي كانت تخنق الكثير من الزيادات خاصة للطبقات الهشة.
وستأتي ثلاثية أكتوبر المقبل في ظل تحولات وطنية ودولية صعبة للغاية سمتها كثرة بؤر التوتر وانخفاض أسعار النفط والكثير من المؤشرات الاقتصادية الجيوسياسية التي لن تكون في صالح الجزائر.
فالجزائر التي مازالت مستهدفة تسعى مختلف المؤامرات لاستنزاف احتياطاتها من الصرف والضغط عليها لإبرام صفقات تسلح وتحويل أموال التنمية لوجهات أخرى تخدم الأجندات الغربية.
وستكون المحطة المقبلة فرصة لتجنيد كل القوى الوطنية لتحقيق وثبة خارج المحروقات وتعزيز الاقتصاد المنتج والذي يخلق الثروة بعد أن برزت مؤشرات ايجابية عن قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليص من فاتورة الواردات بعد أن تقلصت بـ 10٪ في 6 أشهر الأولى من عام 2015.
وبقدر ما تقلص الميزان التجاري وتحقيقه لعجزا لأول مرة منذ 11 سنة فالجزائر بإمكانها تجاوز هذه المرحلة بعد ان أظهرت تقارير بأن أسعار النفط  ستتحسن مع بداية السنة الجديدة في ظل توقعات بارتفاع نمو كثير من الاقتصاديات العالمية وكذا اختلال الموازين المالية في السعودية التي تفرض عليها مستقبلا الجلوس لطاولة التشاور مع دول «الأوبيك» لبحث سبل الرفع من الأسعار التي تدهورت بأكثر من 50٪ منذ سنة في صورة جعلت الكثير من دول العالم تدق ناقوس الخطر.
وحققت الجزائر مؤخرا نموا في المجال الصناعي بـ 07٪ وهو محفز على جلب الاستثمار المنتج وتحقيق الشراكة مع الأجانب لخلق الثروة وخلق مناصب عمل، فبعد حل مشاكل العقار الصناعي، وتحويل الاقتصاد الموازي إلى اقتصاد رسمي، وتصحيح السياسة الضريبية كلها معطيات ستكون لها فائدة كبيرة على المدى البعيد بعد أن فشلت جل السياسات في بناء اقتصاد قوي خارج قطاع المحروقات.
ومنحت منظمات الباترونا والمركزية النقابية دعما كبيرا للجهاز التنفيذي للمضي قدما في سياسة رد الاعتبار للإنتاج الوطني وتشجين النمو وتشجيع الاستثمار في المناطق الداخلية والجنوب لتحقيق التوازن والتقليص من التبعية للمحروقات التي تحولت إلى نقمة في بعض الأحيان وورقة ضد المصالح الاقتصادية للجزائر بعد أن فقدت المؤثرات التقليدية دورها في التأثير على الأسعار وبات في يد دول معروفة تتلاعب بالأسعار وفقا لهوائها ووفقا لمسايرة الدول لبؤر التوتر من عدمها.        

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19530

العدد 19530

الإثنين 29 جويلية 2024
العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024